أنجبت كرة القدم العراقية الكثير من المهاجمين الفذين الذين ساهموا بتحقيق الكثير من الإنجازات لبلاد الرافدين. فمن فلاح حسن إلى علي كاظم مروراً بثنائي الجيل الذهبي الذي شارك بكأس العالم FIFAحسين سعيد وأحمد راضي وانتهاءاً برزاق فرحان وعماد محمد ويونس محمود، شهدت الملاعب الآسيوية الكثير من المهاجمين العراقيين الذين أرعبوا الخصوم وسجلوا أهدافاً رائعة ومميزة. ولعّل أحد آخر الإكتشافات الهجومية للمنتخب العراقي اللاعب أمجد راضي والذي قدّم مستوى مميز العام الماضي على صعيد النادي والمنتخب بعدما ساهم بفوز ناديه أربيل بلقب الدوري العراقي والوصول إلى نهائي كأس الإتحاد الآسيوي، البطولة التي توّج هدّافاً لها برصيد تسعة أهداف إلى جانب الحلول مع المنتخب بمركز الوصيف في بطولة غرب آسيا 2012. وبينما أبدى اللاعب الشاب رضاه عن مسيرته الكروية حتى الآن، إلا أنه كشف لموقع FIFA.comعن حلمه الأسمى وهو المشاركة مع المنتخب العراقي بكأس العالم البرازيل 2014 FIFA. تطور سريع بعد أن داعب الكرة للمرة الأولى عندما كان في الثامنة من عمره، بدأ راضي مشواره الإحترافي مع نادي القوة الجوية عام 2007 وسرعان فرض ابن مدينة بغداد نفسه مع الفريق الأول بعدما سجل سبعة أهداف بالدوري العراقي ليتم اختياره ضمن تشكيلة "الصقور" التي مثّلت العراق بدوري أبطال آسيا 2008. ولكن الظهور الأبرز لراضي كان في التاسعة عشر من عمره وتحديداً خلال موسم 2009-2010 عندما توّج هدّافاً للدوري بتسجيله 33 هدفاً وهو الرقم الذي لم يتحقق خلال أكثر من عقد من الزمن ضمن منافسات الدوري العراقي قبل أن يتم اختياره أفضل مهاجم بالدوري العراقي عام 2011 ليدفع هذا التألق عملاق شمال العراق نادي أربيل إلى التعاقد مع اللاعب خلال الموسم التالي الذي ساهم فيه بفوز أربيل بلقب الدوري العراقي. وأبدى اللاعب الذي يلعب بالقدم اليمنى سعادته بما حققه حتى الآن قائلاً "لقد حقق نجاحاً كبيراً في وقت قصير وأعتقد أن الأمر يعود إلى المثابرة خلال التمارين أو المباريات الرسمية أو حتى الودية وأشكر الله تعالى على ما وصلت إليه لأن أي لاعب يطمح للوصول إلى الإنجازات التي حققها." لم تتوقف مسيرة راضي المتميزة عند انضمامه إلى أربيل حيث احتل المركز الثاني بترتيب الهدافين الموسم الماضي قبل أن يتألق على الصعيد الآسيوي مع أربيل بعدما ساهمت أهدافه بوصول ناديه إلى المباراة النهائية لكأس الإتحاد الآسيوي 2012 التي خسرها على يد الكويت الكويتي ولكن راضي حقق إنجازاً فردياً تمثل بفوزه بلقب الهدّاف بعد تسجيله تسعة أهداف في البطولة. وتحدث راضي عن مشواره فريقه في البطولة الآسيوية العام الماضي وما حققه فيها "كل لاعب يطمح أن يكون هدافاً على مستوى آسيا والحمدلله وصلنا إلى المباراة النهائية التي لم نكن فيها موفقين. الفوز بلقب الهدّاف هو شيء رائع ولم يكن مجهودي فقط بل هو مجهود اللاعبين جميعاً. أتمنى أن نصل إلى المباراة النهائية هذا العام أيضاً والأهم هو أن نفوز باللقب." ويبدو أن أمنية راضي قد تتحقق بالنظر إلى أن أربيل حقق انتصارين متتالين حتى الآن بكأس الإتحاد الآسيوي 2013 ونجح راضي في زيارة الشباك بكلتا المباراتين ليثبت بأن ما حققه العام الماضي لم يكن وليد صدفة. الحلم الأسمى لم يكن مشوار راضي مع المنتخب العراقي مؤخراً مماثلاً لما حققه على صعيد النادي حيث شارك مع أسود الرافدين بخمس مباريات ضمن تصفيات كأس العالم البرازيل 2014 FIFAولم ينجح في تسجيل أي هدف بأي من هذه المباريات الخمس وهو الأمر الذي لا يقلق أبداً اللاعب ذو الثانية والعشرين من العمر. وقال راضي عن غيابه عن التسجيل مع المنتخب بكل قناعة "لا يهمني بشكل كبير أن أسجل أم لا بل أطمح بكل صدق إلى الفوز مع المنتخب بكل المباريات التي نخوضها ولا يوجد فرق أبداً بيني وبين زملائي. فالهدف واحد وهو تحقيق الفوز وإرضاء الجمهور العراقي العاشق لكرة القدم." وتحدث اللاعب الشاب عن طموحه بالمشاركة في كأس العالم البرازيل 2014 FIFAقائلاً "أتمنى أن أشارك بكأس العالم مع المنتخب حيث أننا نملك حظوظ جيدة من أجل مواصلة المشوار بنجاح. مباراتنا المقبلة ستكون مع عمان وفي حال فوزنا بهذه المباراة فإننا سنقطع طريق كبير من أجل تحقيق الإنتصار." وبعد مباراة عمان في يونيو/حزيران المقبل، سيخوض المنتخب العراقي اختبارين حقيقين أمام اليابان وأستراليا ولكن راضي اعتبر أن لا شيء مستحيل في كرة القدم مضيفاً "سنقدّم كل ما نملك لتحقيق الفوز وإذا ما كنا محظوظين فباستطاعتنا حصد النقاط اللازمة للتأهل. أتمنى أن نواصل المشوار بنجاح من أجل تحقيق الحلم والتأهل إلى البرازيل." الحلم الذي يأمل راضي بتحقيقه يتشارك فيه مع الجماهير العراقية التي دائماً ما تقارن بينه وبين المهاجم التاريخي السابق أحمد راضي الذي سجل الهدف الوحيد للعراق في كأس العالم المكسيك 1986 FIFAوهو ما يأمل بأن يحققه أمجد يوماً ما. وقال عن المقارنة بينه وبين اللاعب الذي اختير أفضل لاعب في آسيا لعام 1988 "شخصياً أفتخر بهذا الأمر حيث أن أحمد راضي كان أحد أهم نجوم الكرة العراقية ومن بين أفضل اللاعبين بتاريخ القارة الآسيوية وإن شاء الله أكون قريب يوماً ما من أحمد راضي سواء من ناحية المستوى أو الإنجازات." وإلى أن يتحقق طموح أمجد بالسير على خطى النجم التاريخي الكبير والمشاركة بكأس العالم FIFA، فإنه أثبت ولا زال بأنه أحد النجوم الواعدين في الكرة العراقية.