تتواصل أزمة نقص البنزين خاصة بنزين80 والسولار في بعض المحافظات وتجددت ظاهرة الطوابير الطويلة والاشتباكات الدامية بين المواطنين للحصول علي الوقود ويتردد سؤال مهم حول هذه المشكلة. وهو مت يتم حلها بشكل جذري وأين جهد الدولة الحقيقي في ذلك بينما تبذل بعض المحاولات الحكومية في بعض المراكز الرئيسية لتهريب الوقود مثل الاسكندرية والاسماعيلية لمحاولة القضاء علي هذه الظاهرة. الأهرام المسائي تجول في بعض المحافظات التي تعاني من أزمة حاليا وتنتظر تحرك المسئولين. الفيوم.. محطات مغلقة وطوابير أطول الفيوم محمد طلعت طايع تواصلت أزمة نقص السولار والبنزين في محافظة الفيوم, وأغلق بعض محطات الوقود أبوابها أمام المواطنين, بينما امتدت طوابير طويلة تصل إلي أكثر من كيلو متر أمام عدد من محطات الوقود بمدينة الفيوم, وتوقفت حركة السير تماما في عدد كبير من شوارع المدينة. ونشبت المشاجرات بين المواطنين داخل محطات الوقود للحصول علي أسبقية الحصول علي البنزين والسولار, كما ألقت تلك الأزمة بظلالها علي تعريفة الأجرة بالفيوم, حيث قام عدد من سائقي التاكسي, والميكروباص, وامتنع عدد آخر من السائقين عن العمل خوفا من نفاذ السولار في سياراتهم في ظل الأزمة الخانقة التي تعاني منها المحافظة. ويؤكد بعض أصحاب محطات الوقود بمدينة الفيوم أن كميات البنزين التي تأتي للمحافظة قليلة ولا تتناسب مع نسبة الاستهلاك, خاصة بنزين80, والسولار وهما الأكثر استهلاكا نظرا لأسعارهما المقبولة مقارنة بأنواع الوقود الأخري. كما انتشرت السوق السوداء لبيع البنزين بأسعار مرتفعة جدا واستغلال الأزمة الحالية, كما أكد عدد من المواطنون بأن عدد من محطات الوقود يخالف التعليمات الخاصة بالتموين ووزارة البترول, ويقوموا بتعبئة الجراكن لعدد من المواطنين وغالبا ما تباع تلك الجراكن في السوق السوداء. وأكد عدد من أصحاب سيارات الأجرة أنهم يقفون لساعات أمام محطات البنزين لذلك يجب أن ترتفع الأجرة قليلا حتي نعوض هذا الوقت الذي أهدر في الوقوف لتمويل السيارة. كما يعاني المزارعون من تعطل أعمالهم وتعرض محاصيلهم الزراعية للتلف, وذلك بسبب نقص السولار وتوقف الجرارات الزراعية, وماكينات الحرث. وتأتي هذه الأزمة في ظل حالة من الغضب بين أصحاب المخابز التي يتم تشغيلها عن طريق السولار, الامر الذي جعل شعبة المخابز بالغرفة التجارية بالفيوم, تحذر من توقف عدد من مخابز المحافظة مما يجعل هناك أزمة حقيقة في توفير رغيف الخبز قد تلوح في الإفق. ويقول مصطفي علي محمود مهندس أن أزمة البنزين في الفيوم أصبحت لاتحتمل خاصة ان الأزمة في أنواع البنزين90 و80 وهم الأكثر استهلاكا ودائما ما أتعطل عن العمل وأصبحت محطات البنزين ممتلئ عن أخرها خاصة في الأوقات المتأخرة من الليل. ويطالب أحمد جلال درويش عامل بضرورة تشديد الرقابة علي المواصلات الداخلية والتي ارتفعت أسعارها استغلالا لازمة نقص البنزين, حتي أن المناطق الموجودة في أطراف مدينة الفيوم كحي الصوفي أو الشيخ حسن وغيرها من الأحياء لاتدخلها المواصلات العامة إلا قليلا خوفا من السائقين علي نفاد الوقود عند الذهاب لتلك الأماكن, كما ان محطات الوقود تشهد