تعتبر حصيلة منتخب ألبانيا الوطني بدون شك غير مرضية ولا ترقى إلى مستوى التطلعات إذ لم ينجح أصحاب اللونين الأحمر والأسود حتى الآن في التأهل إلى النهائيات العالمية على مستوى أي فئة عمرية. ومع ذلك فهو لا يعد بأي حال من الأحوال فريقا سهل المنال، ففي النسخة الأحدث من التصنيف العالمي FIFA/Coca-Colaقفز أبناء جنوب أوروبا في الشهر الماضي سبعة مراكز ليحطوا في المرتبة 64. ورغم ذلك، يظل هذا التصنيف بعيدا عن أفضل ترتيب لهم إلى حد الآن (المركز 50 في أبريل 2011). غير أنه من الواضح أن الفريق يتطور ويسلك منحى تصاعديا. أما على المستوى القاري، فقد باتت ألبانيا لأول مرة ومنذ زمن طويل ضمن قائمة أفضل 30 فريقا في القارة العجوز (المركز 30). وقد أبرز الموقع الرسمى للاتحاد الدولى لكرة القدم "فيفا" تقريرا عن المنتخب الألباني وأحلامه فى بلوغ مونديال 2014.. وفيما يلي هذا التقرير:
نزال حاسم: حقق فريق المدرب جيوفاني دي بياسي هذه القفزة إلى الأمام خاصة بفضل النتائج الإيجابية المسجلة في التصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم البرازيل 2014 FIFA. وبعد توقيعه على فوزين ضد كل من سلوفينيا وقبرص وهزيمتين أمام أيسلندا وسويسرا المتصدرة (10 نقاط)، يحتل الفريق الألباني المركز الثالث في المجموعة الخامسة برصيد ست نقاط، وهو بذلك يتخلف بنقطة وحيدة عن منتخب النرويج، خصمه المقبل. صحيح أن النزال ضد الفريق المحتل للمركز 29 في التصنيف العالمي يبدو محسوما على الورق، لكن لا يجب أن ننسى أن أبناء اسكندنافيا أيضاً تعرضوا في مستهل التصفيات لهزيمة مفاجئة على يد أيسلندا بهدفين نظيفين. كما أن المنتخب الذي شارك ثلاث مرات في المونديال تمكن إلى غاية الآن من تحقيق فوز واحد (1:2) وتعادل وحيد (2:2) أمام ألبانيا، وتجدر الإشارة إلى أن هاتين المواجهتين أجريتا في تسعينات القرن الماضي، ومنذ ذلك العهد تطورت كرة القدم بشكل ملحوظ في بلد المنتخب المتوج بكأس البلقان عام 1946، وهو اللقب الوحيد في مشوار الألبانيين إلى غاية الآن. من المفروض على المنتخب النرويجي أن يتحلى بالحيطة والحذر في نزال يوم الجمعة بمدينة أوسلو حيث سبق للكتيبة الألبانية أن أثبتت أنها عنيدة وصعبة المراس خلال التصفيات المؤدية إلى نهائيات كأس العالم جنوب أفريقيا 2010. ورغم احتلاله للمركز ما قبل الأخير في مجموعته خلال التصفيات، فقد استطاع أن يحقق فوزا وأربعة تعادلات، سجل ثلاثة منها ضد منافسين كبار مثل البرتغال (0:0) والسويد (0:0) والدنمارك (1:1). ونظرا للنتيجة التي حققها أمام هذا الأخير، يبدو أن الاسكندينافيين يواجهون صعوبات جمة أمام أصحاب اللونين الأحمر والأسود. البداية مع المنتخب: يعود الفضل الكبير في التطور الحالي للمنتخب الألباني بدون شك إلى المدرب الوطني دي بياسي. وقد تسلم ابن الخامسة والخمسين في ديسمبر 2011 مهمة الإشراف على المنتخب الألباني خلفا لجوزيب كوزي الذي اضطر لترك منصبه بعد سنتين ونصف قضاهما مع المنتخب وفشل في تحقيق التأهل إلى البطولة الأوروبية. وكان رئيس الاتحاد الألباني لكرة القدم أرماند دوكا قد أوضح خلال الإعلان الرسمي عن مدرب المنتخب الوطني قائلا: "كان دي بياسي الخيار الأفضل خلال البحث الذي قمنا به". ورغم أنها المرة الأولى التي يضطلع فيها بياسي بتدريب منتخب وطني، إلا أنه يتمتع بتجربة تزيد عن العشرين عاما في مجال التدريب، حيث كان قد حقق مع نادي مودينا صعودا باهرا من الدرجة الثالثة إلى الدوري الإيطالي الممتاز. كما أشرف لاعب الوسط السابق لنادي إنترناسيونالي ميلانو على تدريب نادي ليفانتي الذي ينشط في الدوري الإيطالي الممتاز، زد على ذلك أنه قضى، في آخر المطاف، ثلاثة أشهر مدربا لنادي أودينيزي كالشيو خلال موسم 2009/2010. وتعتبر الحصيلة التي حققها هذا الإيطالي كمدرب وطني إيجابية حيث خاض عشر مباريات حقق خلالها أربعة انتصارات وانهزم أربع مرات وتعادل في مناسبتين. كانا العقل المدبر: في مباراته الأولى ضمن التصفيات المونديالية في سبتمبر الأخير ضد قبرص (1:3) أثبت هذا الخبير الكروي عبقريته التدريبية عندما أقحم البديلين إريون بوجداني وإدجار كاني اللذين نجحا في هز الشباك. إلا أن العقل المدرب في المنتخب الألباني هو بدون شك الكابتن لوريك كانا الذي يحترف في صفوف نادي لاتسيو روما حيث يلعب أمام خط الدفاع في موقع اللاعب رقم 6 ليكون القلب النابض للفريق. ويملك الفريق أيضا لاعبين بتجربة دولية كبيرة أمثال بوجداني صاحب الرقم القياسي في عدد الأهداف المسجلة بقميص المنتخب (نادي سيينا) وإرفين بولكو وأنسي أجولي وأندي ليلا وديباتيك كوري الذين خاضوا جميعهم ما يزيد عن 30 مباراة دولية. لكن الكتيبة الألبانية اضطرت العام الماضي لمواجهة اعتزال ألتين لالا صاحب الرقم القياسي في حمل القميص الوطني، وهو ما نجحت بتجاوزه كما يؤكد ذلك التطور الألباني الحالي. من المنتظر أن تتضح الرؤية أمام أبناء ألبانيا بعد إقامة المواجهتين المقبلتين ضمن التصفيات المونديالية ضد النرويج يوم الجمعة (22 مارس) بمدينة أوسلو وفي 7 يونيو على الأراضي الألبانية. لكن السؤال: هل سيتمكن المنتخب الألباني من قلب الموازين في هذه المجموعة والتوقيع على مشاركته الأولى في بطولة دولية كبرى؟ يبقى السؤال معلقاً مع الأخذ بعين الاعتبار أن أبناء ألبانيا قادرون دوما على خلق المفاجآت.