كانت بداية معرفتي بها عندما اختارها المخرج الكبير حسين كمال لتكون البطله الثانية أمام عبدالحليم في فيلمه الاخير »ابي فوق الشجرة« بعد أن تم استبعاد الفنانة زيزي مصطفي لزيادة وزنها والوجه الجديد زهرة أو نجلاء فتحي فيما بعد نظرا لأنها أطول من بطل الفيلم.. وهكذا شاء القدر والحظ أن تكون ميرفت أمين التي اكتشفها وقدمها النجم الكبير أحمد مظهر شاء الحظ هي البنوتة التي يغني لها عبدالحليم »الهوا هوايا« و »ياخلي القلب« لتبدأ مشوارها السينمائي كبطلة من بطلات السينما المصرية ومن المعروف أن الظهور أمام عبدالحليم وغناءه لها في فيلم هو جواز السفر لدعم نجومية أي فنانة في السينما كما حدث مثلا مع أمال فريد »ليلي الحب« ايمان »ايام وليالي« نادية لطفي »الخطايا« لبني عبدالعزيز »الوسادة الخالية« ومريم فخر الدين »حكاية حب«!! وهكذا غني عبدالحليم لميرفت أمين فتعلق بها عشاق العندليب واصبحت ميرفت أمين نجمة جديدة في سماء السينما المصرية وأطلق عليها الكاتب الصحفي اللبناني الكبير محمد بديع سربية الذي كان يعشق اطلاق الالقاب علي هؤلاء النجوم »قارورة العسل ليلي طاهر« »قطعة المارون جلاسية لبني عبدالعزيز« »الشقراء الملتهبة نادية لطفي« »مفتول العظلات رشدي أباظة« »سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة« »عذراء الشاشة ماجدة« »سمراء النيل مديحة يسري« »والسندريلا سعاد حسني«!! وكان لقائي الفني الثاني مع ميرفت أمين في فيلم »الحب المحرم« انتاج وبطولة الفنانة الكبيرة مديحة يسري وإخراج استاذي مخرج الروائع حسن الإمام وأصبحنا أكثر من مجرد زملاء يجمعهم عمل فني حتي أنها عندما عرض عليها النجم الكبير عبدالمنعم مدبولي بطولة مسرحية »مطار الحب« أمامه وكانت مرعوبة من تجربة الوقوف علي المسرح أخذت بنصيحتي وشجعتها علي التجربة التي ستفيدها جدا كممثلة واقتنعت ميرفت وبدأ عرض المسرحية علي مسرح مقام في حديقة فندق عمر الخيام »ماريوت حاليا بالزمالك« وبطبيعة الحال دعتني ميرفت أنا والفنانة الكبيرة مديحة يسري لحضور العرض المسرحي في ليلة الافتتاح.. وكانت مسرحية »مطار الحب« اصلا مقتبسة من مسرحية كوميدية أمريكية شهيرة جدا »بوينح بوينج«.. ولتشجيع ميرفت حضرنا طبعا حفل الافتتاح واستمتعنا بالمواقف الضاحكة العديدة التي يتضمنها العرض وروعة اداء عبدالمنعم مدبولي!! واستطاعت ميرفت أمين أن توفق ما بين التصوير صباحا في الفليم والعرض المسرحي ليلا وبدأت تحب العمل علي المسرح وبعد مرور شهر علي عرض المسرحية قرر المنتج تصويرها للتليفزيون فدعتني ميرفت لحضور التصوير واستمتعت مرة أخري بالعرض الجميل وبثبات أقدام ميرفت علي المسرح عن ليلة الافتتاح.. وبعد العرض دعانا الاستاذ مدبولي علي أكلة سمك فهو مثلي يعشق كل مأكولات البحر.. المشوي والمقلي وخاصة الكابوريا! وفي مساء اليوم الثاني دق جرس باب شقتي وفتحت الباب لأجد أمامي الاستاذ مدبولي ومعه ميرفت أمين: ياسمير.. احنا في مصيبة كارثة يوسف شعبان اعتذر دلوقتي عن الاستمرار في المسرحية والحفلة الليلة دي مباعة كلها لوزارة الداخلية وحايحضرها الوزير بنفسه. سألته: هو الاستاذ يوسف مريض؟ قال: ابدا.. هو صور الرواية وخلاص أصل عقده كان مدته شهر واحد بس.. نجاح المسرحية لم يكن معمول حسابه.. المنتج كان فاكر انها لو قعدت شهر يبقي عال! قلت: أنا شايف إن حضرتك تعتذر للوزير تليفونيا قبل حضوره وتخبره أن يوسف شعبان مريض! قال: أنا برضه أقدر اضحك علي وزير الداخلية يا سمير؟ أنا عندي حل ثاني.. أنت تيجي معانا تعمل الدور الليلة دي وتكمل معانا إن شاء الله! اطلع علي المسرح ازاي يا استاذ مدبولي.. انا مش حافظ حاجه.. ولا أعرف حتي الحركة المسرحية ازاي.. يعني الدخول والخروج منين.. ولا اسماء شخصيات المسرحية! وهنا تدخلت ميرفت: إحنا كلنا حانبقي جنبك.. وأنا متأكده أنك حاتبقي هايل في الدور.. وطبعا حانقول للجمهور إنك جيت تنقذ الموقف.. لانك فنان أصيل يؤمن بأن لا شيء يوقف العرض. ونظر إلي الاستاذ مدبولي طويلا وبعد فترة صمت وترقب وضع يده علي كتفي وقال: سمير.. أنا جيتلك لحد عندك في البيت.. أرجوك ساعدنا.. واقف جنبنا وإن شاء الله حاتنجح وتستمر الرواية شهر كمان واوعدك حانعيد التصوير تاني بيك.. واقولك سر احنا من أيام البروفات ميرفت كانت مرشحاك انت للدور! وابتسمت ميرفت أمين وهي تقول لي: ياللا بقي فاضل ساعة علي رفع الستار علشان خاطري.. هو أنا مليش خاطر عندك؟ وطبعا لم استطع مقاومة وجه ميرفت البريء والجميل ونزلت معاهم علي المسرح وكانت تجربه لا أنساها ابدا.. وتسبب عدم حفظي لأسماء الشخصيات وللحركة علي المسرح في كثير من المواقف الضاحكة والتي تقبلها الجمهور راضيا بل استقبلها بتصفيق كبير. وأذكر أن نهاية الفصل الأول كانت بأغنيه يغنيها يوسف شعبان بصوته.. وطبعا أنا مش حافظ ولا كلمة منها ولا اللحن نفسه.. وكنت أمينا وصادقا مع الجمهور وعندما بدأت الاغنية في نهاية الفصل قلت للجمهور: اهي دي بقي مش ممكن حااعرف اضبطها!! أسمعوا الاغنية زي ما هي وانا حاسمعها معاكو!! وضحك الجمهور ونجحت في الامتحان الصعب جدا وبعدها أجدت دوري في المسرحية حتي أنني قدمتها لمدة سنة في جميع محافظات مصر بنجاح كبير واستمتعت فعلا بالعمل علي المسرح مع العملاق عبدالمنعم مدبولي ومع الزميلة العزيزة »دمية السينما المصرية« الصديقة الغالية الست »أم منه«.. ميرفت أمين!