لم يعد الموقف الغريب والمتناقض للرئيس الامريكي باراك أوباما تجاه الإرهاب المستشري في ليبيا، مثيرا للدهشة والإستنكار ومحلا للإنتقاد، في مصر والعالم العربي فقط، بل اصبح محلا للانتقاد وموضعا للهجوم داخل الولاياتالمتحدة ذاتها. ولمن يتابعون ما تعكسه اجهزة الاعلام الامريكية حول هذه المسألة، اصبح لافتا للانتباه، ذلك التصاعد الملحوظ من الاصوات الامريكية المنتقدة لموقف الرئيس أوباما، وتعويقه المقصود والمعلن لمحاولة استصدار قرار من مجلس الامن، يبيح التدخل الدولي ضد تنظيم «داعش» الإرهابي في ليبيا، في اعقاب الجريمة البشعة التي ارتكبها ضد المصريين العاملين هناك. وهناك ايضاً العديد من الانتقادات للموقف المتردد من جانب الإدارة الامريكية حتي الان، في تأييد مشروع القرار المصري العربي الذي قدم لمجلس الامن، والمطالب باستصدار قرار يؤكد دعم المجتمع الدولي ومساندته للحكومة الليبية الشرعية، في تصديها للإرهاب، ورفع الحظر عن تسليح الجيش الليبي، حتي يستطيع مواجهة الإرهاب والحد من جرائمه. ليس هذا فقط، بل هناك كذلك موجة من الاستياء المعلن، من جانب عدد من الشخصيات السياسية البارزة وثقيلة الوزن في الحزب الجمهوري المنافس الرئيسي للحزب الديمقراطي، ومن اعضاء الكونجرس الامريكي، لموقف الرئيس اوباما تجاه مصر وسياسته المتقلبة وغير الواضحة، تجاهها، وبخصوص تزويدها بالسلاح الذي تحتاجه في حربها ضد الإرهاب. وفي ظل هذا كله، بات واضحا لكل من يتابع قضية الإرهاب والموقف الامريكي تجاهها، إن هناك تناقضا كبيراً في هذا الموقف، ففي الوقت الذي يدعو فيه أوباما وإدارته لتحالف دولي ضد ارهاب «داعش» وجرائمه في العراق وسوريا، تجدهم يرفضون الوقوف ضد ارهاب «داعش» وجرائمه في ليبيا،...، وكأن هذه «داعش» اخري مختلفة، أو ان هذا ارهاب وذلك إرهاب آخر. ولمحاولة فهم وتفسير اسباب هذا التناقض الغريب في الموقف الامريكي فيهذه القضية، ودواعي كيلهم بمكيالين مختلفين فيها، علينا ان نلتفت بانتباه الي العديد من المؤشرات والدلائل التي تؤكد الشكوك بوجود علاقة وثيقة ربطت ما بين الولاياتالمتحدة، والجماعات الارهابية ومنها «داعش». «وللحديث بقية»