أطلق خبراء الاجتماع صرخات تحذير بعد واقعة تعذيب الأيتام نزلاء دار مكةالمكرمة بالهرم وتكررها ما لم تتغير منظومة الرقابة من قبل وزارة التضامن الاجتماعي. طالبوا وزيرة التضامن بمساءلة القائمين والمسئولين عن التفتيش علي هذه الدور لأنهم لم يكتشفوا الواقعة التي كانت الصدفة البحتة وراءها. قالوا إن الواقعة تذكرنا باستغلال الأطفال الأيتام العام الماضي في مظاهرات رابعة وهم يحملون الأكفان علي أيديهم وأطفال الشوارع الذين تم احتجازهم وتم تعذيبهم علي أيدي مصريين يحملون جنسيات أجنبية. أشاروا إلي أن الأطفال الأيتام الأبرياء لا يملكون أدوات للتعبير عما يحدث لهم من جرائم اغتصاب جنسي أو تجويع أو استغلالهم في التسول وما إلي ذلك. * د. سامية خضر أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس تقول إن الواقعة تكشف عن خلل وقصور من قبل وزارة التضامن للرقابة علي دور الأياتم وإن الأمر يتطلب محاسبة القائمين علي الرقابة لتقاعسهم وعدم اكتشافهم مثل هذه السلوكيات.. ولابد من محاسبة هؤلاء الرقباء الذين تقاعسوا عن أداء دورهم مؤكدة ضرورة تبني منهج جديد للرقابة المستمرة والمتغيرة حتي لا نوجد مناخا للمجاملة والتساهل. انتقدت الجمعيات النسائية التي تملأ الدنيا صراخا بنشاطها ولا تهتم بدور الأيتام أو المسنين رغم انه من صميم رسالتهم. تساءلت كم عدد الأطفال الذين عذبوا في الجمعيات الأخري أو قتلوا ونكل بهم أو تعرضوا للاستغلال الجنسي.. الأمر خطير وكان بمثابة الصاعقة التي أيقظتنا علي أوضاع تحمل انتهاكا لحقوق الأطفال الأبرياء الذين هم بلا سند ولا حيلة لهم. تساءلت د. سامية: أين الجهاز المركزي للمحاسبات من هذه الجمعيات ماديا والتبرعات التي تصل إليها وهل تنفقها في إطعام الأطفال وإعانتهم أم يتم انفاقها في أوجه أخري. طالبت بمحاكمة علنية تعرض علي شاشات التليفزيون حتي تكون رادعة لمسئولي الجمعيات الذين يتقاعسون عن رعاية الأطفال الأيتام ووصفت مدير الدار بالسفاح الذي قتل الأطفال بالتصوير البطئ وبث الرعب في نفوس الأبرياء.. وبالتأكيد هؤلاء لن يكونوا مواطنين أسوياء وسيكونون إما عدوانيين أو انطوائيين. د. عايدة السخاوي أستاذ علم الاجتماع بجامعة المنصورة: الأبرياء مورس عليهم الرعب والخوف والقهر الذي قد يؤدي إلي محو شخصياتهم ويعيشون في خوف وظلام.. وقالت ان الواقعة تتكرر كل يوم ولن تكن الأخيرة ما لم تكون هناك منظومة محكمة للرقابة والمتابعة الحقيقية وليست الشكلية. قالت: للأسف ما حدث بسبب الرقابة الغائبة أو الشكلية.. وتساءلت: كيف تكون الرقابة شكلية علي مؤسسة ترعي أرواح أطفال.. وطالبت بتغيير المفتشين والمراقبين والتحقيق مع كل من ثبت تورطه في هذه الجريمة. وطالبت وزارة التضامن بأن توجه مزيدا من الاهتمام لهؤلاء الأبرياء وغيرهم من أطفال الشوارع.. والأطفال العاملين بالورش الذين يواجهون أصعب أشكال الانتهاك من ضرب وتعذيب.