صبرى غنىم - هل تطلع الدكتور الببلاوي الي تحسين العلاقات بينه وبين حكومة قطر حتي يضمن التعامل معهم في المستقبل بعد استقالته. فإن صح ذلك فالرجل له عذره في ألاّ يتورط ويغضب حكومة قطر وهو يتخذ إجراء ضد المصريين الهاربين اليها حتي ولو كانوا يخططون للاضرار ببلدهم بأموال قطرية.. دليلنا علي هذا أننا لم نسمع أن مجلس الوزراء اتخذ قرارا بإسقاط الجنسية عن كل مصري يعادي وطنه في الغربة.. وهذا الموقف " المايع " مع المصريين الذين يخونون وطنهم يحسب ضد الحكومة.. ولا أعرف لماذا تغض البصر عنهم وتعمل لهم ألف حساب مع أنه من المفترض أن يكون لها موقف من كل خائن يبيع وطنه سواء كان علي أرض أمريكية أو قطرية أو تركية علي اعتبار أن هذه الدول الثلاث تمثل المثلث الشيطاني للمنطقة العربية.. لذلك دعوني أسأل لماذا لا تتحرك الحكومة وتأخذ موقفا مع هؤلاء الخونة أعداء الوطن الذين يطلون علينا من خلال قناة " الجزيرة " المشبوهة في تصريحات عنترية مسمومة معادية للوطن.. - المفروض أن يكون لرئيس الحكومة الدكتور حازم الببلاوي وهو رجل وطني مائة في المائة موقف.. صحيح أنه لن يفكر في العمل في قطر حتي ولو قدر له وترك موقعه من رئاسة الحكومة وجاءت حكومة قطر وعرضت عليه أن يكون خبيرا اقتصاديا للأمير نفسه.. مهما كانت قيمة هذا العرض والمغريات التي تسيل اللعاب فلن يقبل الدكتور الببلاوي العمل في قطر لأن وطنيته لا تسمح له حتي بالزيارة العادية مستقبلا بعد موقفها المعادي للشعب المصري.. وهنا أتساءل اذا كانت هذه هي مشاعر الدكتور الببلاوي من دولة تحمل العداء لمصر فأين هي مشاعره من المصريين الهاربين المقيمين علي أراضيها وقد تبنوا تنفيذ مخططات التخريب التي تفرضها عليهم أجهزتها المخابراتية من خلال أعوانهم في مصر .. - إن هيبة الدولة المصرية تكمن في القرارات التي تحافظ علي السيادة المصرية وقرارا مثل إسقاط الجنسية عن كل خائن يعض في وطنه هو قرار وطني يثلج صدور كل المصريين خاصة عندما يتم إبلاغ الموانئ الأوروبية والعربية بإسقاط الجنسية عنهم وعن أسرهم.. أن مثل هذا القرار سيفقدهم توازنهم وسوف يكون صدمة كبري قد تكون سببا في افاقتهم من غيبوبتهم ومن المؤكد أن بعضهم يفضل العودة الي مصر ويخضع للمساءلة القانونية ويفضل أن يكون علي أرض الوطن حتي لو دفع الثمن ودخل السجن أهون له من أن تسقط عنه الجنسية هو وأولاده، فالوطني الحر يكتب وصيته ليدفن في أرض وطنه عن أن يموت علي أرض الغرباء، وكم من عظماء عاشوا في المهجر ولما ماتوا دفنوا في مصر حسب وصيتهم وعندنا أمثلة كثيرة في هذا وقد رأيناها في الأسرة الملكة وعلي رأسهم الملك فاروق "رحمه الله" فكان قد أوصي بأن يدفن في مصر فما بالك بقيادات الاخوان الهاربة هل يقبلوا أن تسقط عنهم الجنسية المصرية وتلغي الجوازات التي يحملونها أليس بينهم وطنيون ومهما كانت مغريات قطر فلن يقبلوا أن تسقط الجنسية عنهم إلا اذا كانت لهم أحلام واوهام من عودة حكم البلاد الي الاخوان.. - أنا افهم اذا كنت مضطهدا في بلدك لا تبيع ضميرك لمن يدفع لك ثمن طعامك في البلد الهارب اليه.. أين كرامتك ورجولتك عندما تتحول الي خائن ضد بلدك من أجل أن تأكل وتنام هربا من محاسبتك في بلدك.. الأفضل لك أن تعيش بكرامتك عن أن تعيش خائنا لوطنك.. تمد يدك لمن ينفق عليك وأنت ذليل لا تعرف معني الكرامة لأنها ضاعت لمجرد أنك استسلمت للخيانة.. يكفي أنك تعيش بعيدا عن أهلك وعن أسرتك إن كنت قد هربت وتركتها في القاهرة ومهما كانت الاتصالات فأنت في غربة بعيدا عنهم وكلاكما مشتت بعيد عن الآخر، ثم اذا كان لابد من الاقامة خارج مصر فلماذا تعادي مصر أو تشترك في تخريبها، الزم الصمت وكن سفيرا لوطنك في الغربة حتي ولو كنت علي خلاف مع النظام الحاكم علي الأقل سيحترمك من حولك من الأغراب، ستكبر في نظرهم يوم أن ترفض أن تعادي بلدك، لكن ماذا نقول لأصحاب الفتاوي المجانين الذين صوروا الخيانة علي أنها جهاد في سبيل الله ومن يجاهد ويعادي وطنه في الغربة له الأجر والثواب.. هكذا يزين لهم الشياطين الحياة التي يعيشونها في قطر.. لذلك ماتت الضمائر وامتدت الأصابع الي التدمير والتخريب ولم تعد هناك فرصة لمراجعة الضمير طالما تلوثت النوايا بخطط الدمار والتخريب.. ولكي لا تكون مصر ملطشة للأقزام فالحكومة أصبحت مطالبة بأن ترد للمصريين اعتبارهم بإسقاط الجنسية عن المتآمرين علي مصر من المصريين المنفلتين وطنيا والذين باعوا هويتهم بحفنة دولارات..