ضربة قوية تلقتها البورصة خلال الأسبوع الماضي تسببت في تراجعات حادة لجميع المؤشرات.. جاءت الضربة كالعادة بسبب السياسة بعدما تم الإعلان عن نتائج المرحلة الأولي للانتخابات الرئاسية، والتي أسفرت عن دخول كل من د. محمد مرسي والفريق أحمد شفيق لانتخابات الإعادة. وما تبعها من مظاهرات رافضة لتلك النتائج, واشعال النار في المقر الانتخابي لشفيق. يعلق رئيس مجلس إدارة شركة الأوائل لإدارة المحافظ المالية وائل عنبه علي تراجع مؤشرات سوق المال بأن البورصة أصبحت استفتاء يومياً علي الأحداث السياسية.. لذلك ظهر بوضوح عدم موافقة الشارع المصري علي نتيجة الانتخابات.. ووصف البورصة بأنها عمليات شراء للمستقبل وبما أن المستقبل غامض فإنه من الصعب التنبؤ بالسوق خلال الفترة المقبلة، وحتي انتهاء الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية ومدي القبول الشعبي لنتيجة الصندوق أيا كانت. وأضاف أن الانخفاض الذي حدث لأسعار الأسهم لا يعبر عن القيمة العادلة والحقيقية لها، لذلك يمكن أن تغري الصناديق الاستثمارية لشرائها, مشيرا إلي أن الصناديق العربية بدأت بالفعل في ضخ أموالها بقوة، فاستثمرت خلال الأسبوع الماضي فقط حوالي 003 مليون جنيه ليصبح إجمالي مشترياتهم من بداية عام العام الحالي مليار جنيه تقريبا. ويتوقع عنبه ارتفاع مؤشرات البورصة عندما يكون هناك توافق شعبي حقيقي علي الرئيس القادم. أما عن سبب مخاوف المستثمرين في سوق المال فيقول المدير التنفيذي لشركة أمان لتداول الأوراق المالية وائل أمين ان المشكلة في المرشحين شفيق ومرسي هو أن الشارع المصري كان يتمني وجود مرشح وسطي يمثلهم جميعا، وليس ممثلا للنظام السابق كشفيق أو ممثلا للتيار الديني كمرسي، لذلك انعكس القلق واضحا علي المستثمرين الذين سارعوا بالانسحاب. وأشار أمين إلي أن المخاوف تضاعفت مع المظاهرات التي أعقبت إعلان اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية رفض الطعون في النتائج واستقرار مرسي وشفيق في جولة الإعادة، وهو ما يثير القلق من دخول البلاد في مرحلة عدم الاستقرار مرة أخري، وخاصة بعد حريق مقر حملة شفيق الانتخابية في الدقي. ويري عضو مجلس ادارة شركة اصول لتداول الاوراق المالية إيهاب السعيد أن البورصة استقبلت نتائج المرحلة الأولي للانتخابات الرئاسية بتراجعات حادة علي عكس ما كان متوقعا. وكان من المفترض أن تكون مطمئنة نسبيا لمناخ الاستثمار وسوق المال بشكل عام بعدما اسفرت عن الاعادة بين مرسي وشفيق وخاصة أن كلا المرشحين يتبعان الفكر الرأسمالي وكلا منهما أعلن في برنامجه الانتخابي عن نيته دعم الاقتصاد واستعادة معدلات النمو عن طريق جذب استثمارات خارجية وتشجيع الاستثمار الداخلي. وأشار إلي أن الايام الأخيرة السابقة علي بدء الانتخابات الرئاسية شهدت حاله من الترقب والقلق بين اوساط المتعاملين بسوق المال وكذلك كل من له علاقه سواء مباشرة او غير مباشره مع مجتمع المال والاعمال من فوز اي من مرشحي المنهج الاشتراكي الذين كانوا قد اعلنوا في برامجهم عن فرض الضرائب ورفع الجمارك واستعادة شركات القطاع العام ولوحوا كذلك بإلغاء اتفاقيات سابقة الأمر الذي كان بلا شك سيؤثر سلبا علي مناخ الاقتصاد بشكل عام وعلي سوق المال بشكل خاص ..علي اعتبار ان مثل هذه القرارات كان من الممكن ان تؤدي الي هروب ما تبقي في مصر من استثمارت سواء محليه او اجنبيه وأوضح إيهاب أن مؤشر "إي جي إكس 03" تراجع بشكل حاد تأثرا بالضغوط البيعية القوية بفعل مخاوف المتعاملين لاسيما الاجانب منهم من عدم تقبل الشارع السياسي لنتيجة المرحلة الأولي من الانتخابات الرئاسية، ولذا لجأ معظمهم للبيع بشكل استباقي تحسبا لتصاعد وتيرة الاحداث. وأضاف أن جلسة الأربعاء الماضي شهدت مع نهايتها خبرا آخر يتعلق بإحالة كل من علاء وجمال مبارك الي محكمة الجنايات ومعهم سبعة متهمين اخرين من ضمنهم رؤساء لبعض كبري شركات الوساطة المالية بتهمة التلاعب في البورصة، ليزيد من اوجاع البورصة!