يعتبر بكل تأكيد من أبرز الأعلام الكروية سواء في موطنه كرواتيا أو في أوكرانيا. وقد شارك الكابتن الكرواتي مؤخراً بمباراته الدولية رقم 100 مع منتخب بلاده الذي شارك في ألمانيا 2006، كما بلغ كقائد لنادي شاختار دونيتسك أيضا دور الستة عشر ضمن منافسات دوري أبطال أوروبا. وقبيل مباراة الإياب، مساء يوم الثلاثاء، ضد بوروسيا دورتموند (انتهت مواجهة الذهاب 2-2) والنزال الناري ضد صربيا في إطار التصفيات المؤهلة إلى البرازيل 2014. انه داريو سيرنا الذى تحدث للموقع الرسمى للاتحاد الدولى لكرة القدم "فيفا" وهو المدافع المتنوع المواهب وذلك بخصوص موقعة دوري الصفوة الأوروبي ضد بطل ألمانيا والطريق الصعب المؤدي إلى البرازيل إلى جانب مكانة عائلته ارتباطا بمسيرته الكروية الناجحة. وفيما يلي نص حوار سيرنا كما ورد على فيفا: "فيفا": تلعب منذ عام 2003 مع نادي شاختار دونيتسك في أوكرانيا. يبدو أنك تشعر براحة كبيرة هناك؟ سيرنا: دونيتسك هي موطني الثاني وأوكرانيا هي وطني الثاني. لقد كبرت رفقة شاختار وحققت مع النادي نجاحات رائعة سواء على الساحة الوطنية أو الدولية. نشعر أنا وعائلتي بسعادة كبيرة هنا، وأحس بفخر شديد لكوني كابتن الفريق الحالي. وأرغب في إنهاء مسيرتي في أوكرانيا. وأود بعدها أن أعيد إلى نادي الأصلي هايدوك سبليت القليل مما منحني إياه عندما كنت لاعباً شاباً. "فيفا": تطمح إلى تحقيق أكبر حصيلة من الألقاب مع شاختار. هل الألقاب هي حافزك؟ سيرنا: تعد الألقاب الغاية الكبرى بالنسبة لأي لاعب. لقد فزنا باللقب وكأس الدوري الأوروبي ، أما الآن فنريد الفوز بدوري الأبطال. أنصارنا يعشقون النادي بكل جوارحهم، ويتعين علينا نحن أن نهدي لهم شيئاً في المقابل. شاختار هو رمز المدينة والمنطقة، وهذا ما نلاحظه في كل مباراة تجرى على ملعبنا حيث يحضر أكثر من 40 ألف متفرج لتشجيعنا ودفعنا للفوز. "فيفا": يمر لقب دوري الأبطال أولا من خلال الفوز على بوروسيا دورتموند الذي تعادلتم معه في لقاء الذهاب من دور الستة عشر بنتيجة 2-2. كيف تقيّم هذه المواجهة؟ سيرنا: بوروسيا دورتموند هو من أفضل الفرق في أوروبا كلها. وبالنسبة لنا كانت مباراة الذهاب أول لقاء رسمي في السنة، حيث أننا خضنا قبل ذلك مباريات ودية فقط. لم يكن ذلك سهلاً، فنادي دورتموند يضم في صفوفه لاعبين ممتازين، ولقد استغل ببرودة كبيرة الخطأين الوحيدين الذين ارتكبناهما. "فيفا": في الأيام القليلة المقبلة، ستجرى مباراة الإياب الحاسمة ضد بوروسيا دورتموند. ما هي تطلعاتك بخصوص هذه المواجهة؟ سيرنا: يتعين علينا اللعب بشكل أفضل على ملعب بوروسيا لكي نحافظ على حظوظنا للتأهل إلى دور الثمانية. ستكون مباراة مدهشة أمام جمهور رائع. سيكون الملعب مملوء عن آخره لكنها ليست المرة الأولى بالنسبة لنا التي نلعب فيها أمام فريق تسانده جماهير غفيرة. دورتموند هو المرشح لكنني أعتقد أن حظوظنا تصل إلى 40 بالمائة. سنقاتل حتى الثانية الأخيرة وسنقدم كل ما في جعبتنا، ذلك لأننا نؤمن بقدراتنا. "فيفا": بصفتك كابتن الفريق، فإنك تشغل مكانة خاصة للغاية في مثل هذه المباريات. كيف تنظر إلى دورك كقائد للفريق؟ سيرنا: نحن عائلة كبيرة في دونيتسك. وبصفتي الكابتن، أعمل بالطبع على الإصغاء لكل لاعب وأساعد اللاعبين الشباب، خصوصاً، على التأقلم. لكن الأمر يكون سهلاً بالنسبة لنا لأننا غالباً ما نظل معا سواء على الملعب أو خارجه. "فيفا": في المنتخب الكرواتي أيضاً تلعب دور الكابتن، وبذلك تكون قائد الفريق. إلى أي مدى تساعدك تجاربك في النادي للقيام بهذا الدور على أكمل وجه؟ سيرنا: الفضل يعود إلى مدربي في النادي ميرسيا لوتشيسكو لكوني كابتن منتخب كرواتيا أيضاً. لقد منحني في النادي الفرصة لإثبات نفسي في هذا الدور، وآمن في مؤهلاتي عندما عينني قائداً للفريق. فبهذه الطريقة أصبحت جاهزاً لأشغل هذا المنصب في المنتخب الكرواتي. يشعرني بالفخر الشديد أن أمثل وطني الذي يعد من أفضل البلدان الكروية في العالم. "فيفا": خضتَ مؤخراً مباراتك الدولية رقم 100 بقميص منتخب بلادك، وهو ما يعتبر خطوة عملاقة. إلى أي مدى تشعر بالفخر لتحقيقك هذا الإنجاز؟ سيرنا: إنني أحاول مساعدة كرواتيا بمجهوداتي. أحس بشعور رائع في الوقت الحالي، وأشعر أنني لست كبيراً في السن للعب في المنتخب الوطني. أنا ممتن جداً لكل الأمور التي حققتها في حياتي. ولن يكون هذا ممكناً من دون عائلتي التي ساندتني دائماً. كنتُ أكافح على الدوام ولم أستسلم أبداً. كما أنني كنت وما زلت أتطلع إلى الأمام. وأتعامل بشكل إيجابي مع كل الأشياء التي تحدث. والفضل في هذه العقلية يعود لمحيطي القريب الذي كان دائماً إلى جانبي. "فيفا": عندما أحرزت كرواتيا المركز الثالث في فرنسا 1998، كنت تبلغ حينها السادسة عشر من العمر. ومنذ ذلك العهد، لم يتمكن منتخب بلدك من تحقيق إنجاز مماثل. ما هي الأسباب التي تحول دون ذلك؟ سيرنا: كان فريق 1998 يتشكل من جيل كبير من اللاعبين الرائعين. وكانت المرتبة الثالثة التي أحرزها في فرنسا نتيجة رائعة بالنسبة لبلد صغير كبلدنا. افتقدنا بعدها للحظ كي نحقق الإنجاز الكبير. على سبيل المثال، في دور الثمانية من البطولة الأوروبية 2008 عندما انهزمنا بصعوبة بالغة أمام تركيا. لكن ومع ذلك إيماني بفريقنا لم ينقطع، ذلك أننا نملك في الوقت الحالي أيضاً لاعبين جيدين جداً. "فيفا": فشلتَ في التأهل مع كرواتيا إلى نهائيات كأس العالم الأخيرة التي أقيمت في جنوب أفريقيا. ما هي الذكريات التي تحتفظ بها عن تلك التصفيات المخيبة للآمال؟ سيرنا: كان غيابنا عن جنوب أفريقيا 2010 بالنسبة لي أكبر خيبة أمل في مشواري مع المنتخب الوطني. ببساطة، لم يكن الحظ إلى جانبنا. كان الفريق والمدرب ممتازين، لكن هكذا هي كرة القدم. يجب علينا الآن أن نتطلع إلى الأمام وألا نعيد أخطاء الماضي. "فيفا": يبدو أنكم وُفقتم في ذلك، حيث إن بدايتكم في التصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم البرازيل 2014 تعتبر ناجحة. كيف تقيم احتلالكم مؤقتا للمركز الثاني في المجموعة الأولى ضمن التصفيات الأوروبية؟ سيرنا: وقعنا في مجموعة صعبة للغاية في التصفيات المؤهلة إلى البرازيل. ومع ذلك، نرغب الآن، بعد المباريات الأولى، في حجز بطاقة التأهل المباشر إلى كأس العالم. ومن أجل هذه الغاية، يتعين علينا بلوغ المرتبة الأولى. صحيح أن ذلك سيكون صعباً لكنه ليس مستحيلاً. تملك بلجيكا فريقاً ممتازاً، وهو في نظري أفضل فريق في تاريخها الكروي، كما أن لديها مدرب جيد جداً. ورغم ذلك، استبسلنا في بروكسل وقدمنا مباراة جيدة، وحصلنا على نقطة. "فيفا": ستخوضون في 22 مارس مواجهة ضد صربيا التي تتخلف عنكم بست نقاط. وبذلك سيكون ممكنا ضمان أحد المركزين الأوليين؟ سيرنا: ستكون مواجهة صربيا حاسمة إذ في حال فوزنا سنكون قد ضمنا المركز الثاني في المجموعة بنسبة 80 بالمائة. أما صربيا فستكون في هذه الحالة خارج السباق. لكن ومع ذلك أود الإشارة إلى أن التاريخ الذي يتقاسمه بلدانا لا يمكن أن يتغير بما يجري على أرض الملعب. نحن نلعب كرة القدم، ولا يمكن لأحد منا تغيير الماضي، إلا أنه بإمكاننا التأثير في الحاضر. يتعين علينا أن نكون المثال الذي يحتذى به وتقديم مباراة كبيرة بدون فضائح. يملك منافسنا فريقاً جيداً، أكن له احتراماً كبيراً. "فيفا": في حال التأهل، ستكون البرازيل 2014 كأس العالم الثانية بالنسبة إليك بعد ألمانيا 2006. ماذا يمكن أن تعني لك شخصياً المشاركة في النهائيات العالمية التي ستستضيفها البرازيل؟ سيرنا: سيكون التأهل إلى البرازيل 2014 مدهشاً بالطبع، لكن حتى وإن لم ننجح في ضمان تذكرة كأس العالم، سأكون حاضرا في هذا العرس العالمي. فقد دعاني زميلي في الفريق إدواردو الذي يملك أصولاً برازيلية لزيارته هناك. "فيفا": يبدو أن العائلة والأصدقاء يحظون بأهمية بالغة بالنسبة إليك. فأنت تحمل على صدرك وشماً باسم أخيك. كيف هي مكانة أحبابك بالنسبة إليك؟ سيرنا: تربطني مع أخي إيجور علاقة خاصة للغاية. فهو يفرح جداً لنجاحي، وأنا سعيد أن بوسعي مساعدة أخي وعائلتي. عائلتي هي أهم شيء في العالم بالنسبة لي خاصة ابنتي وزوجتي. وأنا سعيد لأنه بإمكاني القول إنني أخلد للنوم وأستيقظ على ابتسامة. "فيفا": أنت ملتزم اجتماعياً أيضاً في أوكرانيا، حيث تقوم بدعوة الأطفال اليتامى لمباريات شاختار. ما الذي يحفزك للقيام بالأعمال الخيرية؟ سيرنا: لا أحبذ أن أتحدث في العموم عن التزامي الإجتماعي. دعني أقول فقط: بالنسبة لي من غير المعقول أن يكون هناك أطفال في العالم يكبرون بدون عائلة. وفي هذا السياق أود فقط تقديم بعض المساعدة، وهذا ما علمتني إياه عائلتي.