لليوم السابع علي التوالي تواصلت احتجاجات آلاف الأتراك الشوارع للاحتجاج علي تسلط الحكومة بعد عملية قمع أمنية ضد المدافعين عن البيئة الذين يعارضون اقتلاع أشجار من حديقة في اسطنبول لتنفيذ مشروع معماري حكومي وأطلقت الشرطة قنابل مسيلة للدموع واستخدمت خراطيم المياه في أنقرة لتفريق المتظاهرين. ويأتي استمرار أعمال العنف بينما اجتاح آلاف النقابيين ساحة كيزيلاي في وسط أنقرة للمطالبة باستقالة رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان. وعملت سيارة إسعاف علي نقل أربعة أشخاص علي الأقل أصيبوا بإعياء, ودخل الغاز إلي المطاعم القريبة. في الوقت نفسه, اعتبرت مجلة دير شبيجل الألمانية اعتقال نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي في تركيا بمثابة تناقض فاضح لتوجه حكومة رجب طيب أردوغان إزاء الانترنت التي تزعم تشجيع التعامل معه. وأشارت في تعليق عبر موقعها الإلكتروني أمس إلي أن اشتعال التظاهرات في تركيا ليس مقتصرا علي الشوارع ولكن أيضا علي شبكة الإنترنت.. راصدة اعتقال الشرطة التركية أمس نشطاء بتهمة كتابة تغريدات تشهيرية علي موقع التواصل الاجتماعي تويتر. وقالت المجلة إن الإنترنت لعب دورا اساسيا في تنظيم التظاهرات التي تشهدها تركيا أخيرا إذ يستعين النشطاء ب الفيس بوك وتوتير ومواقع الأخبار الأجنبية للوقوف. علي مستجدات الأحداث في المدن الأخري, دون اللجوء إلي التلفاز والصحف التركية التي لا يثقون في مصداقيتها. وفيما يتعلق بالتناقض الذي وصمت به المجلة توجه النظام التركي إزاء الانترنت, أشارت إلي امتلاك قادة سياسيين مثل الرئيس عبدالله جول حسابا علي موقع التواصل الاجتماعي تويتر في محاولة لإظهار المعاصرة والانفتاحية. ورصدت في هذا الصدد إدخال السلطات التركية أجهزة كمبيوتر في ا لمدارس وتعزيزها فرص عروض الانترنت لصالح الاقتصاد والمجتمع. ولكن هذا الدعم يتوقف عندما تتعلق المسألة بحرية الرأي, بحسب المجلة. ولفتت إلي أنه بموجب القانون التركي ظل الدخول علي موقع يوتيوب محظورا لمدة عامين الأمر الذي دفع مستخدمي الانترنت من الأتراك بالجامعة ومقاهي الإنترنت وقاعات الدراسة والمكاتب وغرف الأخبار إلي الالتفاف علي القانون بالدخول إلي الموقع يوتيوب عن طريق إخفاء هويتهم جاء ذلك أيضا في الوقت الذي أكد فيه وزير الخارجية التركي أحمد اود أوغلو لنظيره الأمريكي جون كيري استياء أنقرة من سلسلة التعليقات التي أدلت بها واشنطن حول التظاهرات في تركيا, حسبما أكد دبلوماسي تركي لوكالة فرانس برس. وقال هذا المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته إن داود أوغلو أكد لكيري إن تركيا ليست ديمقراطية من الدرجة الثانية. وأخذ الوزير التركي علي الولاياتالمتحدة وصفها التظاهرات المناهضة للحكومة التي تعصف بتركيا منذ ستة أيام بأنها وضع استثنائي معتبرا أن تظاهرات احتجاج مماثلة حصلت في بلدان أخري مثل حركة احتلوا وول ستريت في2011 في الولاياتالمتحدة. رابط دائم :