مصر لن تركع.. والارهاب لن يخيفنا.. الحادث مؤلم لخسته ونزالة وخيانة مرتكبيه، لكنه لن يؤثر في معنويات المصريين لان الحق سوف ينتصر في النهاية علي اعداء الحياة.. هكذا كان لسان حال المصابين في الحادث الارهابي علي اتوبيس الشرطة برشيد.. نعم كانت هناك دموع وبكاء من اهالي الضحايا.. لكن ارادة النصر كانت اقوي من كل الاحزان.. الأخبار كانت داخل مستشفي الشرطة بالاسكندرية عقب وصول المصابين ال 27 ضحايا تفجير الاتوبيس برشيد. وداخل غرف المستشفي بمنطقة محرم بك التقت «الأخبار» بعدد من المصابين الذين رووا تفاصيل التفجير الذي استهدف الحافلة التي كانت تقلهم، صباح أمس، إلي مقر عملهم بمدينة رشيد. محمد عبد الله محمد إبراهيم، أحد المصابين في الحادث، قال إن الأتوبيس التابع لمديرية أمن البحيرة كان يقلهم كالمعتاد يوميا من دمنهور إلي رشيد، وفوجئوا بالقرب من منطقة ادفينا بانفجار ضخم حطم الجانب الأيمن من الأتوبيس.. وأضاف»محمد» أن جزءا كبيرا من الأتوبيس تحول إلي حطام من شدة الانفجار، مما تسبب في إصابته ومعظم زملائه من ركاب الأتوبيس، وبدأوا في مساعدة بعضهم للنزول منه قبل أن تصل سيارات الشرطة والإسعاف لتنقلهم إلي المستشفي.. أما زميله عبد الغني محمد أحمد، الذي يرقد علي السرير المجاور له، فقال: «حسبي الله ونعم الوكيل.. ما توقعته حدث كنت أشعر كل يوم أذهب فيه لعملي أنني لن أعود.. وربنا يرحم زمايلي ومصر ستظل بلد الأمن رغم أنف الإرهابيين».. وبإستكمال جولتنا في الطابق الثاني بالمستشفي والذي تم تخصيصه لعلاج مصابي الحادث الإرهابي، التقينا عبد الجليل فؤاد محمد، فأشار إلي أن القدر أنقذه من موت محقق، قائلا: «كنت أجلس علي مقعد في الجهة اليمني للأتوبيس التي وقع بها الانفجار».. وواصل «عبد الجليل» حديثه، قائلا: « لقيت نفسي محاطا بدماء زملائي وقدرني ربنا أني أساعد في إنزالهم من الأتوبيس وإنقاذهم قبل أن أسقط مغشيا عليّ متأثرا بإصابتي بكدمات وجروح وأنقل للمستشفي». وقال زميله منصور عبد السلام حمزة، وهو يشير بعلامة النصر: لن نخاف من الموت وبكرة هنكون في شغلنا للقصاص من الإرهابين الذين يريدون تدمير البلد وقتل أبنائه دون ذنب.. ووجه بكري عبد المنعم عبده، أحد المصابين، والذي يعاني من عدة كسور، رسالة للإرهابيين الذين إستهدفوا الأتوبيس قائلا: « حسبي الله ونعم الوكيل.. لن نيأس ومصر ستظل بلد الأمن والأمان رغما عنكم وعن إرهابكم».. ومن جانبه، قال اللواء كمال ضيف، مدير مستشفي الشرطة بالإسكندرية، ل«الأخبار»، إن إجمالي عدد المصابين الذين وصلوا للمستشفي 27 مصابا، بينهم 2 حالتهم خطرة تم نقلهم للرعاية المركزة، وتوفي أحدهما متأثرا بإصابته بكسور متعددة بمختلف أنحاء الجسم ونزيف داخلي وإصابة بالرأس.. وأضاف مدير المستشفي أن المصابين الذين وصلوا للمستشفي هم: أمين شرطة علاء محمد علي المزين، أمين شرطة منصور عبد السلام حمزة، رقيب شرطة محمد رفعت عبد الحفيظ، أمين شرطة إبراهيم مصطفي السيد، ورقيب أول محمد علي الصعيدي، وأمين شرطة محمود أحمد حسن، وأمين شرطة محمد قاسم كامل عزاز، ومساعد شرطة محمد محمد عبد الحميد زايد، وأمين شرطة حسنين محمد كامل، وعريف رضا فوزي محمد الشيخ، وأمين شرطة عبد الجليل فؤاد، وأمين شرطة أحمد محمد محمود محمد هلال، وأمين شرطة رضا صلاح شحاته، وطارق عنتر سعيد، وشاهين محمد شاهين، فضلا عن 11 آخرين جار فحص بياناتهم». وبدوره، قال عميد دكتور نادر محمد حافظ، رئيس الأقسام الداخلية بالمستشفي، أن المصابين جميعهم حالتهم مستقرة، عدا حالة واحدة بالعناية المركزة، حيث يعانون من كسور وجروح وكدمات بمختلف أنحاء الجسم من جراء الانفجار.وفي سياق متصل، قام هاني المسيري، محافظ الإسكندرية، يرافقه اللواء أحمد عبد الجليل حجازي، مدير أمن الإسكندرية، أمس، بجولة ميدانية بمستشفي الشرطة تفقد خلالها المصابين، مطالبا بتقديم جميع سبل الرعاية الصحية والاهتمام بمصابي الحادث الإرهابي.