سجلت جلسة مجلس الشعب أمس برئاسة الدكتور أحمد فتحي سرور رئيس البرلمان, صداما جديدا بين المهندس أحمد عز رئيس لجنة الخطة والموازنة وأمين التنظيم في الحزب الوطني ونواب الإخوان المسلمين, انطلق من وصف الأرقام التي قدمها بعض نواب الإخوان خلال إقرار موازنة العام المالي الجديد بالأرقام الشيوعية المضللة, وأن أصحاب هذا الحديث يفكروننا بالأنظمة الشيوعية التي كانت تعيش علي الصوت الواحد, والرقم الواحد, واركب وخلاص. واعترض عز علي ما ذكره نواب الإخوان بحصول المصانع الكثيفة العمالة علي دعم الطاقة الذي يصل إلي36 مليار جنيه, ويتدخل الدكتور سرور لتهدئة الأزمة, ويقول: إن الإخوان معروف أنهم يمينيون مش شيوعيين, وقال مازحا: الكتب قايلة كده والله, وهو ما أعاد نائب الإخوان أحمد دياب إلي الهدوء, لكنه استخدم أسلوب الغمز واللمز وقال دياب: لكننا ضد أي ممارسات احتكارية, أو انحياز إلي الأغنياء, أو إلي طبقة معينة ضد طبقة معينة, وحذر الدكتور سرور من الخروج علي نظام الجلسة. وطالب دياب بحضور المهندس سامح فهمي وزير البترول إلي البرلمان فورا ليؤكد أن هناك دعما للطاقة التي تستهلكها الصناعات كثيفة العمالة تبلغ36 مليار جنيه, وليس كما قال أحمد عز. ورد عز علي الفور: وأنا بقولك إن الدعم صفر, ويعلو صوت حسين إبراهيم نائب الإخوان: احنا بلد العجز الرهيب في الموازنة.. أرجوكم اضغطوا الإنفاق, وقال صبري عامر: أتمني أن يصل الدعم في الطاقة المقدمة للصناعات الثقيلة إلي صفر%, ولكن أعيب أن لغة الحوار يجب أن تكون خالية من الشد, ولابد أن نسمع لغة فنية هادئة, ويثور نائب الأغلبية محيي الدين القطان ومعه العديد من الأغلبية محتجين, إلا أن عامر واصل حديثه وقال: أقول لعز وأنا مهندس زميل له: إن الجهاز المركزي للمحاسبات أشار في تقرير له إلي أن موازنة حسابات الصناديق الخاصة909 مليارات جنيه عام2004/2003, ورد عز علي الفور: هذا لا يعقل, فالإنتاج المحلي الإجمالي يبلغ تريليون و300 مليار جنيه. وعقب الدكتور يوسف بطرس غالي وزير المالية: المليارات كثرت شمال ويمين, وأطالب بالالتزام بالأرقام شوية, ويثور نواب الإخوان ويعلو صوت وزير المالية قائلا: اسمع يمكن نتعلم حاجة. وقال د. غالي: إن تكلفة الغاز في مصر لها جانبان, حصة مصر وتحصل ما يتراوح ما بين50% و60% من المنتج من الغاز الطبيعي دون مقابل, ويحصل الأجنبي علي الباقي ليغطي تكاليفه وتحقيق الأرباح ويباع بسعر2.65 دولار للمليون وحدة حرارية للصناعات الثقيلة2008, وألغينا المناطق الحرة علي الصناعات الثقيلة وأخذنا إجراء رفع سعر الغاز إلي3 دولارات للمليون وحدة حرارية, وأكد أن الأغلبية من الغاز يذهب لقطاع الكهرباء الذي يحصل علي أكبر نسبة من الغاز وليس الصناعات الثقيلة, وبذلك يكون الفائض35 سنتا. وكشف د. غالي عن أن70% من الغاز الطبيعي المنتج يذهب إلي الكهرباء ويباع بسعر1.4 دولار للمليون وحدة حرارية, وتم رفع سعر الغاز إلي2.5 دولار, سترفع إلي3 دولارات, وأكد غالي صعوبة خفض الإنفاق في السلع والخدمات المخصص له28 مليار جنيه. وقال عز: إن الرقم المذكور عن الصناديق الخاصة مضروب علي الأقل في100 ألف. وأكد وزير المالية أن رصيد حسابات الصناديق الخاصة31.5 مليار جنيه فقط. وعند التصويت علي التقرير التكميلي الذي تضمن الإضافات المالية الجديدة للموازنة لاحظ د. سرور وجود أخطاء, وأكد د. سرور أن رئيس المجلس دقيق للغاية, هكذا يكون رجل القانون, واللي عايز يضحك علي ويهمبك علي مينفعش. وتغلب وزير المالية علي كل محاولات مقاطعته من الإخوان وقال موجها حديثه إليهم: اسمعوا يمكن تتعلموا. وقال صبري عامر: إن أصحاب الصناعات الكثيفة أصدقاء وليسوا من إسرائيل.