لعبة حلوة.. ملابس جديدة.. قبلات وأحضان وصورمؤثرة.. هذا كل ما نقدمه للاطفال الايتام في شهر ابريل من كل عام .. ثم نتركهم ونرحل ونحن نظن اننا عملنا الواجب وكسبنا الثواب !! هل فكرأحد في حال الأيتام بعد انتهاء هوجة الاحتفالات "الأبريلية" السنوية، هل فكر احد في معاناتهم اليومية وسط نظرات قاسية وتقاليد لا ترحم واتهامات مجتمع يحملهم وزرا لا ذنب لهم فيه، هل فكر أحد في حال هؤلاء الاطفال في سن المراهقة.. في دموعهم علي فراشهم كل ليلة تطاردهم تعليقات زملائهم الساخرة، وتساؤلاتهم القاسية عن سر وجودهم داخل هذه الدار، هل فكر أحد في هؤلاء الاطفال الذين ينبذهم زملاؤهم في المدرسة، ويوجه لهم جيرانهم نظرات الشك عند وقوع اي جريمة، ويرفض كثير من الاهالي صداقتهم لأبنائهم ، ويوجه اليهم اساتذتهم اصابع الاتهام عند وقوع اي مشكلة بينهم وبين زملائهم، لأنهم لا يملكون "ضهرا يحميهم". يخطئ من يظن ان دورالايتام لا تضم الا اللقطاء.. فهناك من مات ابواهم وعجز الاقارب عن رعايتهم.. او من يدفعون ثمن طلاق الابوين وزواج كل منهم.. حتي اللقطاء لاذنب لهم فيما جناه ابواهم. نسمع كثيرا عن الرحمة بالايتام.. لكننا لا نعرف من الرحمة سوي الاموال والملابس.. والرحمة الحقيقية ان نعوض اليتيم وندمجه في المجتمع ونتقبله مثل كل ابنائنا. حياة اليتيم داخل دار الايتام باردة لا تعوضه دفء البيت والعيلة.. لكن حياته خارج الدار اشد قسوة وسط مجتمع تحكمه عادات وتقاليد وثقافة لا ترحم اليتيم .