حقا.. انني لم أستطع أن أسيطر علي شعوري أمام هذا الاستهتار الذي حرمنا من حلم المشاركة في بطولة كأس العالم لكرة القدم. أمام ما حدث ليس هناك ما يمكن ان يقال للاعبي فريق المنتخب القومي لكرة القدم بعد مباراتهم مع منتخب غانا سوي: »نكدتم علينا العيد الله ينكد عليكم«. ليست هذه العبارة ردا علي مبدأ الهزيمة باعتباره أمرا متوقعا في رياضة كرة القدم ولكن ما دعاني إليها حالة النقمة علي أعضاء هذا الفريق لمشاركتهم جميعا في ان يدخل مرمي هذا »الشريف غير الاكرامي« أربعة أهداف ثم هدفان في مرمي الشناوي لتجعل من النتيجة فضيحة بكل المقاييس. ما أحزنني وحز في نفسي أن أشهد وقائع هذه المباراة المأساوية خارج الوطن في نيويورك مع لفيف من الأحباء المصريين المتيمين بحب مصر. لهذا فقد كانت محصلة المباراة صدمة كبيرة بالنسبة لهم خاصة انهم شاهدوها وهم في أوج فرحتهم بعد عودتهم من صلاة العيد بتوقيت نيويورك. كان من الممكن ان يتقبلوا الهزيمة لو انها كانت 1/3 أو حتي 1/4 باعتبار انه يمكن تجاوزها وتعويضها في مباراة العودة بالقاهرة.. ولكن أن تصبح النتيجة 1/6.. فقد كان ذلك سببا في يأسهم وصب اللعنات علي كل أعضاء الفريق ومدربهم الأمريكي برادلي.
بعد الهزيمة تذكرت ماقالته لي حفيدتي »حياة« قبل المباراة رغم خبرتها المتواضعة التي اكتسبتها من عضويتها بفريق مدرستها بإحدي ضواحي نيويورك. قالت لي إنها ليست متفائلة بالفريق المصري الذي يضم لاعبين تجاوزوا السن الافتراضية للعب مثل وائل جمعة ومحمد أبو تريكة. قالت لي إن الخبرة لا تكفي للاحتفاظ بلاعبين في هذه السن حيث إن الفريق لابد ان يضم لاعبين من صغار السن المدربين الذين يمكن ان تساعدهم حيويتهم وحماس الشباب للبذل والعطاء. الحقيقة أنني آمنت بما قالته حفيدتي خاصة وأنا أشاهد وائل جمعة في حالته التي يرثي لها خلال المباراة والتي أثمرت عن إدخاله الهدف الثاني في مرمانا!!
من ناحية أخري فإن علينا ان نعترف ان جميع اللاعبين كانوا في حالة »توهان« داخل الملعب وهو ما جعل جميع كراتهم مقطوعة في معظم الوقت. ظهر ذلك جليا أيضا في غياب التركيز عندما أتيحت لهم فرصة التسديد وهم علي بعد ما لا يزيد عن مترين من مرمي فريق غانا الذي تعمد »المسخرة« بالفريق المصري وأن يذيقه هزيمة تاريخية ثقيلة جدا. لقد أحيا فينا هدف ضربة الجزاء الأمل في امكانية ان نخرج بنتيجة 3/2.. ولكن جميع اللاعبين خيبوا آمالنا وفي مقدمتهم أبو تريكة الذي سجل هذا الهدف. ثم اختفي تماما طوال شوطي المباراة.. ليس هناك من بين هؤلاء اللاعبين من يستحق ان يذكر اسمه جزئيا بالخير مثل المحترفين في فرق أجنبية وهما أحمد المحمدي ومحمد صلاح. ومن بين ما سمعت من ملاحظات ان الفريق المصري تميز بسوء التشكيل وافتقاده لمهاجم صريح لديه القدرة علي التسجيل.. يضاف إلي ذلك أيضا حالة الضياع التي كان عليها الدفاع الذي جعل من منطقة ال18 أمام مرمانا سداح مداح. وقد أثارني التعليق الذي سمعته بأن حارس المرمي شريف إكرامي تصنع الإصابة حتي لا يكمل المباراة.. قال أحدهم أنه ليس مصابا وانه أكمل مهمته بعد الأهداف الأربعة التي دخلت مرماه بحرمان الفريق من حق تغيير أحد اللاعبين بمهاجم كان يمكن ربنا ينفخ في صورته ويقلل من أهداف الهزيمة.
لقد كانت مباراة »كوماسي« التي عقدنا عليها أمل توصيلنا للمشاركة في كأس العالم بعد هذه الهزيمة المفجعة بمثابة »كابوس« ثقيل. لا يمكن إنكار أن فريق غانا كان غريما قويا لايستهان به.. ولكن لا أحد كان يتوقع أن تكون هزيمتنا »بالستة«. لا جدال أن هذا الرقم سوف يكون نقطة سوداء في حياة وتاريخ أعضاء هذا المنتخب القومي لكرة القدم الذين اتسم أدائهم بعدم المسئولية والاستهانة بمصريتهم ووطنيتهم.