أكد " توني بلير" رئيس وزراء بريطانيا الأسبق تفهمه لما قام به الجيش المصري من عزل للرئيس السابق "محمد مرسي". فالأحداث التي سبقت قرار الجيش لم تترك للجيش المصري خيارا غير عزل مرسي. جاء ذلك في مقال كتبه رئيس الوزراء البريطاني ، توني بلير على صفحات جريدة "الأوبزرفر" البريطانية ، يقول فيه إن ما قام به الجيش في مصر كان لا بد منه وإلا وقعت البلاد في الفوضى العارمة. ويرى بلير أن قوة المعارضة في الشارع هي التي جعلت الجيش المصري يتصرف بالطريقة التي تصرف بها، إذ لم يكن له خيار آخر. ويبرر بلير موقفه بأن خروج 17 مليون شخص إلى الشارع ليس أمرا هينا، وإن كان لا يعوض الانتخابات، وهو الرأي الذي يخالف رأي الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، ووزير خارجيةبريطانيا، وليم هيج، اللذين عبرا عن تحفظهما على ما قام به الجيش. ويضيف بلير "إن خروج 17 مليون مصري للشارع معارضين لمرسي يعادل خروج 13مليون بريطاني للشارع فتخيلوا ماذا يمكن أن يحدث إن وقع هذا ، بالطبع إن الجيش لن يتدخل هنا ، لكن الحكومة لن تنجو بالتأكيد. وتابع بلير يقول إنه يدعم الديمقراطية بقوة، ولكنه يرى أن الحكومات الديمقراطية، لا تعني وحدها حكومات فاعلة، مضيفا أن الفعالية هي المطلوبة اليوم. وإذا لم تكن الحكومات فعالة فإن الشعوب تنتفض ضدها ولا ترضى الانتظار حتى موعدالانتخابات. ولعل ما يحدث في تركيا والبرازيل خير أمثلة لهذا. ويقول بلير اليوم إن الحشود التي خرجت في مصر مدفوعة بوسائل التواصل الاجتماعي لا يمكن تجاهلها. وانتقد بلير أداء الإخوان المسلمين في الحكم قائلا إنهم لم يستطيعوا التخلص من صفة الحركة المعارضة بعد تشكيلهم الحكومة، فالاقتصاد يترنح بينما اختفت مظاهر الأمن والقانون في البلاد. وقال إن الغرب ينبغي أن يبقى ملتزما بواجباته تجاه مصر والمنطقة، بما فيها سوريا وإيران وفلسطين. وينصح بلير الغرب فيما يجب أن يفعله ، مذكرا إياه بأن مصر تنبهنا إلى حقيقة أن المنطقة كلها في حالة إضطراب ولن تتركنا –أي الغرب – في حالناوستنعكس علينا. وإن كنا نأمل أن تتركنا في حالنا. التنصل من العمل ليس خيارا مطروحا. كما أن الأمر الواقع ليس خيارا وأي قرار بعدم التصرف ستكون له عواقب واسعة النطاق . ويضيف "إننا لايمكننا تحمل أن نرى مصر تنهار . . ويجب أن نعمل مع القوة القائمة ونساعد الحكومة الجديدة على إنجاز التغيرات الضرورية ، خاصة في المجال الإقتصادي حتى ينعكس هذا على الشعب. ويمكننا بهذا أن ندعم طريقا يعيد الشعب إلى صناديق الإقتراع بوسائل تصنع للمصريين بيد مصرية. وفي تعليقها على موقف بلير، كتبت الأوبزرفر تقول إن رئيس وزراء بريطانيا السابق، والمبعوث الدولي للشرق الأوسط، بدأ يتقبل فكرة أن الديمقراطية لا تؤدي بالضرورة إلى النتائج المرجوة في الحكم ببعض مناطق العالم، في مواجهة الاحتجاجات الشعبية.