الخبراء: دستور جديد وانتخابات برلمانية ورئاسية وحكومة تكنوقراط اجمع الخبراء الاستراتيجيون والسياسيون علي ان بيان القوات المسلحة يحمل بارقة امل للخروج من المأزق الذي تمر به مصر، وان البيان اشار الي اهمية صياغة خارطة طريق للمستقبل تكون قادرة علي انقاذ البلاد من حالة اللاصلح واللاوفاق التي وضعتنا فيها القوي السياسية. قالوا ان خارطة الطريق يجب ان تضمن اجراء انتخابات مبكرة واعادة صياغة الدستور وتشكيل حكومة تكنوقراط غير متحزبة. يقول اللواء عبد المنعم كاطو -الخبير العسكري والاستيراتيجي- ان بيان القوات المسلحة واضح، وهو ثاني بيان خلال اسبوع، مشيرا الي البيان الاول الذي اعطي مهلة اسبوع للقوي السياسية للمصالحة من اجل مصر، والبيان الثاني اعطي مهلة 48 ساعة لتلبية مطالب الشعب، مشيرا الي انه يجب ان يعرف الشعب ان القوات المسلحة لايمكنها التصدي لاي تهديدات خارجية الا اذا كانت الجبهة الداخلية مستقرة، لان القوات المسلحة تريد ان تؤمن الداخل و كل ما يتعلق بالتعبئة، موضحا ان كل هذا يتطلب استقرارا في الجبهة الداخلية، واضاف اللواء كاطو ان البيان اشار الي ان الامن القومي المصري مهدد، ومن هذه النقطة فالاستقرار في الداخل ينعكس تأثيره علي مهام القوات المسلحة وعلي حدود الدولة، علما ان التهديدات حول مصر كثيرة، من الغرب والجنوب وسيناء، وتؤثر علي الامن القومي، لذلك عند صياغة الدستور حرصت القوات المسلحة علي ان تشتمل مهمة القوات علي حماية الامن الوطني في الداخل والخارج" وهذه المادة تتماشي مع البيان ومع الامن القومي وارادة الشعب، مشيرا الي ان نزول الشعب في مظاهرات بهذه الكثافة لم يحدث من قبل، لان في ثورة 25 يناير كان التركيز في القاهرة فقط، ولكن في 30 يوينو نزل الشعب بأعداد كبيرة ليس في القاهرة وحدها وانما في كافة محافظات مصر خاصة محافظات الصعيد التي كان ينظر اليها علي انها موالية للتيار الاسلامي. وقود الثورة ويضيف اللواء كاطو ان البيان شمل عدة نقاط مهمة للغاية وهي ان القوات المسلحة لن تكون طرفا في ادارة الدولة سياسيا ولكن لها متطلباتها التي يجب علي الدولة ان تنفذها، مؤكدا علي ان الجماهير التي خرجت للشارع مطالبها مشروعة، وان الشباب الذي كان وقود ثورة 25 يناير هو نفسه وقود 30 يونيو مطالبا ان يأخذ هذا الشباب فرصته المستقبلية، ويقول اللواء كاطو: ان بيان الجيش اعطي مهلة 48 ساعة لكل الاطراف حتي تحافظ علي حماية الامن القومي بكل جوانبه، واذا لم تستجب القوي لهذا الانذار في ظرف 48 ساعة سوف تقوم القوات المسلحة بطرح خارطة طريق مستقبلية تقوم هي بتنفيذها بالتعاون مع كافة الاطراف، وفي هذه الحالة يجب تلاحم الشعب مع القوات المسلحة دون تهميش اي فصيل، مع معالجة كل الاخطاء السابقة، سواء للفترة الانتقالية التي ادار بها المجلس الاعلي للقوات المسلحة الدولة، و فترة السنة التي تولي فيها الاخوان المسلمين ادارة الدولة، ويقول اللواء كاطو ان من وجهة نظره ان يجب ان تشمل خارطة الطريق علي دستور جديد يتوافق مع حجم مصر، وامال شعبها، وحكومة مركزية قوية تضم كفاءات غير متحزبة للخروج بمصر من ازمتها الحالية وجهة تشريعية تكون من قضاة مجلس الدولة ثم مجلس رئاسي يملك ولا يحكم " اي يدير" علي ان تكون كل هذه الاجراءات خلال فترة بحد ادني 6 شهور واقصي سنة، ويتم في نهايتها انتخابات برلمانية ورئاسية طبقا للدستور الجديد، ويتم خلالها لملمة الشعب المصري ليصبح كما كان موحدا عبر التاريخ يد واحدة لينطلق الانتاج لبناء مصر الحديثة التي نتمناها جميعا. غرور الجماعة ويقول اللواء محمود منصور- الخبير الاستيراتيجي - ان جماعة الاخوان المسلمين اصابها الغرور وفقدت القدرة علي قراءة الواقع ولم تقدم الحلول، وبعد ان قدم الرئيس مرسي مفاجأة مفجعة في خطابه الاخيروالذي نزل فيه بلغة الحوار الي مستوي متدن، وسبب الآما للمصريين لانه اقل من مستوي الشعب المصري، تأكد ان الاخوان حصروا انفسهم في نطاق ضيق وحتي مجلس الشوري لم يفلت من الاتهامات الموجهة اليه، وتم تقسيم مصر الي فلول ويساريين وشيعة ومسيحيين، بالاضافة الي تدخل جماعة الاخوان في شئون عدة من جهاز الشرطة والقضاء والاعلام وجهاز المخابرات، في محاولة لاقامة دولة ذات سيادة علي العالم، بالاضافة الي تواطئهم مع مجموعة حماس التي خانت القضية الفلسطينية، والتي عاشت عالة علي غزة، وتآمرت علي مصر التي دفعت الاف الشهداء دفاعا عن فلسطين، وولم يقدمو شيئاً في ثورة 30/6 والتي جاءت لاستعادة اهداف شباب ثورة 25 يناير والتي تخلصت من حاكم عجوز، من اجل تحقيق حلمهم "عيش حرية عدالة اجتماعية" السيناريو القادم وقال اللواء منصور انه علي ثقة كاملة في الفريق السيسي واللواء صبحي صدقي، مطالبا المجلس العسكري ان يصدر بيانا يحدد خطة زمنية للفترة القادمة، وتحدد مبدئيا سنة يتولي فيها رئيس المحكمة الدستورية منصب القائم بأعمال رئيس الجمهورية، ويعاونه الفريق السيسي وزير الدفاع، ومجموعة من المدنيين، وتشكيل فريق من اساتذة القانون الدستوري لصياغة الدستور الجديد، في مهلة لا تتعدي الشهرين، بالاضافة الي اجراء انتخابات رئيس الجمهورية والشعب والشوري، وتشكيل وزارة تكنوقراط من الشباب المتميزين بحيث لا يتعدي اعمارهم 40 سنة.. ويري د. حازم حسني -استاذ العلوم السياسية- ان القوات المسلحة لخصت ما سوف يحدث في الفترة القادمة، وفقا لما ورد في بيانها، والذي اكد علي ان الجيش سيتولي زمام الامور، بالتعاون مع الفاعلين من القوي المدنية، وفقا لما سيحدده من خطوات، ويضيف د. حسني انه اذا لجأت القوي الاسلامية للعنف سوف تتغير المعادلات كلها، مما سيؤدي الي تدخل القوات المسلحة بشكل مباشر ضد من سيلجأ الي العنف، وموضحا ان الجيش لن يحكم بشكل مباشر لانه استفاد من تجربة خلع مبارك، عندما حكم في المرحلة الانتقالية، ولن يعيد التجربة مرة اخري. 3 سيناريوهات اما د. محمود العجمي -استاذ العلوم السياسية - يقول ان الجيش سوف يفي بوعده للجيش المصري وفقا لما اورده في هذا البيان الاخير، موضحا ان المهلة التي امهلها لجميع القوي السياسية، نافيا ما يقال من مزاعم قيام الجيش بأنقلاب عسكري، لانه لا يطمع في حكم أو مزاولة السياسة، ولكنه حريص علي مهمته السامية وهي الحفاظ علي امن مصر القومي الداخلي والخارجي، موضحا ان القوات المسلحة ترجمت مطالب الشعب العادلة، لكن علي الجانب الاخر لم تستجب مؤسسة الرئاسة لهذه المطالب وسط تسويف وتضييع للوقت، رغم اندلاع بعض انواع العنف.