اعتبر رئيس الوزراء البريطاني الأسبق، توني بلير، أن ما قام به الجيش في مصر كان لا بد منه وإلا وقعت البلاد في فوضي عارمة. ويري بلير في مقال نشرته صحيفة الأوبزرفر أن قوة المعارضة في الشارع هي التي جعلت الجيش المصري يتصرف بالطريقة التي تصرف بها، إذ لم يكن أمامه خيار آخر. وفي تعليقها علي رأي بلير، كتبت الأوبزرفر تقول إن رئيس وزراء بريطانيا الأسبق،بدأ يتقبل فكرة أن الديمقراطية لا تؤدي بالضرورة إلي النتائج المرجوة في الحكم ببعض مناطق العالم، في مواجهة الاحتجاجات الشعبية.وأرجع بلير رأيه إلي أن خروج 17 مليون شخص إلي الشارع ليس أمرا هينا، وإن كان لا يعوض الانتخابات. وأضاف إنه يدعم الديمقراطية بقوة، ولكنه يري أن الحكومات الديمقراطية، لا تعني وحدها حكومات فاعلة، مضيفا أن الفاعلية هي المطلوبة اليوم. ويقول بلير إن الحشود التي خرجت في مصر مدفوعة بوسائل التواصل الاجتماعي لا يمكن تجاهلها. وأشارت صحيفة الصنداي تايمز في تقرير لها إلي الخلاف بين الرئيس المصري المعزول، محمد مرسي، وقيادة الجيش الذي إلي أدي إلي إطاحة الرئيس. ونقلت الصنداي تايمز عن مصدر أمني رفيع المستوي قوله إن الخلاف بين الرئيس وقادة الجيش بلغ ذروته في شهر فبراير الماضي عندما زار رئيس إيران السابق، محمود أحمدي نجاد، القاهرة.وقالت الصحيفة في تقرير آخر ، إن عملية تحقيق الديمقراطية تأتي في أغلب الأحيان عن طريق الانقلاب الناعم مثلما حدث في مصر، وليس بإجراء انتخابات حرة نزيهة قد يفوز بها رئيس ديكتاتوري. علي الصعيد نفسه، اهتمت الصحف الغربية الصادرة أمس بمساعي القادة المصريين لتشكيل حكومة جديدة بعد الإطاحة بالرئيس السابق محمد مرسي، وسط خلافات حول شخصية رئيس الوزراء الجديد. وفي هذا السياق، قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية إن قادة مصر يسعون سويًا لتشكيل الحكومة الجديدة، مع خلافات حول من يكون رئيس الوزراء المؤقت، لوضع حل للانقسامات. وأشارت الصحيفة إلي أن وسائل الإعلام تناولت في البداية الدبلوماسي الحائز علي جائزة نوبل والمعارض للرؤساء المصريين الثلاثة السابقين محمد البرادعي، وهي الخطوة التي من شأنها أن تمنح جنرالات الجيش إعجاب الليبراليين في الداخل والغرب. غير أن الصحيفة أضافت أنه بعدها بساعات، بدأت "التشققات" التي كان يعاني منها نظام مرسي تعاود الظهور حيث تم التراجع عن القرار السابق، مشيرة إلي حزب النور المحافظ الذي رفض العمل مع البرادعي بسبب آرائه الليبرالية، مما دفع الرئيس المؤقت عدلي منصور للتراجع عن قراره، نافيا أنه عرض المنصب علي المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية. واعتبرت الصحيفة أن "الفوضي المستمرة" تؤكد النضال من أجل الاستقرار في مصر التي تتخبط من أزمة إلي أخري منذ ثورة يناير، ومنذ ذلك الحين يتقاتل الليبراليون والإسلاميون علي السلطة. وقالت الصحيفة إن البرادعي يحظي بالاحترام في جميع انحاء العالم لعمله علي القضايا النووية. من جانبها، ذكرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أن "الانقلاب" الذي حدث في مصر يعكس استنتاج مفاده أن المد قد تحول ضد الحركات الإسلامية في الشرق الأوسط. وأشارت الصحيفة إلي أن مرسي وحكومته يتحملان المسئولية عن عدم التوصل إلي التوافق مع المعارضين الليبراليين وسعت بصورة "فجة" للسيطرة علي وسائل الإعلام والقضاء والمنظمات غير الحكومية. وحذرت الصحيفة من عودة الإسلاميين لشن حرب علي الدولة كما حدث في مصر في التسعينات، مشيرة إلي أن الأحزاب الإسلامية في جميع أنحاء المنطقة يمكنها التخلي عن السياسات الديمقراطية. ودعت الصحيفة الجيش والقوي السياسية الليبرالية إلي السماح لجماعة الإخوان المسلمين بالبقاء داخل النظام السياسي، وهذا يعني الالتزام بانتخابات جديدة في غضون أشهر إن لم يكن أسابيع، وحرية وسائل إعلام حزب الحرية والعدالة. من جانبها، ذكرت صحيفة لوس أنجلوس تايمز الأمريكية أن الإطاحة بمرسي تشعل الجدل حول السياسة الأمريكية بالشرق الأوسط، وذلك في معرض تناول الصحيفة الموقف الأمريكي من الأزمة المصرية. وقالت الصحيفة إن الرئيس الأمريكي باراك أوباما تحدث بعد عزل مرسي، عن ولاء أمريكا "للمبادئ الديمقراطية"، إلا أن منتقدين يقولون إن واشنطن لم تفعل سوي القليل للترويح للديمقراطية. فإطاحة الجيش بالرئيس المنتخب ديمقراطياً في مصر، أبرز الحلفاء العرب لأمريكا لعدة عقود، جدد نقاشاً قوياً إذا ما كانت سياسة أوباما تجاه المنطقة خاملة وغير فاعلة، فالبيت الأبيض تقاعس قليلاً تجاه توجيه حكومة مرسي السلطوية نحو الديمقراطية وحكم القانون واحترام حقوق الإنسان. علي صعيد آخر، ذكرت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية أنه بينما عمت الفوضي شوارع القاهرة خلال الأسبوع الماضي، وقفت إسرائيل تراقب الأوضاع عن كثب، وتتساءل عما إذا كان الجيش سيقدر علي تصحيح المسار وتهدئة الأوضاع من جديد. وقالت المجلة أمس إنه عقب اتضاح الرؤية وتدخل الجيش وإسقاط مرسي، اعتقد البعض أن إسرائيل ربما تتنفس الصعداء، لكن تجلت حقيقة تفرض نفسها في كثير من الدول العربية، وهي أن العلاقات بين مصر وإسرائيل لا تزال معقدة بشكل كبير. وقالت المجلة إنه برغم مخاوف إسرائيل من الإسلاميين، إلا أنهم لم ينفوا قط أن محمد مرسي حافظ علي السلام البارد بين البلدين منذ ثلاثة عقود علي حالة مماثلة لما كان عليه إبان حكم سلفه محمد حسني مبارك الذي كان مواليا للغرب"، حسب المجلة. وأضافت المجلة الأمريكية: "أن مرسي لم يمثل قوة لزعزعة الاستقرار بالنسبة إلي إسرائيل".