استحوذت ثورة30 يونيو وحالة الاحتقان التي يعيشها الشارع المصري علي اهتمامات الصحف العالمية والتي أبدت وجهات نظر مختلفة ازاء حالة الانقسام الحاد بين المؤيدين والمعارضين للنظام الذي القي رئيسه بخطاب تحدي فيه الجيش والشعب الذي رفضه ورد عليه بكلمات معدودة ارحل ومش عايزينك واصفين هذا الخطاب بأنه دعوة لحرب أهلية لانه اكد انه لن يتنازل عن الحكم وسيحافظ علي الشرعية بدمه وهو ما أثار غضب الملايين في الشارع وزاد من حدة الاشتباكات التي أودت بحياة ما يقرب من16 قتيلا واكثر من200 جريح. وقالت صحيفة ديلي تليجراف البريطانية إن خطاب مرسي جاء في الوقت الضائع لأن وزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسي استطاع أن يسرق الأضواء وأن يحصل علي قاعدة شعبية كبيرة, حيث إن كثيرا من المصريين وصفوه برجل مصر الأول, ورجل مصر القوي الذي سيعبر بالبلاد, إلي بر الأمان اذ ان مصر باتت علي شفا الانهيار بعد حكم الرئيس المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين التي اهتمت طوال الأشهر الماضية بتعزيز نفوذها واحكام قبضتها علي الحكم بصرف النظر عن محاربة النظام للقضاء والإعلام وغيرها من المؤسسات المهمة في الدولة. وقالت الصحيفة إن الجيش تلك المرة يتحسس خطاه لأن تدخله في العملية السياسية وقت تنحي الرئيس الأسبق حسني مبارك والذي كان في البداية كشهر العسل لكنه سرعان ما تحول إلي كابوس بعد ان افتقد المجلس العسكري شعبيته في الشارع الذي خرج ليهتف يسقط حكم العسكر الا انه يعد المنقذ الوحيد للشعب الذي خرج بالملايين ليطالب بإسقاط حكم الإخوان. ونقلت الصحيفة عن خبراء عسكريين قولهم إن السيسي 58 عاما يتمتع بشعبية كبيرة لدي رجال الجيش, وكذلك في الشارع المصري الذي هتف انزل يا سيسي مرسي مش رئيسي لأنه نجح بذكائه أن يرسل بكلمات بسيطة وقوية إلي الشعب المصري بأن الجيش سيحمي الثورة وارادة الشعب دون العودة إلي الحكم, كما ان عمله في المخابرات العسكرية افاده كثيرا عند نزوله إلي المعترك السياسي بعد المشير طنطاوي, وكذلك في تعاملاته مع جماعة الإخوان. ويري محللون أن مصر باتت علي وشك الانفجار بعد خطاب مرسي الذي اظهر فيه وجهه الآخر بتلميحه إلي الفوضي وان تنحيه سيكون بالدماء في الصراع مع الجيش الذي رد علي الخطاب ببيان أكد فيه ان سيحمي ارادة الشعب وسيفتدي مصر بدماء جنوده ضد كل إرهابي أو جاهل أو متطرف وهو ما يؤكد ان مستقبل مصر مرهون بالصراع الدائر بين الحزب الحاكم والجيش والذي سيستمر لسنوات وما اكده فصيل الإخوان الذي هدد بالاستشهاد دفاعا عن الشرعية. وأضافوا أن تعهد مرسي بالبقاء في السلطة دفاعا عن الشرعية الدستورية ولعدم الانحراف عن النظام الديمقراطي سيقود البلاد إلي نفق مظلم خاصة وأن الجيش اتخذ قراره بإزاحة الاسلاميين من الحكم. هذا الأمر الذي أكدته صحيفة الجارديان البريطانية وأشارت إلي أن مصر علي اعتاب حرب أهلية نظرا للاشتباكات التي بدأت تأخذ منحنيا خطيرا بين المؤيدين والمعارضين لحكم مرسي, وكذلك للصراع الدائر بين الحزب الحاكم الذي سعي إلي الإبقاء علي سياسات مبارك الاستبدادية وبين الجيش الذي يسعي إلي تحجيم سلطة الإسلاميين بعد فشلهم في ادارة شئون البلاد. أما الصحافة الأمريكية فكانت منقسمة إزاء المشهد المصري إذ اعترضت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية علي تدخل الجيش في العملية السياسية, كما طالبت صحيفة واشنطن بوست الإدارة الأمريكية بضرورة التصدي لمحاولات الجيش بالانقلاب علي الشرعية وعلي أول رئيس منتخب في مصر من خلال قطع المعونة الأمريكية وهو الأمر الذي اكدت الخارجية الأمريكية انها لن تناقشه, كما اكد المحللون انه لن يحدث لأن الولاياتالمتحدة تتمتع بعلاقات جيدة مع الجيش المصري ولن تقدم علي مثل هذه الخطوة اما في الشارع الصري, فلقد اكد المصريون انهم ليسوا في حاجة إلي تلك المعونات وان ارادتهم ستحقق ديمقراطيتهم. وتحت عنوان مصر وتلاشي النفوذ الأمريكي نشرت صحيفة وول ستريت جورنال تقريرا يشير إلي ان الولاياتالمتحدة كانت تتمتع بنفوذ كبير في صنع القرار بمصر علي مدي الأربعة عقود الماضية الا ان تلك الاضطرابات التي تعيشها مصر والتي اربكت حسابات واشنطن يؤكد انه تلاشي, وما يؤكد ذلك هو رفض السلطات المصرية لطلب الرئيس الأمريكي أوباما بالوقوف علي مطالب المتظاهرين, وكذلك الانقلاب الناعم الذي دبره الجيش لحماية الشعب والذي فاجأ المسئولين الأمريكيين. ومن جانبها قالت صحيفة معاريف الإسرائيلية إن الإخوان فشلوا في ادارة البلاد لمحاولتهم الاستحواذ علي السلطة وأن الشعب اختار أن يرجع إلي جلباب أبيه اي الجيش المصري الذي استعان به للخروج من عباءة الإخوان, مؤكدة ان عهد الإخوان قد ولي وأن الجيش المصري أثبت انه اكثر قوة وصلابة وهو ما يرسل إشارة واضحة إلي إسرائيل وقادتها والمنطقة بأكملها.