أدت احتجاجات وأعمال عنف أعقبت اعلان نتائج انتخابات الرئاسة في مصر الى استمرار نزيف الخسائر في البورصة لتفقد الاسهم أكثر من 15 مليار جنيه من قيمتها السوقية خلال ثلاث جلسات. وقالت لجنة الانتخابات الرئاسية المصرية امس ان جولة الاعادة المقرر لها الشهر المقبل ستجرى بين مرشح جماعة الاخوان المسلمين محمد مرسي وأحمد شفيق اخر رئيس للوزراء في عهد الرئيس السابق حسني مبارك. وعقب اعلان النتائج احتشد نشطاء في ميدان التحرير بالقاهرة وفي مدن أخرى للاحتجاج وجرى اقتحام مقر الحملة الانتخابية لشفيق واشعال النار فيه. وأحدثت الانتخابات الرئاسية التي جرت الاسبوع الماضي انقساما شديدا بين المصريين الى رافضين لتسليم الرئاسة الى رجل من حقبة مبارك واخرين يخشون احتكار الاسلاميين للمؤسسات الحاكمة. وقال محسن عادل العضو المنتدب لشركة بايونيرز لادارة صناديق الاستثمار "المخاوف السياسية من جولة الاعادة لا تبرر التراجع الحاد في مؤشرات البورصة". وفاجأت الاصوات التي حصل عليها شفيق مصريين يخشون عودة مساعدي مبارك الكبار الى صدارة العمل التنفيذي بعد الانتفاضة التي أطاحت به مطلع العام الماضي والتي تلتها هيمنة الاسلاميين على البرلمان في أول انتخابات تشريعية منذ الانتفاضة. ويثير خوض مرسي لجولة الاعادة القلق لدى متخوفين من قيام نظام اسلامي يمكن ألا يوافق في المستقبل على تداول السلطة بالوسائل الديمقراطية. وقالت وكالة فيتش للتصنيف الائتماني أمس ان نتائج انتخابات الرئاسة المصرية تزيد المخاطر على المدى القصير. وقال عيسى فتحي العضو المنتدب لشركة سوليدير لتداول الاوراق المالية "لا أحد يهتم برخص اسعار الاسهم المصرية في السوق. المناخ السياسي الان هو الاكثر أهمية للجميع". وارتفع متوسط العائد على أذون الخزانة لاجل 91 يوما يوم الاحد لاعلى مستوى في 15 عاما على الاقل. وقال وائل عنبة العضو المنتدب لشركة الاوائل لادارة المحافظ المالية "لا أحد يعلم ماذا سيحدث خلال الفترة المقبلة. السياسة فقط هي ما يتحكم في السوق الان". واذا فاز مرسي بالرئاسة سيهيمن الاسلاميون على معظم المؤسسات الحاكمة في مصر ما عدا الجيش. لكن الثقة في الاخوان تاكلت أكثر بعد أن قررت الجماعة المشاركة في سباق الرئاسة رغم تعهدها في السابق بألا تشارك فيه. وتقول الجماعة التي تأسست في عام 1928 انها هدف لحملة تشهير من قبل خصومها. ويقوم المتعاملين الاجانب في سوق مصر بعمليات بيع مكثفة على الاسهم بلغت نحو 2.5 مليار جنيه منذ بداية 2012. ويرى فتحي أن "البائع في السوق يعتقد انه يبيع بأسعار أعلى مما قد يشتري بها فيما بعد. ليست هناك رغبة أو شجاعة للشراء في السوق الان". ونصحت نعيم للوساطة في الاوراق المالية اليوم في مذكرة بحثية المستثمرين باستغلال الصعود كفرصة للبيع. (الدولاريساوي 6.03 جنيه مصري)