التصرفات الفردية لبعض أفراد الشرطة هي نقطة سوداء في الثوب الأبيض للداخلية التي تدين هذه الحوادث البسيطة. لكن تأثيرها قد يمتد إلي مضايقة الغلابة.. ففي فجر الخميس الماضي ذهب أحد أمناء الشرطة إلي مستشفي المطرية ودخل إلي قسم الجراحة وطلب من د.أحمد محمود كتابة تقرير طبي بإصابات غير حقيقية فرفض فما كان من الأمين الا ان تعدي عليه بالضرب وهو زملاؤه وقاموا بسحل الطبيب وزميله د.مؤمن عبدالعظيم واخذوهما في ميكروباص إلي قسم المطرية ليكملوا مسلسل الاعتداء عليهما وحرروا بلاغا بأن الطبيب هو من اعتدي علي الأمين وتسبب في اصابته.. وفي لمح البصر.. تحول الطبيب إلي متهم. إلي هنا فالقصة عادية ويحتكم الأطراف إلي النيابة العامة. لكن الواقعة تسببت في اغلاق المستشفي بأمر وزارة الصحة ونقابة الأطباء إلي حين الانتهاء من التحقيقات. المرضي يدفعون الثمن بسبب تصرف فردي.. وارتباك بين المرضي الذين كانوا قد حجزوا مواعيد لاجراء عملياتهم الجراحية. «الاخبار» انتقلت الي مستشفي المطرية لرصد الاوضاع هناك وماتم التوصل إليه، وفور وصولنا الي مكان المستشفي وجدنا باب الطوارئ مغلقا بالفعل وانهم لا يستقبلون احدا وجلس المرضي علي الرصيف امام الباب ووضعوا ايديهم علي رأسهم ولا يسمعون سوي جملة «المستشفي مغلق ومافيش اطباء هتعالجكم». في البداية يقول محمد احمد «عامل نظافة بمحطة مترو الانفاق» الذي استند ظهره علي «عمود النور» وقال وعلامات الغضب تملأ وجهه « انا من المفترض اني هتحجز انهارده علشان هعمل عملية قسطرة بكرة، ولما جيت لاقيتهم بيقلولي المستشفي مش شغال، طب اروح فين دلوقتي وانا تعبان !». وتقول نفيسة محمد «ربة منزل» والتي حضرت وهي تحمل رضيعها الصغير «ابني تعبان بقاله يومين وكل يوم يقولولي مافيش دكتور والمستشفي قافل، طب اروح فين وانا بطلع قرار علاج علي نفقة الدولة وهنا اقرب مستشفي حكومي ليا !!». بعد ان استمعنا الي شكاوي المواطنين دخلنا الي المستشفي لمقابلة المدير، ومن داخل المستشفي كانت الاجواء متوترة والابواب مغلقة والجميع حريص علي عدم دخول او خروج اي مخلوق، ولا تسمع غير جملة «المستشفي مغلق بقرار من وزارة الصحة» ترن جميع انحاء المكان، والخوف يظهر علي جميع الاطباء والعاملين بالمستشفي. قال د. مأمون حسن الديب نائب مدير مستشفي المطرية، ان التجاوزات التي تمت ضد الاطباء واهانتهم بالتعدي عليهم بالضرب ووضع «الكلابشات» في ايديهم واصطحابهم الي القسم بدون اذن نيابة هو اختطاف، وبعد ان تم اخطار ادارة المستشفي انتقلنا علي الفور وتم الاتصال بالقسم وعندما علم مأمور القسم قدم اعتذاره واعتبار ان ماحدث هو حادث فردي لانها تمت بدون علمهم وسيتم ابلاغ المسئولين بوزارة الداخلية التي قامت بالتبرؤ من هذا العمل ومعاقبة الامناء بوقفهم عن العمل وتحويلهم للتحقيق. ومنذ صباح يوم الخميس جاء قرار باغلاق المستشفي الي حين الانتهاء من هذه الازمة.. وأشار احد الاطباء بالمستشفي انه منذ ذلك الحادث وهو متخوف من العمل وتكرار حوادث الاهانة وعدم احترام حقوق الانسان والمهن الطبية، كما ان الأطباء فقدوا شعور الأمن والأمان داخل المستشفي. وأشار ان المستشفي فتحت أبوابه لمن يقومون بتلقي العلاج بقرار مسبق علي نفقة الدولة ولكنه لا يستقبل قرارات جديدة.