مشاجرات عنيفة يوميا تحتاج إلي تدخل الشرطة بسب أولوية الحصول علي البنزين. ويؤكد إمام بركة, رئيس شعبة المواد البترولية بغرفة الفيوم التجارية, إن المحافظة تشهد أزمة حقيقة في بنزين80, والسولار, بالإضافة إلي بنزين90 الامر الذي قد ينذر بكارثة مع إستمرار نقص الحصة المقررة لمحافظة الفيوم, مشيرا إلي أن عجز البنزين80, قد وصل إلي80%, بينما السولار وصلت نسبة العجز إلي50%, والبنزين90 و92, وصلت نسبة العجز نحو25%. وأضاف بركة, أن الحصة المقررة للمحافظة لاتأتي كاملة, مشيرا أنه تم إرسال مذكرات لوزير البترول بما تشهده المحافظة من أزمة حقيقة في نقص المحروقات والمواد البترولية. ويذكر أن حصة محافظة الفيوم من السولار,800 طن يوميا, وفي البنزين400 طن يوميا. في بورسعيد: محطات البنزين أولي بالصيانة والإنشاء من محطات الغاز بورسعيد محمد عباس بعد ساعات من اعلان محافظة بورسعيد توقيع بروتوكول بين المحافظة ووزارة البترول لإنشاء محطات تموين للغاز الطبيعي بأحياء بورسعيد المختلفة لمواجهة الإقبال الهائل علي المحطات الحالية لتموين الغاز مطالبا مواطني المحافظة بالاهتمام بإنشاء محطات جديده لتموين البنزين بأنواعه بدلا من إنشاء المزيد من محطات الغاز الطبيعي والتي يقتصر تعاملها مع تاكسيات المدينة فقط. وأشاروا لغضبهم من تجاهل المحافظة لصرخاتهم من خروج معظم محطات البنزين من الخدمة لأسباب مختلفة, واستمرار التكدس أمام المحطات القليلة المتبقية من جانب اكثر من70 الف سيارة خاصة ووافدة علي المدينة.. وطالب المواطنون بالمحافظة بمراجعة المحطات التي تجري إصلاحها وإعادة بنائها والسعي لحسم مواقف تلك المحطات سواء بمنح أصحابها مهلة زمنية معينة للانتهاء من تلك الأعمال وإعادة تشغيلها, أو بسحبها في حال التراخي وإعادة طرحها للراغبين في إعادتها للخدمة. وقال مجدي الجندي موظف إن معاناة مواطني بورسعيد مع أزمة البنزين لاتنتهي نظرا لعدم ملاءمة الكميات المخصصة للمدينة مع أعداد السيارات الخاصة الموجودة فيها وقلة عدد المحطات وعدم تغطيتها لجميع مناطق وأحياء المدينة وأضاف أن مشهد إغلاق محطات البنزين لعدم وجود بنزين, وتكدس السيارات امام بقية المحطات اصبح مشهدا معتادا بالمدينة وللأسف لايحرك أحد من المسئولين ساكنا تجاه الازمة التي تعتصر بورسعيد علي مدار العامين الماضيين واضاف أن اغلبية اصحاب السيارات الملاكي ببورسعيد يحتفظون حاليا بجراكن بنزين احتياطية بسياراتهم لمواجهة ازمة عدم وجود بنزين بالمحطات وتفاديا للتوقف النهائي عن السير وهي مسألة خطرة للغاية حيث يمثل الجركن قنبلة موقوتة بالسيارة. ويقول محمود فتيح مراقب بمديرية التربية والتعليم إن أزمة الوقود في بورسعيد لاتقتصر علي إغلاق المحطات وشح البنزين فيها ولكنها تمتد لتشمل تهريب السولار عبر البحر, وسوء حالة معظم المحطات الموجودة بالخدمة والتي لاتمت بصلة للمحطات الحديثة ذات الخدمات العالية الخاصة بالسيارات وبعض المحطات الباقية علي حالها منذ اكثر من20 عاما وقد شكا المواطنون من سوء البنزين المباع فيها وماترتب علي استخدامه من مشكلات بالسيارات الخاصة بهم وأضاف أن المطلوب زيادة عدد محطات البنزين