للماء والهواء أهمية قصوي للإنسان والحيوان والنبات، وكل مخلوقات الله جل وعلا، فلاحياة بدونهما، يقول تعالي: »وجعلنا من الماء كل شئ حي« »الانبياء 03«. فالماء نعمة عظيمة أفاض الله تعالي بها علي جميع مخلوقاته، سواء أكانت أنهارا عذبة، أو سحبا تحمل الماء العذب الطاهر من البحار حيث تقوم بتبخيرها وتنقيتها، ليمنّ الله تعالي بها علي من يشاء من عباده ليشكروه ويسجدوا له عرفانا بفضله وحده دون غيره. يقول جل وعلا: »أفرأيتم الماء الذي تشربون، أأنتم أنزلتموه من المُزن أم نحن المنزلون، لو نشاء جعلناه أجاجا فلولا تشكرون« »الواقعة 86/07« ويقول تعالي: »وجعلنا الأنهار تجري من تحتهم« »الانعام 6«.. وفي سورة يس يقول تعالي: »وآية لهم الأرض الميتة أحييناها وأخرجنا منها حباّ فمنه يأكلون وجعلنا فيها جنات من نخيل وأعناب وفجرنا فيها من العيون، ليأكلوا من ثمره وما عملته أيديهم أفلا يشكرون« »يس 33-53« وقال أيضا: »وجعلنا فيها رواسي شامخات واسقيناكم ماء فراتا« »المرسلات 72«. فعلينا ان نشكر الله جل وعلا بالحفاظ علي هذه النعمة الثمينة، والتي تحافظ علي رمق الحياة لنا، كما انها أساسية في الطهارة والوضوء والنظافة، فهو نعمة سابغة أنعمها الله علينا والشكر يأتي ليديمها الله علينا، بألا نلوثها بوضع القمامات فيها، أو التبذير فيها، أو إلقاء المجاري فيها، أو أي شئ يشوبها حتي ولو كانت لري الأراضي، فتلوثها قد يؤدي إلي أمراض خطيرة سواء بصورة مباشرة أو غير مباشرة عن طريق ري النبات الذي نأكله، أو الحيوان الحلال لنا، ومن أخطرها أمراض الكلي، والكبد والأورام المختلفة أعاذنا الله منها فلندق ناقوس الخطر امام كل إنسان ليعرف الجميع ان كل قطرة من المياه لها ثمنها الغالي من صحتنا وصحة أبنائنا ومستقبل حياتنا، وما ينطبق علي الماء ينطبق علي ا لطعام ايضا بجميع أنواعه. يقول صلي الله عليه وسلم »لا يبولن أحدكم في الماء الدائم ثم يغتسل منه« »رواه أبوهريرة، واخرجه البخاري ومسلم.. وعن أنس رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلي الله عليه وسلم يتوضأ بالمد ويغتسل بالصاع إلي خمسة أمداد« اخرجه البخاري ومسلم.. فهل نقتصد في الماء، ونحافظ علي نقائه؟