تبدأ اليوم في مدينة "مونترو" بسويسرا محادثات سلام بشأن الأزمة السورية بحضور وفود نحو 40 دولة وبرعاية الأممالمتحدة. ويغيب عن مائدة الحوار الذي يجري بمشاركة وفدين لنظام الرئيس "بشار الأسد" والمعارضة إيران الحليف الإقليمي الأساسي لدمشق. وكانت الأممالمتحدة قد وجهت الدعوة لطهران لحضور المفاوضات قبل ان تسحبها لاحقا مع رفض إيران مبدأ "الانتقال السياسي" في سوريا وتهديد المعارضة السورية بالإنسحاب من المؤتمر. وفي موسكو اعتبر وزير الخارجية الروسي "سيرجي لافروف" امس ان قرار الأممالمتحدة سحب دعوة ايران يشكل "خطأ" لكنه "ليس كارثة". وقال في مؤتمر صحفي "لقد شددنا دوما علي ان كل الأطراف الخارجية يجب ان تشارك وهناك 40 وزير خارجية من مختلف الدول وبينها مناطق نائية تمت دعوتهم الي المؤتمر"، منتقدا في الوقت نفسه التفسيرات التي قدمها السكرتير العام "بان كي مون" لتغيير موقفه وسحب الدعوة قائلا ان الخطوة تسيئ الي صورة المنظمة الدولية. وأوضح "لافروف" ان "تغير النظام في سوريا ليس جزءا من المبادرة الروسية - الأمريكية الخاصة بالتسوية السياسية وعقد مؤتمر جنيف2". من جانب اخر شدد "لافروف" علي ان استبعاد طهران بصفة عامة سوف يعزز من الانقسام داخل العالم الإسلامي ويحول دون وحدته مما يضر بمساعي مكافحة الإرهاب. وكانت الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا اشترطت ان تدعم ايران اولا مباديء الانتقال الديمقراطي في سوريا من اجل حضور المؤتمر. وقال لافروف "انه تفسير غير نزيه لما اتفقنا عليه في محادثات جنيف الأولي في في يونيو 2012". من جهته وصف وزير الخارجية الإيراني "محمد جواد ظريف" قرار سحب دعوة بلاده للحضور بأنه قرار "مؤسف وقد اتخذ تحت ضغط". وقال "من المؤسف ان "بان" لا يتحلي بالشجاعة اللازمة لإعلان الأسباب الحقيقية لسحب الدعوة"، مضيفا ان بلاده "لم تكن حريصة علي الحضور اساسا". واتهم "حسين أمير عبد اللهيان" نائب وزير الخارجية الايرانيواشنطن بانها كانت وراء القرار. كما قال "عباس عراقجي" وهو نائب أخر ل"ظريف" ان "الجميع يعرف انه بدون ايران، فإن فرص التوصل الي حل فعلي في سوريا ليست كبيرة"، معتبرا ان بلاده من بين من وصفهم ب"الأطراف النافذة" في القضية. وحذر مساعد هيئة أركان القوات المسلحة الإيرانية "مسعود جزائري" سوريا من الوقوع في ما وصفه ب"فخ" في المؤتمر. ومن المقرر ان تنتقل المفاوضات الي جنيف بعد غد الجمعة حيث سيتباحث وفدا المعارضة والنظام للمرة الأولي. ووصل الي مونترو الوفد الحكومي السوري والمكون من 16 عضوا برئاسة وزير الخارجية "وليد المعلم". وأعلنت هيئة التنسيق الوطنية للمعارضة السورية في الداخل رفضها لدعوة وجهها لها الائتلاف الوطني للمعارضة من اجل الانضمام الي وفده لحضور المؤتمر، وذلك لإعتقادها "بتعمد تجاهل أو تهميش قوي المعارضة التي تتمسك باستقلالية قرارها الوطني ولا تقبل المشاركة الشكلية الضعيفة للمعارضة. وقتل 11 الف من قبل نظام الأسد.