لم تجد أزمة نقص البنزين والسولار في محافظة الفيوم طريقها للحل وتسابقت السيارات في المحطات القليلة التي يوجد بها السولار أو البنزين, وامتدت الطوابير لأكثر من5 كيلو مترات واضطر العديد من أصحاب سيارات الأجرة إلي التوقف عن العمل بعد خلو سياراتهم تماما من الوقود.كما نشبت العديد من المشاجرات بين المواطنين داخل محطات الوقود للحصول علي أسبقية الحصول علي البنزين والسولار, كما ألقت تلك الأزمة بظلالها علي تعريفة الأجرة بالفيوم, حيث قام عدد من سائقي التاكسي, والميكروباص, وامتنع عدد آخر من السائقين عن العمل خوفا من نفاد السولار في سياراتهم في ظل الأزمة الخانقة التي تعاني منها المحافظة, حيث وصلت نسبة العجز في المواد البترولية بالمحافظة75%. ويؤكد بعض أصحاب محطات الوقود بمدينة الفيوم أن كميات البنزين التي تأتي للمحافظة قليلة ولا تتناسب مع نسبة الاستهلاك, وخاصة السولار وبنزين(92), وهما الأكثر استهلاكا نظرا لأسعارهما المقبولة مقارنة بأنواع الوقود الأخري, وذلك في الوقت الذي لايوجد بالمحافظة لتر سولار واحد وتنكات السولار بالمستودعات خارج الخدمة بسبب وجود أعطال. انتشرت السوق السوداء لبيع البنزين بأسعار مرتفعة جدا واستغلال الأزمة الحالية, كما أكد عدد من المواطنين أن عدد من محطات الوقود يخالف التعليمات الخاصة بالتموين ووزارة البترول, ويقومون بتعبئة الجراكن لعدد من المواطنين وغالبا ما تباع تلك الجراكن في السوق السوداء. كما يعاني المزارعون من تعطل أعمالهم وتعرض محاصيلهم الزراعية للتلف, وذلك بسبب نقص السولار وتوقف الجرارات الزراعية, وماكينات الحرث. وتأتي هذه الأزمة في المحروقات في ظل حالة من الغضب بين أصحاب المخابز التي تعمل ويتم تشغيلها عن طريق السولار, الأمر الذي جعل شعبة المخابز بالغرفة التجارية بالفيوم, تحذر من توقف عدد من مخابز المحافظة مما يجعل هناك أزمة حقيقة في توفير رغيف الخبز قد تلوح في الأفق. وأكد سعد إبراهيم سائق, أنه لايوجد سولار إلا في السوق السوداء, التي انتشرت في المحافظة, فبدلا من الوقوف لساعات طويلة نلجأ إلي السوق السوداء حيث يباع السولار بضعف الثمن المقرر له, مشيرا إلي أن صفيحة السولار, تباع في السوق السوداء بمبلغ66 جنيها في حين أن سعرها الحقيقي22 جنيها. ويضيف صلاح عبد الحميد موظف أن محطات الوقود تشهد زحاما مستمرا منذ الصباح وحتي ساعات متأخرة من الليل والأزمة تزداد سوءا يوما تلو الآخر دون أي حلول من جانب المسئولين, واستغل سائقو التاكسي هذه الأزمة وزادت تعريفة الركوب وتصل في بعض الأحيان إلي خمسة جنيهات بدلا من التعريفة الرسمية أي أكثر من الضعف. ويؤكد إمام بركة, رئيس شعبة المواد البترولية بغرفة الفيوم التجارية, أن المحافظة تشهد أزمة حقيقية في كل أنواع الوقود, مشيرا إلي أن الوضع في الفيوم سيئ للغاية فالمحافظة تشهد أزمة طاحنة منذ ما يزيد علي أسبوع في الوقت الذي, وصلت فيه كميات من الوقود أول أمس ولكنها تمثل20% من حصة المحافظة. وأضاف بركة أن هناك محطات وقود لم تحصل علي حصتها من بنزين(80), من شهر أو أكثر, كما أن طوابير السيارات تمتد لمسافات طويلة بعضها يزيد علي5 كيلو مترات والمحافظة في حالة شلل تام. وأكد أن الامر الذي قد ينذر بكارثة مع إستمرار نقص الحصة المقررة لمحافظة الفيوم, مشيرا إلي أن عجز البنزين(80) يصل إلي85% والسولار(70%), والبنزين92, وصلت نسبة العجز نحو75%, منوها إلي أن حصة الفيوم970 طنا من المواد البترولية في حين أنه وصل أول أمس للمحافظة200 طن فقط.