هذا الزمان رحلت ابتسامة أخري من حياتنا مع رحيل عبد المنعم مدبولي الفنان الجميل الراقي المبدع.. كان مشوار مدبولي حافلا بالفن الجميل في كل مجالاته.. لم يترك وجها من وجوه الفن الا وترك فيه بصمة كان كوميدنا ذا اسلوب خاص ومع التراجيديا كانت له لمحات ممتعة.. وفي مسلسلات التليفزون وبرامج الأطفال والسينما في كل هذه المجالات أجاد عبد المنعم مدبولي وامتع.. ولا يستطيع أحد ان ينسي ادواره الجميلة في أفلامه مع محمود ياسين وعفاف راضي ويوسف شعبان وفؤاد المهندس ومسرحياته مع عادل إمام وسعيد صالح ونخبة الفنانين الشبان في ذلك الوقت في مدرسة المشاغبين وفي ريا وسكينة قدم دوراً رائعاً مع شادية وسهير البابلي.. وفي برامج الأطفال لا تستطيع أبداً ان تتجاهل عبد المنعم مدبولي في شهر رمضان.. ومن منافسي بابا عبده وهذا الدور الخالد في هذا المسلسل الجميل، ومن أجمل الصفحات في حياة عبد المنعم مدبولي رحلة في برنامج ساعك لقلبك الذي قدمه الاذاعي الكبير فهمي عمر وفي هذا البرنامج الشهير بدأت رحلة الوهج والبريق مع نخبة كبيرة من الفنانين كان مدبولي في مقدمتهم مع فؤاد المهندس وعبد المنعم ابراهيم وخيرية أحمد والخواجة بيجو وابو لمعة والدكتور شديد وكل واحد منهم كان تاريخا من الفن الجميل، كانت ساعة لقلبك رحلة اذاعية جميلة مع الابتسامة والنقد الاجتماعي البناء.. ولاشك ان مدبولي كان فنانا صاحب فكرة ورؤيا وكان صاحب مدرسة مسرحية تميز بها واضاف من خلالها مذاقا خاصا للمسرح المصري والعربي.. وقد عاش حياته فنانا متواضعاً بسيطا يحب الناس ويسعي اليهم ولم يغرق في دهاليز الشهرة والبريق.. وقد عاني كثيرا في رحلته من الفن خاصة في سنواته الأخيرة عندما هبط مستوي المسرح المصري بنصوصه ونجومه واخراجه وجمهوره ورغم هذا بقي عبد المنعم مدبولي حتي آخر أيام حياته مخلصا للمسرح الذي وهبه حياته.. ومع رحيل مدبولي يفقد المسرح المصري رمزا من رموزه وعلما من اعلامه ويفقد أطفال مصر فنانا اعطاهم من روحه ووجدانه احساسا جميلا وسوف يبقي عبد المنعم مدبولي في وجداننا جميعا كلما اطلت علينا أدواره ومسرحياته وذاكراه الجميلة لأن الفن الصادق لا يموت.