أين وزارة التضامن الاجتماعي ووزيرتها د. غادة والي؟.. كم مرة خرجت معالي الوزيرة من مكتبها المريح المكيف لتقوم بزيارات مفاجئة لدور الأيتام التابعة لوزارتها؟. كم مرة نجحت في الكشف عن الجرائم التي ترتكب في حق الاطفال داخل هذه الدور؟ كم مرة اتخذت اجراءات حاسمة ورادعة لإحكام الرقابة علي هذه الدور وحماية الاطفال المساكين الذين ظلمتهم الظروف والمجتمع ولم يجدوا حكومة تحميهم !!.. أين الدستور المصري ومادته رقم 80 التي تنص علي التزام الدولة برعاية الطفل وحمايته من جميع أشكال العنف والإساءة وسوء المعاملة والاستغلال الجنسي والتجاري؟ كلنا نعلم أن حادث تعذيب الاطفال في دار مكةالمكرمة ليس حادثا فريدا.. وأن هناك آلاف الاطفال في دور الأيتام يتعرضون لكل ألوان المهانة والاستغلال والانتهاكات والتعذيب.. نعلم أيضا أن العديد من هذه الدور أصبحت "سبوبة" لجمع أموال التبرعات والزكاة.. مستغلة غياب وزارة التضامن وضعف رقابتها علي تلك الدور المنتشرة بكافة أنحاء مصر. واذا كانت وزارة التضامن لاقلب لها.. فأين المجلس القومي للأمومة والطفولة ؟ وأين الجمعيات التي تدعي رعايتها لليتيم.. ما فائدة احتفالات "يوم اليتيم" الذي تتباهي به هذه الجمعيات في أبريل من كل عام.. ماذا يقدم هذا اليوم للأيتام.. مجرد زيارات وحفلات وألعاب وبعض القبلات والأحضان المؤثرة.. ثم.. ينفض المولد لنتركهم جميعا ونرحل !! هل فكر أحد في المعاناة الحقيقية لهؤلاء الاطفال.. في النظرات والتعليقات القاسية التي تحاصرهم في المدرسة والشارع، في نظرات الشك التي يوجهها لهم جيرانهم عند وقوع اي جريمة، في احساسهم حينما يرفض أهالي زملائهم صداقتهم لأبنائهم، أوحينما يوجه اليهم اساتذتهم اصابع الاتهام عند وقوع اي خلاف بينهم وبين زملائهم، لأنهم لا يملكون "ضهرا يحميهم"؟ يخطئ من يظن أن دورالايتام لا تضم سوي اللقطاء.. فهناك من مات أبواهم وعجز الأقارب عن رعايتهم.. أو من يدفعون ثمن طلاق الأبوين وزواج كل منهم, حتي اللقطاء لاذنب لهم فيما جناه ابواهم ولايستحقون منا هذه القسوة. . أمرنا الله بعدم قهر اليتيم.. وأوصانا رسولنا برعايته.. والحقيقة أن الرحمة باليتيم ليست مجرد إطعامه وكسوته وتعليمه.. لكن الرحمة الحقيقية أن نعوض اليتيم عن دفء البيت والأسرة.. وأن ندمجه في المجتمع ونتقبله مثل كل أبنائنا. فهل أدينا هذه الأمانة التي سيسألنا الله عليها.. كل حسب مسئوليته وقدرته ؟!