كريم بائع الورد : حياتى هى صنع ورسم الفرحة والبهجة عند الناس الورد لغة من أجمل لغات العالم ، فهي تكشف ماتكنه الصدور من مشاعر تعجز عنها آلاف الكلمات ، قررت منذ ان كنت صغيرا أن أحذو حذو والدي ومن قبله جدي، كنت اذهب معهما الي محل الزهور الذي يمتلكونه منذ 22 عاما بميدان عبد المنعم رياض بالتحرير ، أحببت المهنة ،عشقتها ، فقررت ان تكون حياتي هي صنع ورسم الفرحة والبهجة عند الناس ،فما اجملها مهنة ! هكذا حدثني كريم انور27 سنة منسق الزهور في بداية لقائي معه وضحكته المرسومة علي وجهه لا تفارقه. كما قال : لابد لمن يعمل في هذه المهنة ان يكون قد ورثها ،فلن يقدر أحد يعمل في مجال مختلف ان يتركه للعمل كمنسق زهور ، فهذه المهنة قريبة من مهنة الرسام أو مهندس الديكور ، تتطلب ان يكون علي دراية كافية بصنع بوكيه الورد . أول سؤال يوجهه كريم للزبون عند دخوله المحل ،ما نوع المناسبة ؟ وذلك لكي يتمكن من تحديد ألوان الورد التي ستتماشي مع تلك المناسبة ، فاذا كانت حفل زفاف أو عيد ميلاد ، فيختار اللون الابيض مع الاحمر والاصفر في صناعة البوكيه، واذا كانت زيارة لمريض أو تقديم واجب عزاء فيختار الزهور ذا اللون «الروز» و« الموف» و«الأبيض» لانها الوان هادئة كما اطلق عليها .. وعن انواع الزبائن حدثنا كريم قائلا: « هناك زبائن تحضر الي المحل وتشتري الورد بنفسها , وأخري تطلب منه إرسالها الي عنوان يقصدونه ، وهناك نوع اخر من الزبائن ، وهي الزبائن التي تقيم حفلات بمنزلها وتحتاج الي اكثر من بوكيه ورد ، في هذه الحالة ، أذهب الي منزلهم وأقوم بما يشبه «المقايسة» للمكان وبناء عليه استطيع تحديد نوع البوكيهات التي سأصنعها وأشكالها وتحديد الأماكن التي سيتم وضع البوكيهات فيها ، علاوة علي ذلك اختيار ألوان الزهور المناسبة ، ثم اعرض علي الزبون عدة صور لأشكال مختلفة من البوكيهات ليختارها، كما اقوم ايضا بتزيين سيارات الزفاف وعمل بوكيهات الورد الخاصة بالعروسة «، وفيما يخص أشهر الزبائن ..قال كريم :» أشهر الشخصيات التي كنت أرسل لها بوكيهات الزهور بناء علي طلب الزبائن ،كان الرئيس الاسبق حسني مبارك بقصر الاتحادية وذلك قبل ثورة 25 يناير ، «واستطرد قائلا:» كان بعض وزراء حكومة مبارك السابقة يرسلون بوكيهات ورد لمبارك في عدة مناسبات ، وكانت اشهر هذه المناسبات هي الفترة التي مرض فيها وسافر الي المانيا لاجراء عملية جراحية ، وكان هؤلاء الوزراء لا يطلبون الا الورد ذا اللون الابيض والاخضر فقط ، وكنت ارسل تلك البوكيهات اما بطريقتي الخاصة أو هناك من الوزراء من كان يرسل لي سيارة من جهة عمله واذهب معها بالبوكيه الي قصر الاتحادية، وكان سعر البوكيه يتراوح مابين 600 الي 800 جنيه ، حيث يبدأ سعر البوكيه من 25 الي الفي جنيه. وعن اشهر الزهور التي يستخدمها قال : « أشهر وردة وأغلاها ثمناً في السوق المصري وتوضع في مثل هذه البوكيهات زهرة « ليليوم كازابلانكا »، وهي عبارة عن عود طبيعي مكون من 3 زهرات ، الزهرة الوسطي مازالت مغلقة والاخريان مفتحتان ، ويبلغ سعرها جملة 25 جنيها، وايضا زهرة « الجريزنتم» وهي افضل الزهور التي تعيش أطول فترة ممكنة قبل ان تذبل ،ولها اكثر من لون» . وأشار كريم إلي ان أهم المواسم التي تنتعش فيها مهنة بيع الزهور هي ،عيد الفالنتين العالمي 14 فبراير وتشتهر فيه الورده الحمراء وزهرة القرنفل الامريكي. وعيد الفالنتين المصري وصاحبه الكاتب الصحفي الراحل مصطفي أمين يوم 4من شهر نوفمبر ،وعيد الام 21مارس من كل عام .