لم يسبق لي أن التقيت به قبل أن يتولي منصب رئيس جامعة عين شمس منذ خمسة أشهر مضت وكان فوزه الساحق وقتها بالمنصب في مثار جدل بين الكثيرين الذين لايعرفونه عن قرب هذا العالم الذي جاء من الصفوف الخلفية والذي كان بعيدا عن الأضواء ليكون في المقدمة بعد أن اكتشف المجمع الانتخابي الذي يمثل كل كليات جامعة عين شمس وقت انتخابه مدي رجاحة فكره ورؤيته الثاقبة في النهوض بالجامعة وكانت المرة الأولي التي التقي فيها معه قبل أن يلقي مصرعه عندما دعاني د. سامح حبيب لحفل تكريم لهذا العالم الجليل د. علاء فايز بمناسبة فوزه بمنصب رئيس جامعة عين شمس، وكان في مقدمة الحضور د. محمد عوض تاج الدين وزير الصحة الأسبق ود. صالح هاشم أمين اتحاد الجامعات العربية السابق اللذان أوصياني به خيرا وقتها ومسانتده إعلاميا في تطبيق فكره لتطوير الجامعة ، وفي اللقاء الثاني بدأت أقترب منه ومن فكره أكثر وأكثر لاكتشف أنني أمام شخصية لم أشهد مثلها بالفعل من قبل، وبدأت أتابع نشاطه داخليا وخارجيا من أجل النهوض بجامعة عين شمس واستمعت إليه في قضايا كثيرة. وكان لقائي الثالث معه قبل وفاته بأربع وعشرين ساعة فقط عندما جلسنا سويا علي العشاء ليحتفي هو ونواب رئيس الجامعة الثلاثة وعميد العلوم بالدكتور محمد فتحي سعود رئيس مؤسسة قطر التعليمية وهو خريج علوم عين شمس ونجح في موقعه الحالي في قطر بشكل مشرف لمصر كلها وتحدث الراحل د.علاء فايز أمامنا، وكان العشاء الأخير.. كان مهتما في حديثه معنا بتطوير التعليم الطبي بالجامعة وكان يأمل أن يشاهد مُجمعا طبيا متكاملا في فرع الجامعة بمدينة العبور وهو ما دفعه أيضا للسفر قبل اسبوعين الي دولة الإمارات العربية المتحدة لتوقيع اتفاقية تعاون مع جامعة الشارقة للاستفادة من امكانياتها والحصول علي دعمها في إنشاء فرع الجامعة بالعبور والذي سيقام علي مساحة 150 ألف فدان وهو نفس المكان الذي لقي مصرعه وهو في طريقه لتفقد أوضاعه.. وكان يأمل بأن ينهض بالجامعة مثلما نهض بقسم جراحة الأطفال بمستشفي جراجة الأطفال الجامعي لكن القدر شاء ألا يستمر العمر طويلا، وألا يمتد الأمل بعيدا، وألا يكمل مشواره، وألا يكمل أحلامه، واختار القدر أن يصدق علي مقولته التي نشرها علي صفحته علي موقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك عقب صدور قرار توليته مهام منصبه "اعمل علي أن يحبك الناس عندما تغادر منصبك كما يحبوك عندما تتسلمه" فغادرنا د.علاء فايز أول رئيس منتخب لجامعة عين شمس إثر حادث أليم و هو في طريقه لتفقد أرض الجامعة بمدينة العبور ليترك جامعة عين شمس وقد خيم الحزن والاسي علي أركانها إثر فقدها واحد من أعز ابنائها وأحبهم الي قلبها. رحم الله د.علاء فايز.