مع مغادرة 84 ألف مشجع أغلبهم من مؤازري المنتخب الغاني والحسرة تملأ قلوبهم ، استاد سوكر سيتي بجوهانسبرج مساء الجمعة الماضية، قام ولد صغير طلي وجهه بألوان علم غانا الأحمر والأخضر والذهبي ، بالتلويح بلافتة كتب عليها شعار "من قال إن النجوم السوداء لا يمكن أن تتلألأ؟". ودعت غانا البطولة، بعد أن أسفرت ضربات الجزاء عن حرمان الفريق من أن يصبح الأول بين أقرانه في القارة الأفريقية الذي يتأهل إلي الدور قبل النهائي من نهائيات كأس العالم لكرة القدم ، جنوب أفريقيا ، ولكن سبق للنجوم السوداء أن جعلت شتي أنحاء أفريقيا تشعر بالفخر. وقال كويسي نيانتاكيي رئيس الاتحاد الغاني لكرة القدم حول الهزيمة الدرامية بدور الثمانية أمام أوروجواي "إنها لحظة بشعة للقارة بأكملها". وقال الصربي ميلوفان راييفاتش المدير الفني لغانا عقب الهزيمة بضربات الجزاء الترجيحية أمام أوروجواي ، وعقب حصول فريقه علي ضربة جزاء في الثواني الأخيرة من الوقت الإضافي بعد أن منع أحد لاعبي أوروجواي الكرة بيده قبل أن تسكن مرمي فريقه ولكن المهاجم أسامواه جيان سدد الكرة في العارضة وسط ذهول جميع من حوله "القارة بأكملها ساندتنا ، لم نكن نستحق أن نخسر بهذه الطريقة". وبدا من المناسب أن يكون لاعبو المنتخب الغاني حاملي الشعلة للقارة الأفريقية في كأس العالم في عام تحتفل به نحو 23 دولة أفريقية بمرور 50 عاما علي الاستقلال. وغانا التي عرفت باسم جولد كوست إبان العصر الاستعماري ، قادت القارة الأفريقية نحو الاستقلال في عام 1957 بعد أن أصبحت أول دولة تتخلص من الحكم الاستعماري البريطاني. وعبر هذا التاريخ حققت غانا سجلا معقولا ، وفازت النجوم السوداء علي أمريكا 2/1 في دور الستة عشر للمونديال ، وباتت مصدر فخر وتضاعفت التوقعات المبنية علي هذا الفريق في شتي أنحاء القارة السمراء. وفي النهاية ، أسفرت يد لويس سواريز عن منع هدف محقق لغانا في نهاية الوقت الإضافي ، ليحصل الفريق علي ضربة جزاء أهدرها جيان وأعقبها إهدار ركلتين في ضربات الجزاء ليقضي علي الحلم الأفريقي ويصبح مجرد ماض واندثر. وقال البائس مومبا شيسينجا أثناء مغادرته ساحة المشجعين في عاصمة زامبيا لوساكا "لقد رأينا أن الفريق سيحدد مستقبلنا نحن في غانا بل وأفريقيا. ولكن آمالنا تلاشت". وأشار نيبيو دانيل /30 عاما/ الذي شاهد المباراة بجانب نحو 10 آلاف مشجع في ساحة للجماهير في العاصمة الإثيوبية أديس بابا "بالنسبة لي ، انتهت كأس العالم الآن ، كان لدينا كل الفرص ، ولكننا أهدرناها". وفي جنوب أفريقيا ، أعرب الكثيرون عن غضبهم من لمسة يد سواريز ، خاصة في ظل الشعور السائد بمرارة هزيمة البافانا بافانا أمام أوروجواي صفر/ 3. وفي زيمبابوي قالت اودرا سيويشي ، التي شاهدت المباراة عبر شاشة عملاقة في العاصمة هراري ، إنها شعرت بأن الحكم كان ينبغي أن يحتسب الهدف لغانا بسبب لمسة اليد. وأضافت "الرجل حرمنا من الفرصة كأفارقة للوصول إلي المربع الذهبي". ولكن أغلب المشجعين ظلوا يشعرون بالفخر لأن فريقا أفريقيا من دولة تمتلك القليل من المال ولكن الكثير من القلوب نجحت في الوصول إلي أبعد ما وصلت اليه فرنسا وإنجلترا. وكتب أحد المشجعين علي موقع غانا ويب الالكتروني "غانا كانت قريبة للغاية من المربع الذهبي ولكنها أخطأت الهدف بعدة بوصات ، لا نلوم المدرب أو جيان لقد جعلوا غانا مبعث فخر والفريق مازال شابا". وامتدح الحزب الأفريقي الوطني الحاكم في جنوب أفريقيا ، المنتخب الغاني لأنه رفع "علم القارة" عاليا عبر الوصول إلي دور الثمانية.