شيعت جماهير الكرة المصرية ونادي الزمالك أمس الكابتن إبراهيم يوسف عضو مجلس إدارة نادي الزمالك الحالي ومدافع الفريق ومنتخب مصر في الثمانينيات ، بعد ان وافته المنية اثر تعرضه لهبوط حاد في الدورة الدموية في ساعة متأخرة من مساء أول أمس »الاربعاء« أول ايام شهر رمضان المبارك. ودعت جماهير الرياضة المصرية بالدموع والورود جثمان فقيد الكرة المصرية في جنازة عسكرية مهيبة من مسجد الشرطة بالدراسة حيث كان الفقيد يعمل ضابط شرطة برتبة عميد وكان يتولي مركز التدريب الرياضي ، وحضر الجنازة عدد كبير من مسئولي وجماهير الرياضة المصرية في مقدمتهم : العامري فاروق وزير الرياضة المستقيل وجمال علام رئيس اتحاد الكرة وممدوح عباس رئيس نادي الزمالك وعدد من نجوم الكرة ومنهم :محمد يوسف المديرالفني للأهلي و حلمي طولان ومحمد حلمي وحسن شحاته واحمد سليمان واحمد شوبير وطاهر ابوزيد وحازم امام وعلاء مقلد المدير العام لنادي الزمالك واللواء حسن مسعود مدير عام النادي الأهلي وثروت سويلم المدير التنفيذي للجبلاية وعبدالواحد السيد ومجموعة من لاعبي اندية اتحاد الشرطة والإنتاج الحربي , إضافةً إلي حضور مندوبين عن اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية للمشاركة في الجنازة ونقل تعازيه إلي شقيقه إسماعيل يوسف الذي كان يتقدم مستقبلي العزاء من المشيعين بصحبة أبناء وأقارب الفقيد الغالي .. ومن المقرر أن تقام مراسم العزاء مساء غد بمسجد الحامدية الشاذلية بالمهندسين.. وقد رحل غزال مصر كما كان يحب ان يناديه زملاؤه في الملاعب عن عمر يناهز 54 عاما ، وهو يمتلك محبة كبيرة من زملائه وكل من يعرفه أو يجلس معه لمرة واحده فقط ، فهو كان صاحب ضحكة دائمة وخفة ظل لا حدود لها ، لا يغضب من أحد وعندما يحضر بأي مكان لا يتوقف الضحك به فالكل يشعر وكأنه أيقونة الضحك في نادي الزمالك وصاحب الخبرة الكروية الكبيرة. الوصية الأخيرة وقد حضر الراحل ابراهيم يوسف الي ملعب حلمي زامورا الاثنين الماضي بعد فترة غياب طويلة عن متابعة المران وكان هذا هو موعد المران الأول للفريق تحت قيادة الكابتن حلمي طولان المدير الفني الجديد للزمالك ، وقد اجتمع مع اللاعبين وعبر لهم عن الدور الكبير الذي لعبه البرتغالي جورفان فييرا مع الفريق حتي وصل لهذا المستوي الرائع ، وطلب الكابتن ابراهيم يوسف من اللاعبين ضرورة بذل كل الجهد من أجل تحقيق الفوز في مباراة القمة الافريقية المقبلة امام الاهلي في البطولة الافريقية. وقال للاعبين قبل ان يرحل :» لو حد زعلان مني يسامحني«.. وتلك الجملة أو الوصية كانت الأخيرة له وقد استعجب جميع اللاعبين من هذا الكلام لكنهم لم يفهموا معناه الا بعد ان وصلهم خبر وفاته ، حيث طلب منهم ان يسامحوه لو كان قد أغضب أحداً منهم بقصد أو بدون قصد ، وكأنه يشعر بأنه لقاء الوداع. وقد انهمر العديد من اللاعبين في البكاء عندما تذكروا تلك الكلمات ، حيث كان الراحل طيب القلب يتمتع بخفة دم غير عادية وضحكته تملأ جنبات أي مكان يدخله ، لا تستطيع ان تتمالك نفسك وأنت تقف أمامه ، وتستمتع دائماً وانت تتحدث اليه لأنه شديد الطيبة، وكلامه كله يخرج من القلب لا يحمل أي شر لأحد ولم يكن يتحدث بخبث مثلما يفعل البعض. وقد بذل الغزال قبل رحيله مجهوداً كبيراً في إقناع اللاعبين بالصبر علي نادي الزمالك في المستحقات المالية المتأخرة ، وطلب من اللاعبين الذين يجددون عقودهم ضرورة الاستمرار مع الزمالك وانه يتعهد بأن يحصلوا علي مقدم التعاقد في أسرع وقت ، وأكد الغزال انه قام بالاتصال بابراهيم صلاح من أجل ان يتراجع عن توقيعه لنادي العروبة السعودي وذلك قبل وفاته بأيام قليلة، حيث سأله هل تنوي اعتزال كرة القدم ؟، وذلك بعد ان وقع للنادي السعودي الصاعد مجدداً للدوري الممتاز ، فرد عليه ابراهيم صلاح انه ينوي ان يحترف لمدة سنة واحدة فقط وانه وقع علي العقد بعد ان حصل علي 100 ألف دولار ، فطلب منه ابراهيم يوسف ضرورة عدم تنفيذ العقد وانه سوف يتحدث مع ممدوح عباس من أجل توفير مقدم التعاقد الذي طلبه والذي يقدر ب 500 ألف جنيه من أجل الاستمرار في الزمالك وهو ما وافق عليه اللاعب لكن الاتفاق لم يكتمل.