أشادت قيادات جامعة طنطا بالدور الذي تقوم به جريدة أخبار اليوم من خلال صفحة " هنا الجامعة " التي أصدرتها الجريدة لأول مرة مع نهاية عام 2009 لتعبر بشكل صريح وواضح عن هموم ومشاكل العاملين بالجامعات بالإضافة إلي الدور الذي تقوم به لخدمة الطلاب والأساتذة والعاملين بها بحيادية مطلقة. جاء ذلك في الندوة التي نظمتها كلية الآداب بالجامعة عن " مستقبل الصحافة في مصر بعد ثورة 25 يناير والتي دعت فيها الكاتب الصحفي رفعت فياض مدير تحرير أخبار اليوم والمشرف علي صفحة " هنا الجامعة " للتحدث عن هذه القضية في حضور كل من د. عبدالحكيم عبدالخالق رئيس الجامعة ود. محسن مقشط نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب ود.محمد ضبعون نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع ود.محمد زكي السديمي عميد كلية الآداب. تناول الكاتب الصحفي رفعت فياض واقع الصحافة قبل وبعد ثورة يوليو 1952 وتأميمها بعد بداية الستينات وتبعيتها بعد ذلك للإتحاد الإشتراكي ثم مجلس الشوري ممثلا في المجلس الأعلي للصحافة الذي أصبح المالك الفعلي لهذه الصحف وإن كان الواقع يؤكد عكس ذلك بعد أن أصبحت هذه الصحف القومية مؤسسات ذات نظام خاص حيث لم تعد صحفا خاصة ولم تصبح صحفا حكومية مملوكة للدولة وقد تبع ذلك أيضا ظهور الصحف الحزبية والخاصة ومع إنتشار الفضائيات بدأت هذه الصحف جميعها تواجه مشاكل جمة بعد تراجع توزيعها نظرا لتأثير الفضائيات الخاصة عليها بشكل أساسي وأوضح أن الصحف والإعلام عموما في مصر قد أصبح يعيش حاليا في إشكالية كبيرة بعد أن إختلفت الرؤي والتوجهات بين التيارات السياسية في مصر بعد ثورة 25 يناير، وقد أدي عدم وضوح الرؤية أمام الوسائل الإعلامية المختلفة وفي مقدمتها الفضائيات أن إهتمت بتأجيج مشاعر الإنقسام والصراع بين هذه التيارات مما إنعكس أثره علي الشارع المصري وتسبب في زيادة حدة الإنفلات المجتمعي والفهم الخاطئ للحرية من قبل كثير من أفراد المجتمع مما تسبب في كثرة الإعتصامات والإضرابات والخروج علي القانون وقطع الطرق من أجل تحقيق مطالب قد يكون بعضها مشروع وآخر غير مشروع لكن إهتمام هذه الفضائيات بالوقوف بجانب هذه التيارات التي لاتهدف في طلباتها مصلحة المجتمع في المقام الأول زاد من ضبابية المشهد السياسي الحالي في مصر، وقد زاد من هذا التأثير السيئ حالة الصدام التي يعيشها المجتمع حاليا بين القوي السياسية المختلفة والذي تسبب الإعلام في زيادة حدتها وكان آخرها مايحدث الآن من صدام بين البرلمان من جانب والحكومة والمجلس العسكري من جانب آخر، وقيام عدد من الأفراد من مناصري بعض التيارات المختلفة بالتطاول علي المجلس العسكري والإعتصام في ميدان العباسية والزحف نحو وزارة الدفاع دون أن يكون هناك أية أسباب مقنعة لذلك بهدف إسقاطها وبالتالي إسقاط هيبة الدولة مثلما فعلت هذه القوي وغيرها بالضبط في أحداث شارع محمد محمود وأحداث ماسبيرو. وأوضح الكاتب الصحفي رفعت فياض أن الصحافة القومية في مصر تعيش حاليا في مأزق كبير خاصة بعد أن أصبح ممثلو تيار الإسلام السياسي يسيطرون علي البرلمان بغرفتيه في مجلسي الشعب والشوري والذي يتبعه المجلس الأعلي للصحافة المالك للصحف القومية والذي يرأسه في نفس الوقت رئيس مجلس الشوري وأصبح التساؤل حاليا : كيف سيتعامل المجلس الأعلي للصحافة مع الصحف القومية في الفترة القادمة ؟ وكيف سيتم تعيين رؤساء تحريرها ورؤساء مجالس إدارتها ؟ هل سيكون بالإنتخاب أم بالتعيين ؟ وفي هذه المجال قد يؤثر توجه رئيس المجلس علي نوعية من سيتم إختيارهم لشغل المناصب القيادية بهذه الصحف كما أصبح الإعلام القومي يواجه إشكالية أخري مع رئيس الدولة والحكومة والبرلمان الذي أصبح يضم تيارات سياسية مختلفة وبدأت تساؤلات كثيرة حول ماهو مصير ملكية المجلس الأعلي للصحافة لهذه الصحف القومية ؟ وأوضح الكاتب أن كل هذه التساؤل أصبح من الصعوبة بمكان الإجابة عليها الآن قبل إستقرار الأوضاع السياسية في مصر، وقبل إنتخاب رئيس الجمهورية القادم بعدها ستضطح الصورة أكثر مما هي فيه الآن.