يتوقع رئيس اللجنة البارالمبية الدولية، فليب كرافين، أسوأ السيناريوهات لمصير أول ألعاب بارالمبية "أولمبياد المعاقين" تقام في قارة أمريكاالجنوبية. وقال كرافين خلال فاعليات دورة ألعاب ريو دي جانيرو "ريو 2016": "لم نمر أبدا طوال 56 عاما هي تاريخ دورات الألعاب البارالمبية بمثل هذه الظروف الصعبة". وتفترض المشكلات، التي أشار إليها كرافين، منافسات مليئة بالمعوقات، مثل غياب الدعم اللوجيستي للبعثات الرياضية المشاركة في الدورة وتقليص حجم الميزانية المخصصة للتجهيزات وقلة عدد العمال، بالإضافة إلى مشكلات محتملة في نظام المواصلات داخل مدينة ريو دي جانيرو. وقد يضطر ما يقرب من 10 دول إلغاء مشاركتهم في الدورة البارالمبية، التي تقام في الفترة ما بين السابع و18 سبتمبر المقبل، إذا لم يتلقوا مساعدات، حسبما أكد كرافين، الذي اعتبر إقامة الدورة طبقا للبرنامج الموضوع سلفا بمثابة نجاح كبير. وينتظر أن يحضر إلى ريو دي جانيرو أربعة ألاف رياضي من 165 دولة، وهو ما دفع اللجنة البارالمبية الدولية إلى طرح وإثارة العديد من علامات الاستفهام حول، على سبيل المثال، إذا ما كانت البنية التحتية للمنشآت على مايرام، أو إذا ما كانت المواصلات ستعمل بانتظام بعد انتهاء فاعليات الدورة الأولمبية، التي أقيمت في الفترة ما بين الخامس و21 أغسطس الجاري. وكما حدث خلال الدورة الأولمبية، سيتم تخصيص أربعة مقرات لمنافسات الدورة البارالمبية تبتعد بمسافات كبيرة عن بعضها البعض. ولن يتم تشغيل جميع الملاعب خلال الدورة البارالمبية المقبلة، حيث ستتركز المنافسات الأولمبية في المتنزه الأولمبي بحي بارا دا تيجوكا في غرب ريو دي جانيرو وفي كوبا كابانا في جنوبالمدينة وفي ملعبي ماراكانا وديودورو، الواقعان في الشمال. ويشكل عزوف الجماهير مشكلة أخرى، فقد شهدت دورة الألعاب الأولمبية غيابا مضطردا للمشجعين، بسبب أخطاء المنظمين تارة، والتي حرمت الجماهير من الدخول إلى ملاعب المنافسات في الوقت المناسب، وبسبب غياب الشغف بالألعاب الأولمبية لدى البرازيليين تارة أخرى. وأعرب 16 بالمئة من الجماهير قبل الدورة الأولمبية عن اهتمامهم بمتابعتها، فيما يتوقع نسبة أقل خلال الدورة البارالمبية. وأضاف كرافين: "من الصعب أن نأمل في أن تكون الملاعب ممتلئة كما حدث في بكين أو لندن". وطبقا للجنة المنظمة للدورة البارالمبية، تم بيع 12 بالمئة فقط من أصل مليونين و400 ألف تذكرة مخصصة للدورة الأولمبية لذوي الاحتياجات الخاصة. ويأمل رئيس اللجنة البارالمبية الدولية أن تثير دورة الألعاب البارالمبية، التي تنقل لأول مرة عبر شاشات التلفزيون في 100 دولة، شغف واهتمام الجماهير البرازيلية. وتابع كرافين، قائلا: "نأمل في أن شغف البرازيليين ورغبتهم في رؤية ومساندة رياضييهم تدفعهم إلى المجئ بأعداد هائلة، قدرة الناس يمكنها أن تغير مصير هذه الأولمبياد". واعترف كرافين أن البرازيل، التي تراجع معدل الناتج المحلي بها هذا العام بنسبة 3ر3 بالمئة، تختلف عن البرازيل، التي تم منحها في 2009 شرف تنظيم الدورتين الأولمبية والبارالمبية. واستطرد قائلا: "الأجواء السياسية والاقتصادية جعلت من الأعمال التحضيرية تحدي كبير وخاصة بالنسبة للجنة المنظمة لريو 2016". وأصبحت خزائن المنظمين خاوية، وتنوي الحكومة البرازيلية المركزية ومسؤولو مدينة ريو دي جانيرو ضخ 250 مليون ريال برازيلي (78 مليون دولار) في محاولة لتغطية الثغرات المالية. وقامت الدولة بدعم الدورة الأولمبية بمبلغ 800 مليون ريال برازيلي منحتها لولاية ريو دي جانيرو، التي تعاني أزمة اقتصادية بسبب تراجع عائدات البترول. ورغم كل شيء، أعرب توماس باخ، رئيس اللجنة الأولمبية الدولية، المسؤولة الأولى عن الإشراف على الأولمبياد المنقضية، عن تفاؤله بمصير الدورة البارالمبية. وقال باخ: "أتمنى أن تكون الدورة البارالمبية في ريو شبيهة لتلك التي أقيمت قبل أربع سنوات في لندن، عندما بدأت عملية بيع التذاكر ببطء ثم تنامت بشكل سريع للغاية مع نجاح الدورة". ويكمن الاختلاف في أن الأجواء في لندن كانت مبشرة للغاية منذ البداية، فيما تنتظر دورة ريو المزيد من عدم الاكتراث.