وسط استمرار للتكهنات الخاصة باحتمالية استقالة المبعوث العربي والدولي المشترك إلي سوريا الأخضر الإبراهيمي, بسبب تردي الأوضاع الإنسانية علي الأرض, وعدم التحرك الدولي الدافع لإنهاء الأزمة هناك, يبرز في الأفق الاقتراح المصري لتشكيل لجنة رباعية كحل سلمي لحل الأزمة قبل دخولها في معترك خطير, في الوقت الذي تبحث فيه الأممالمتحدة مع الدول الخمس الكبري تبعات الاستقالة, كما أكدت روسيا أن مواقفها مع أمريكا حول سوريا لا تحسم الوضع. فقد أكد رئيس تنظيم المؤتمر الشعبي اللبناني كمال شاتيلا أن تشكيل ل وطالب شاتيلا- في تصريح له أمس- بعقد اجتماع سريع لهذه اللجنة قبل أن تتحول المنطقة لميدان تدميري ودموي لصراعات إقليمية ودولية, محذرا من أن تداعيات الأزمة السورية تهدد بكارثة قومية وبحروب أهلية عربية تجعل إسرائيل وأمريكا الأقوي في المنطقة. واعتبر أن هناك تحضيرات أطلسية جدية للتدخل المباشر في سوريا لتدمير مؤسسات الكيان الوطني وتنفيذ المخططات التي اعتمدت في ليبيا والعراق. وحذر من أن هناك أخطارا حقيقية قد تحمل في طياتها عدوانا إسرائيليا جديدا علي لبنان يستغل ما يجري في الوطن العربي, خصوصا في سوريا لتحقيق ما عجزت عنه حرب يوليو عام.2006 واعتبر شاتيلا أن إعلان إسرائيل إسقاط طائرة استطلاع ومسارعتها باتهام حزب الله بإرسالها دون دليل واستدعاء الاحتياط والقيام بمناورات ضخمة في شمال فلسطينالمحتلة والطلعات المكثفة لطيرانه المعادي في الأجواء اللبنانية والتصريحات اليومية ضد لبنان والمقاومة, فضلا عن الحديث الأمريكي الإسرائيلي عن السلاح الكيميائي السوري, باعثا للقلق من احتمال قيام العدو الإسرائيلي بشن عدوان جديد علي لبنان أو سوريا. علي صعيد آخر قال وزير الدفاع الأمريكي تشاك هاجل أمس ان إدارة الرئيس باراك أوباما تعيد النظر في معارضتها لتسليح مقاتلي المعارضة السورية مع تزايد الضغوط من أجل رد أمريكي علي الاستخدام المزعوم من جانب سوريا لأسلحة كيماوية في الحرب الأهلية. وأكد هاجل أن أوباما لم يتخذ أي قرار. ولم يشر إلي احتمال صدور قرار قريبا بشأن تسليح مقاتلي المعارضة الساعين للاطاحة بالرئيس بشار الأسد. وفي غضون ذلك, ناقش الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون مع القوي الدولية الكبري أمس الجهود المتعثرة لإنهاء النزاع في سوريا وسط تزايد المؤشرات علي احتمال استقالة مبعوث الاممالمتحدة والجامعة العربية إلي سوريا الأخضر الإبراهيمي. وأكد دبلوماسيون والمتحدث باسم الأممالمتحدة مارتن نيسيركي الاجتماع, إلا أنه رفض الكشف عما إذا كان الابراهيمي أبلغ الأممالمتحدة والجامعة العربية بأنه يعتزم الاستقالة. وقال نيسيركي إن بان كي مون وسفراء من الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي اجروا مناقشات غير رسمية حول سوريا. وأضاف: لقد ناقشوا التحركات الدبلوماسية المحتملة لإنهاء الأزمة. واطلعهم( بان كي مون) علي آخر التطورات المتعلقة بمهمة التحقيق في استخدام أسلحة نووية في سوريا. وتابع: وناقشوا كذلك الوضع الانساني المتدهور داخل سوريا. جاء ذلك بينما أكد السفير كودجو مينان رئيس مجلس الأمن الدولي, والممثل الدائم لتوجو لدي الأممالمتحدة, أن الإبراهيمي سيستمر في مهمته من أجل التوصل إلي حل سياسي للأزمة في سوريا. رابط دائم :