د. أحمد نوار اعتادت القوات المسلحة الاحتفال بذكري الشهيد في التاسع من شهر مارس كل عام، والاحتفال بهذا اليوم يعد من اهم الانشطة الانسانية والوطنية والثقافية التي تحيي ذكري خالدة وغالية.. ذكري شباب مصر الذين ضحوا بأرواحهم من اجل عزة وكرامة وكبرياء مصر، واحياء الذكري لا يقتصر علي بعض الانشطة الاعلامية الضئيلة، وبعض الطقوس العسكرية التقليدية المتعارف عليها ، ونهر الفن تقدم باقتراحات خلال السنوات الماضية.. حول كيفية الاحتفال بهذه المناسبة وغيرها من المناسبات القومية والوطنية مثال »بطولات حرب الاستنزاف، عبور قناة السويس ونصر اكتوبر 73 وبطولات رجال وابطال الصاعقة والاستطلاع خلف خطوط العدو وفي العمق، بطولات ودور سلاح المهندسين غير المسبوقة.. وبطولات نسور الجو المصريين الذين دمروا مراكز القيادة والسيطرة في عمق سيناء، معركة الدبابات الشرسة وقدرات ابطال المدرعات، والابطال من قناصة المدرعات وقناصة الافراد.. وغيرها من آلاف البطولات الفذة، وكيفية استثمار هذا الزخم من البطولات في تعميق الانتماء للوطن وبث روح الفداء والتضحية من اجل الوطن.. ومن اجل التأكيد علي »ثقافة البطولة والفداء« كل ذلك يتحقق من خلال مشروع متكامل يشارك فيها الوزارات المعنية »وزارة التربية والتعليم، وزارة التعليم العالي، وزارة الاعلام، وزارة الدفاع« كل فيما يخص، تضمين هذه البطولات بالمناهج الدراسية، خطة ممتدة اعلامية واعية يشترك في وضع رؤيتها وبرامجها وزارتيا الدفاع والاعلام، ويوم واحد لا يكفي، كل هذه البطولات يجهلها الكبار قبل الشباب والاطفال ولم تنتج افلام ترقي لمستوي هذه البطولات الفذة ويطيب لي ان اذكر بعض الملامح لمجموعة من نسور مصر الابطال الذين استشهدوا منذ عام 1967 وحتي عام 1973، »من قاعدة أبوصوير الجوية في 1967/6/6 وبعد اصابة الممر قام النقيب طيار عبدالمنعم مرسي بقيادة طائرته بالرغم من ان طول المسافة السليمة للممر لاتتجاوز 500 متر ليتمكن من الاقلاع والطائرات الاسرائيلية فوقه ويشتبك معها في معركة شرسة غير متكافئة ويتمكن من اسقاط طائرتين للعدو وينفد الوقود من طائرته ويحاول الهبوط ولكنه استشهد، الملازم أول طيار محمد صفوت قام بالهجوم علي مصنع ذخيرة شمال تل ابيب والمشاركة في العديد من المعارك الجوية مع الطائرات الإسرائيلية ونجح في اسقاط مقاتلة اسرائيلية وكانت تعتبر طلعة انتحارية نظرا لظروف القتال، من قاعدة ابوصوير الجوية قام النقيب طيار احمد نور الدين محمد عبدالمنعم بقيادة تشكيل من اربع طائرات ميج 21 ويهاجم ثلاث طائرات ميراج يوم 1967/11/3 ويجبرهم علي الفرار ولم يحققوا اهدافهم، ويكرر الطيار احمد نور الدين عمليات القنص الجوي وينجح في تدمير طائرتين ميراج بمفرده يوم 1969/7/20 ولكنه يصاب اثناء الهبوط الاضطراري ويستشهد قام الرائد طيار سامح مرعي عبدالرازق في يوم 1970/2/26 باعتراض طائرات مقاتلة قاذفة للعدو اثناء محاولة عبور المجال الجوي المصري واجبرهما علي الهروب وذلك في زمن قياسي واستمر في الاشتباك رغم اصابة طائرته واستشهد، من قاعدة انشاص الجوية في 1971/6/10 انطلق الرائد طيار حسن محمد حافظ القصري بطائرة ميج 21 الي داخل سيناء في عملية »قنص حر« واستطاع ان يشتبك مع تشكيل من طائرات الميراج الاسرائيلية اسقط احداها، وتمكنت الطائرات الاخري من اصابته واستشهد، قام المقدم طيار عمر عبدالعزيز اسماعيل بتنفيذ عدد »6« طلعات بسربه في السادس من اكتوبر 1973 وتم تكليفه بالطلعة السابعة بالقيام بعملية »قنص حر« حيث اصيبت طائرته بطلقة مدفعية في الذيل واخبره زملاؤه بالاصابة ولكنه لم يبال واستمر في تنفيذ مهمته وعندما احس بقرب انفجار طائرته رفض القفذ بالمظلة حتي لا يقع اسيرا في ايدي الاعداء واندفع بطائرته باتجاه »6« طائرات فانتوم كانت رابضة علي ارض مطار العدو فدمرها جميعها وحول المطار الي كتلة من اللهب ومازال رفاقه يسمعون صوته في آذانهم »الله أكبر« وقد تم تكريم اسمه في جلسة مجلس الشعب المنعقدة في 1974/2/19، النقيب طيار محمد عاطف محمد السادات كان ضمن تشكيلات الطلعة الثانية للهجوم في 6 اكتوبر 1973 ولكنه الح علي قائده ليكون ضمن الطلعة الاولي واقلع بطائرته في الواحدة والنصف من نفس اليوم لتدمير بطاريات الهوك المحيطة بمطار المليز وبعد ان قام بمهمته علي اكمل وجه دار دورتين ليتأكد من تدمير الهدف بالكامل ولكن اصيبت طائرته وطائرة قائده واستشهدا علي ارض سيناء كعادة الابطال، وعشرات الآلاف من الشهداء من شتي انواع أسلحة القتال، معالي المشير السيسي هل هذا كله يذهب في عالم النسيان ولم نستثمره لخلق اجيال قادرة علي بناء رفعة الوطن في الحرب والسلم، ويجب تكريم أسماء الشهداء في أبنائهم واحفادهم وعائلاتهم بالرعاية والاهتمام