اذا ما استعرضنا علاقات مصر العربية علي مدي قرون طويلة من الزمن لابد ان يبرز في مشوارها الطويل المشرف نموذجيتها الفريدة مع دولة الامارات العربية الشقيقة التي يزورها الرئيس عبدالفتاح السيسي حاليا. يعود الفضل في عمق هذه العلاقات الأخوية الي عروبة وقومية مؤسس هذه الدولة الفتية الراحل العظيم الشيخ زايد بن نهيان. سلوكيات هذا الزعيم العروبي اتسمت منذ تولي مسئولية توحيد سبع إمارات عربية لتشكيل دولة الاماراتالمتحدة.. بالعشق اللا محدود لدولة مصر العربية.. لقد حرص الشيخ زايد علي القيام بالزيارات المتتالية لمصر تعبيرا عن هذه المشاعر الجياشة تجاه مصر وشعب مصر. كان دائما يردد في لقاءاته السياسية والصحفية انه لا عروبة بدون مصر وأن لا مصر بدون العرب. كان زايد مؤمنا أشد الإيمان بالمسئولية القومية التي تتحملها مصر وبامكاناتها غير المحدودة لخدمة المصالح العربية والاستراتيجية. في هذا الاطار كان طبيعيا ان تبادله مصر قلب الأمة العربية علي مستوي الدولة والشعب هذه المشاعر الاخوية الحارة وان تبادله عشقا بعشق. عبرت عن ذلك تلك الزيارات المتبادلة علي المستوي الرسمي بين قمة المسئولية في البلدين والتي لم تنقطع. وفي هذا المجال لابد ان نذكر الدور الذي قام به الرئيس الاسبق محمد حسني مبارك في اهتمامه ورعايته للعلاقات المتينة التي كان قد ارساها الرئيس الراحل انور السادات. ولا يمكن سوي لجاحد ان ينكر الدور الذي قام به الرئيس مبارك في تطوير وتعظيم هذه العلاقات لصالح البلدين الشقيقين وأمتهما العربية. بعد رحيل زايد الخير كما يسميه ابناء دولة الامارات العربية باعتباره باعث نهضتهم وتقدمهم.. التزم ابناؤه بالعهود التي قطعوها علي أنفسهم للوالد العظيم بالحفاظ علي أواصر الأخوة مع الشقيقة الكبري مصر. تجلي ذلك في مواقف رئيس دولة الامارات الآن الشيخ خليفة بن زايد وولي العهد الشيخ محمد بن زايد العاشق الجديد لمصر لم يكن موقف دولة الامارات المناهض لتآمر حكم جماعة الإرهاب الاخوانية سوي مثال حي علي مدي القلق الاماراتي للتآمر الذي كانت تتعرض له الدولة المصرية بمكانتها ودورها الرائد ومسئولياتها الضخمة في الدفاع عن القضايا العربية. وعندما أفاق الشعب المصري وثار علي هذه المؤامرة الاخوانية وقفت الامارات العربية الي جانب الشقيقة المملكة العربية السعودية مساندة ومؤيدة لهذا الانجاز الذي استهدف اصلاح المسار. وعلي منوال ما كان يحدث ابان حياة الشيخ زايد بادرت الامارات العربية إلي مساعدة مصر علي مواجهة المصاعب والأزمات التي خلفها الحكم الاخواني في جميع المجالات. ليس من توصيف لمسلسل هذه المبادرات الاماراتية سوي انه تجسيد حي لما يجب ان تكون عليه العلاقات عربيا واسلاميا من تضامن وتكافل.