اجواء سياسية متشابكة ..وحالة احتقان وتصعيد متبادلة تنذر مشاهدها المتتالية باننا نسير مغمضي الاعين نحو هاوية الفتنة وجحيم الاقتتال والانقسام الداخلي..وسط هذا كله كان لابد ان تكون هناك وقفة حاسمة تطلق جرس الانذار ليستيقظ معه ضمير هذه الامة لتحكم عقلها قبل ان يقع المحظور ..الخبراء العسكريون اعتبروا المبادرة التي اطلقها الفريق اول عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع والانتاج الحربي امس الاول جاءت لتمثل صوت هذا العقل ومحاولة لايقاظ وتنبيه الضمير المصري قبل دخولنا في مشهد عبثي الخاسر فيه هو الجميع ..واشار الخبراء الي ان تصريحات السيسي جاءت حازمة وفاجأت الكثيرين كما انها خرجت لتحذر اي فصيل من محاولة التضحية بروح مصرية واحدة فالجيش لن يسمح بحدوث ذلك.. واوضح الخبراء ان امورا كثيرة ستتضح خلال ال 48 ساعة القادمة وسيظهر مدي استجابة الفصائل السياسية المعارضة والحاكمة لمبادرة الجيش ومدي جدية كل طرف في الوصول الي حلول توافقية تنهي الازمة.. بعض الخبراء استبعدوا ان تكون تصريحات السيسي قد تمت بالتنسيق مع مؤسسة الرئاسة ودللوا علي ذلك انها تضمنت تحذيرا مباشرا لبعض قادة التيار الديني الذين قام بعضهم بمهاجمة الجيش خلال مليونية لا للعنف كما انه اشار الي احتمالات عودته للمشهد السياسي اذا ما استمر التناحر وهو امر لا يتفق باي شك من الاشكال مع التوجهات السلطة او المعارضة كما ان اللقاء الذي تم بين الرئيس مرسي والسيسي امس الاول عقب صدور بيان الجيش حدث بعد صدور البيان وليس قبله ..وطالب الخبراء عدم تفسير الرسائل التي حملها خطاب السيسي علي الوجه الذي يخدم وجهات النظر التي يتبناها كل فصيل سياسي وترجمتها علي انها اشارة الي ان القوات المسلحة تقف معها ضد الفصيل الاخر فليس هناك اي معني لحديث السيسي سوي ان القوات المسلحة لن تقف الا مع مصلحة هذا الشعب ولن تصمت امام اي عنف وهو امر يجب ان يؤخذ علي محمل الجد ولا يحتمل تفسيرات الاهواء الشخصية. في البداية يقول اللواء احمد عبد الحليم الخبير الاستراتيجي والعسكري ان رسائل الفريق السيسي التي خرجت من تصريحاته امس الاول جاءت موجهة لجميع الفصائل السياسية سواء أكانت في الحكم أو المعارضة بأن الوقت لم يفت بعد لإجراء مصالحة حقيقية لاعلاء المصلحة الوطنية وان أمن مصر القومي فوق المصالح الخاصة. كما حمل رسالة طمأنة للشعب بأن الجيش سيقف بجانبه وليس بجانب أي فصيل او جماعة وهو بلاشك بدد مخاوف الكثيرين من موقف القوات المسلحة في المرحلة المقبلة . وحول سيناريوهات تد خل الجيش في المشهد السياسي لمنع دخول مصر في نفق مظلم يري اللواء محمد علي بلال نائب رئيس أركان القوات المسلحة المصرية الاسبق وقائد القوات المصرية في حرب عاصفة الصحراء أن حديث السيسي كان واضحا ومحددا بان تدخل الجيش لن يحدث الا اذا وقع صراع أو اقتتال داخلي بين المصريين او ان تتعرض مؤسسات الدولة للانهيار وهو ما لانتمني حدوثه واضاف من المفترض بعد تصريحات السيسي ان نشاهد ثمار