كانت «جوانزو» محطتي الثانية بالصين خلال مشاركتي في مؤتمر «حزام واحد وطريق واحد» الذي نظمته صحيفة الشعب اليومية وشارك فيه رؤساء تحرير صحف ووكالات انباء واعلاميون من 60 دولة.. ورغم ان «جوانزو» مدينة تجارية وصناعية الا انها تتمتع بالطبيعة الخلابة ومساحات شاسعة من الخضرة وكميات كبيرة من الأشجار المختلفة..وتتجاور فيها المباني القديمة بتناسق وانسجام مع ناطحات السحاب والأبراج العالية. وصلت «جوانزو» التي تقع علي ضفاف «نهر اللؤلؤ» في أقصي الجنوب الشرقي للصين بعد رحلة طيران من «بكين» استغرقت حوالي 3 ساعات ونصف لم اشعر بهم لطريقة التعامل الراقية من طاقم الضيافة علي الخطوط الصينية والذي يكون من الظلم مقارنتهم بمن هم لدينا.. منذ اللحظة الأولي لوصولي إلي «جوانزو» شعرت انني ضيف مرحب به فالكل يبحث عن ارضائي وخدمتي بدون استغلال اوانتظار لمقابل.. واحيانا عندما كنت اتجول في الشوارع القريبة من الفندق كنت اشعر انني لم اخرج من «القاهرة» لوجود عدد كبير من الجنسيات العربية والاجنبية ف 5% من سكان المدينة العشرة ملايين طبقا للاحصائيات الرسمية اجانب.. بالاضافة لانتشار الكافيهات والمطاعم والبائعين الجائلين..ولكن الفرق هو النظام والنظافة. «جوانزو» هي اكثر المدن انفتاحا علي العالم لانها تمتلك اكبر ميناء بحري وتربطها خطوط ملاحية مع أكثر من 500 ميناء تجاري في 170 دولة.. كانت قديما نقطة الانطلاق لطريق الحرير البحري.. وهي حاليا من المراكز الهامة في مبادرة الرئيس الصيني شي جين بينج.. علي مدي يوم ونصف نظم حزب الشعب الصيني للصحفيين الافارقة العديد من الزيارات والتي تضمنت منشآت صناعية مثل اكبر معامل تكرير البترول وانتاج البترو كيماويات بمشاركة سعودية.. ومصنع لانتاج الملابس ويوفر ملابس الفرق الرياضية والمنتخبات الصينية..كما زرت اقدم مسجد في الصين وهو مسجد «أبي وقاص» ويقال أنه تم بناؤه عام 629ميلادية علي يد صحابي جاء من الجزيرة العربية وزرت متحف الميناء القديم.. ويوجد به مجسم لشكل أقدم سفينة تجارية كانت تستخدم في نقل البضائع عبر طريق الحرير البحري.. والعلاقة بين الصينيين وقدماء المصريين..كما زرت اضخم المعابد البوذية. خلال وجودي في مدينة «جوانزو» سألت احد المسئولين عن انخفاض جودة البضائع الصينية المصدرة لمصر.. فقال ان التاجر والمستورد المصري السبب.. لانه يطلب تصنيع البضائع بأقل سعر ممكن مما يترتب عليه تقليل الجودة لأستخدام مواد خام أقل جودة..وانه عادة يتم التصنيع في ورش صغيرة بعضها داخل شقق سكنية او في مصانع صغيرة غير مرخصة بقري مجاورة للمدينة يصعب مراقبتها والسيطرة عليها. وعرفت في «جوانزو» لماذا يتقدم الصينيون وتزداد المسافة بيننا وبينهم كل يوم ؟ لاننا لا نعمل بوصية سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم «من عمل منكم عملا ان يتقنه» وللحديث بقية.