ونشرها في جميع الأماكن المناسبة لها بأنحاء المدينة لتسهيل مهمة المواطنين في الحصول علي مايحتاجونه من الوقود الذي لايستغنون عنه وليس زيادة عدد محطات الغاز الطبيعي التي تكفي تاكسيات بورسعيد وتفيض. في الإسماعيلية: محترفون يهربون الوقود خارج المحافظة الإسماعيلية-خالد لطفي تعد الإسماعيلية بؤرة نشطة لتهريب المواد البترولية عبر المجري الملاحي لقناة السويس بشكل يومي حيث تبذل أجهزة الرقابة التموينية بالاشتراك مع أجهزة الأمن جهودا مكثفة لملاحقة عصابات تقوم بنقل البنزين والسولار بكميات كبيرة لبيعه بالسوق السوداء في شمال سيناء تمهيدا لنقله عبر الأنفاق الأرضية لقطاع غزة بأسعار مرتفعة ورغم هذه المشكلات ولاتوجد أزمة حقيقية في محطات الوقود التي تعمل بانتظام لكن تنحصر المشاكل في غياب عامل الضمير لدي البعض من أصحابها الذين يهمهم تحقيق الربح المادي علي حساب الدعم الموجه للمواطنين من الدولة. في البداية يقول إبراهيم أبو السعود( حاصل علي مؤهل جامعي) أن أزمة البنزين تحدث بين الحين والاخر ولاندري السبب وراء عدم وجود المواد البترولية في محطات الوقود سوي أن هناك من يتلاعب في حصتة ويبيعها في السوق السوداء للتربح من ورائها ولابد من تشديد الرقابة عليهم لإيقافهم عند حدهم. ويضيف أحمد حسن( سائق) أنه لايشعر هذه الأيام بوجود مشاكل في الحصول علي البنزين عكس الشهور السابقة وبالتحديد خلال الصيف. ويؤكد المهندس أحمد أبو الفتوح مدير عام الرقابة التجارية بمديرية التموين بالإسماعيلية أن خمس شركات بترولية تمد68 محطة وقود بمراكز ومدن المحافظة باحتياجاتها من السولار والبنزين الذي يتوافر علي مدار الساعة ولاتوجد لدينا مشكلات علي الإطلاق في أن يحصل أي مواطن علي حاجته في ظل الرقابة المشددة المفروضة من جانبنا علي محطات التمويل. ويستطرد مدير عام الرقابة التجارية الكلام قائلا إن مفتشي التموين يقومون بسحب عينات من محطات الوقود بصفة دورية خاصة بنزين92 الأعلي سعرا تجنبا لقيام بعض ضعاف النفوس بخلطة ببنزين80 و90 ودائما ما تأتي النتائج سلبية وإذا وجد غش يحرر محضر لصحاب محطة التمويل وعقوبته تخضع لقانون الغش التجاري والحبس فيها سنة وغرامة10 آلاف جنيه وهناك قضية تم ضبطها في هذا الشأن متداولة بالمحاكم. وأعرب المهندس أحمد أبو الفتوح عن أسفه من قيام المواطنين أصحاب السيارات من المحافظات المجاورة بالحضور للإسماعيلية والحصول علي احتياجاتهم من البنزين والسولار وهذا سبب أساسي وراء حدوث الأزمات علي سبيل المثال هناك شاحنات كبيرة لها عدد2 تنك يسع كل واحد منها500 لتر تحصل علي الكميات اللازمة لها وتعيد بيعها في السوق السوداء دون وازع من الضمير. واعترف مدير عام الرقابة التجارية بالإسماعيلية بأن المعابر المائية المطلة علي المجري الملاحي لقناة السويس وهي معدية سرابيوم ونمرة6 والقنطرة وكوبري السلام تواجه هجمة شرسة من مهربي البنزين والسولار الذين يضعون حيلا متعددة من أجل العبور بسياراتهم المحملة بالوقود لبيعها في شمال سيناء بأسعار مضاعفة لكن نحن لهم بالمرصاد وألقينا القبض علي المئات منهم وصادرنا ملايين اللترات من المواد البترولية المدعمة.