ماذا أصاب أسرة تحرير »الأخبار«؟ لم تمر إلا ساعات قليلة علي تشييع جنازة الزميل كرم سنارة مدير التحرير عصر الخميس الماضي حتي فاجأنا القدر بوفاة الزميل سامي كامل نائب رئيس التحرير ومدير مكتب المنيا مساء نفس اليوم.. وقبلها بأيام كنا قد ودعنا الشقيقة الكبري لواحظ عبدالجواد مساعد رئيس التحرير. أعرف أنها إردة الله سبحانه وتعالي.. ولا راد لقضائه.. ولكنها كما ذكرت في رثائي لكرم سنارة أول أمس لوعة الفراق.. فراق الأحباب والأصدقاء والمحبة والصداقة تأتي دائما قبل الزمالة. ستة أشهر من الصراع مع السرطان وآلامه وجرعات الكيماوي وتداعياته حولت جسد سامي كامل المليء بالحيوية والنشاط إلي هيكل عظمي لا يقوي علي الكلام والحركة إلا بصعوبة.. أدركت ان ساعة النهاية قد اقتربت فدعوت الله ان يخفف آلامه ولا يطيل عذابه فلم يكن سامي كامل بالنسبة لي مجرد زميل.. كان أكثر من أخ وأكثر من صديق.. خلوق.. مؤدب.. رجل بمعني الكلمة وصحفي متميز صاحب قلم حر لا يهادن في الحق ولا ينافق.. علاقته بجميع الزملاء علي مدي أكثر من 04 عاما أكثر من ممتازة.. أحب كل الناس فأحبه كل الناس.. لم يشأ القدر ان يكون لي شقيق فكان سامي كامل شقيقي وصديقي الذي أبوح له بكل ما في صدري واستمع إليه بكل جوارحي.. علاقتنا كانت مثالا ناجحا لما عرفته مصر من وحدة وطنية تجمع مسلميها وأقباطها وستظل إلي الأبد ان شاء الله. إذا تحدثت عن سامي كامل الصحفي فلابد ان أذكر انه أمضي أكثر من 02 عاما بعد تخرجه عام 1791 متخصصا في تغطية النشاط البرلماني والحزبي.. كان صديقا لكل السياسيين ومحل تقديرهم واحترامهم.. حقق العديد من الانفرادات الصحفية وأجري حوارات وتحقيقات لا يمكن ان تنسي في عالم الصحافة.. وفي عز مجده -كما يقولون- اضطرته ظروف أسرية للانتقال للإقامة في المنيا مسقط رأسه فتولي مسئولية مكتب دار »أخبار اليوم« بالمنيا الذي يمد كل اصدارات المؤسسة بمختلف المواد الصحفية.. وتفوق في موقعه الجديد فكافأه الزميل محمد بركات رئيس التحرير الأسبق بترقيته نائبا لرئيس التحرير لكيون بذلك أول من يصل إلي هذا المنصب من مديري مكاتب »الأخبار« للمحافظات: رحم الله سامي كامل وألهم أسرته الصبر.