فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر شخصية فريدة يحمل الكثير من الصفات التي نفتقدها في هذه الايام.. حاسم في قراراته لا يخشي في الحق لومة لائم. يحمل قدرا هائلا من الطيبة والتسامح والتواضع، يكره التعالي، سمح الطلعة، يجبر من يراه علي احترامه، زاهد في الدنيا، يتنازل عن كل مخصصاته عن مناصبه، لم يغره مليون درهم »9.1 مليون جنيه« عن جائزة تكريمه بعد اختياره شخصية العام الثقافية من بين فعاليات جائزة الشيخ زايد.. وقرر التبرع بها لدعم ميزانية الأزهر الشريف، وتكريما لزيارته لدولة الامارات العربية المتحدة أصدر الشيخ محمد بن زايد آل نهايان عفوا رئاسيا شاملا عن المسجونين المصريين في الامارات بعد صدور احكام نهائية ضدهم واعلن التزامه بسداد ما عليهم من غرامات والتزامات مالية.. »120 سجينا« وذلك لأول مرة، حيث لا تصدر قرارات عفو ملكية الا في المناسبات الدينية فقط.. لكن حدث ذلك اجلالا لمقام الإمام الأكبر رغم عدم نجاح المحاولات التي بذلت سلفا لهذا الغرض.. بالاضافة الي ذلك دعمت دولة الامارات ميزانية الأزهر بخمسين مليون درهم مساهمة في انجازات مشروعات الأزهر، يؤكد ذلك كله ما يتمتع به شيخ الأزهر من مكانة متميزة في الخارج قبل الداخل، يقود الأزهر ببراعة لتأكيد دوره الوسطي مما ينعكس علي سمعة مصر عربيا ودوليا.. الدكتور الطيب قطع زيارته للإمارات ليتابع علي الطبيعة حادث التسمم الذي اصاب بعض طلبة الأزهر، فكان كعادته حازما حاسما حين اعلن انه لا يمكن التهاون في حق طلاب الأزهر المصابين أو التغاضي عن عقاب المقصرين وانه سيتابع التحقيقات بنفسه وسيتم اقصاء المتراخين والمقصرين والمهملين وفي نفس الوقت يؤكد علي دور الأزهر الوسطي، فطالب طلاب الجامعة بعدم السماح لاحد بتسييس مطالبهم المشروعة. سؤال حائر وسيظل حائرا وقد لا يجد جوابا لان بعض النوايا ليست حسنة، هل حدوث التسمم في نفس الوقت الذي يتسلم فيه الدكتور الطيب جائزته في الامارات مجرد صدفة؟ وان لم يكن كذلك فما القول في تقرير اللجنة الطبية المنتدبة لأخذ عينات من الطعام المشتبه فيه، بأنه مطابق تماما للمواصفات وصالح للاستهلاك الآدمي ويتضمن ذلك الدجاج والطرشي والتونة والسمن والجبن والمربي والفاصوليا والخبز البلدي؟ كما اثبتت التقارير الطبية لعينات دم طلاب المدينة الجامعية بالأزهر عدم حدوث حالات تسمم، واتفق في ذلك تقرير مركز التسمم بجامعة عين شمس مع تقرير مستشفي الحسين الجامعي؟ إننا أمام واقعة خطيرة تحمل ألغازا وأسرارا ومفارقات لابد من الكشف عنها، حتي لا يترسخ لدينا أن الحقيقة توفاها الله!