استجابة لمبادرة الجيش للتوافق وهو امر اري انه مرهون بجدية النوايا ويجب علي الطرف الاقوي المتمثل في الحكومة ومؤسسة الرئاسة في توجيه الدعوة واتخاذ خطوة المبادرة وعلي المعارضة ان تستجيب وانا اعتقد ان جلسات التوافق من الممكن ان تتم برعاية من القوات المسلحة وهو ما سيتضح خلال ال 48 ساعة القادمين واذا لم يحدث التوافق بالتاكيد لن يتدخل الجيش مباشرة لفرض هذا التوافق ولكن سينتظر ما سيحدث خلال مظاهرات 30 يونيو الجاري وسيراقب بكل جدية ما قام بالتحذير منه ومن المحتمل الا يقع اي عنف بشكل مؤثر وبالتالي سيظل الوضع كما هو عليه. اما الفريق زاهر عبد الرحمن قائد قوات الدفاع الجوي الاسبق فيقول ان تصريحات الفريق السيسي جاءت في وقت حاسم ولم يكن هناك مفر من الحديث حوله فبعد المرحلة الانتقالية الماضية وتسليم الجيش السلطة ابتعد الجيش تماما عن الامور السياسية وجهد علي رفع الكفاءة القتالية للجنود والضباط وتطوير ما نمتلكه من معدات واسلحة لكن ما يحدث من تهديد للامن القومي يدفع الجيش للعودة مرة اخري مضطرا وهي عودة بالتاكيد لا يبحث عنها السيسي ورجاله واضاف زاهر ان القوات المسلحة عودتنا دائما انها صمام الامان لنا خاصة بعد انتشار حالة الرعب والتخويف والتخوين خلال الاسابيع الماضية وهو ما اثار الذعر في النفوس لذلك اعتبر تصريحات الفريق اول السيسي جاءت لتضع حدا لهذا المشهد السياسي العبثي الذي ندور حوله موضحا أن القوات المسلحة تراقب ولن تقف صامتة أمام هؤلاء العابثين الذين يجرون مصر إلي صراع يصعب السيطرة عليه. اما اللواء محمد سعد ابراهيم رئيس اركان قوات الدفاع الجوي الاسبق فيري ان بعض الفصائل السياسية سواء من المعارضة او التيارات الدينية اخذت تفسر تصريحات السيسي من خلال الجانب الذي يتوافق مع مصالحها الضيقة واهوائها الشخصية وكل جانب اعتبر البيان انه يعني وقوف القوات المسلحة في معسكره ضد المعسكر الاخر واخذت تتفنن في اقتباس الكلمات التي تتماشي مع اهدافها وهو امر خطير لان ذلك لن يؤدي الي حدوث اي مصالحة او توافق واشار ابراهيم الي ان القوات المسلحة اذا عادت الي المشهد السياسي مرة اخري فلن تعود هذه المرة من اجل ان تستولي علي السلطة ولكن من اجل ان تنقل مصر الي بر الامان كما عودتنا دائما واستبعد اللواء منير حامد الخبير الاستراتيجي والعسكري ان تكون تصريحات الفريق اول السيسي قد تمت بالتنسيق مع مؤسسة الرئاسة كما اشاع البعض امس الاول اوانها جاءت لتقدم طوق نجاة الي الحكومة وقال ان تصريحات السيسي وجهت تحذيرا مباشرا لبعض قادة التيار الديني الذين قام بعضهم بمهاجمة الجيش خلال مليونية لا للعنف كما انه اشار الي احتمالات عودته للمشهد السياسي اذا ما استمر التناحر وهو امر لا يتفق باي شكل من الاشكال مع توجهات السلطة او المعارضة كما ان اللقاء الذي تم بين الرئيس مرسي والسيسي امس الاول عقب صدور بيان الجيش حدث بعد صدور البيان وليس قبله وهو ما يدلل علي ان حديث القوات المسلحة لم يخرج لمناصرة فريق علي اخر