جاء رد فعل الاتحاد الأوروبي علي عمليات التطهير العرقي التي يمارسها البوذيون في ميانمار ضد الأقلية المسلمة منذ سنوات, وتواطؤ السلطات مع هؤلاء المجرمين علي قتل وتشريد وحرق عشرات الآلاف منهم, مؤسف للغاية وغير متوقع. إذ كافأها برفع العقوبات الاقتصادية والسياسية عنها لمواصلة اصلاحاتها الاجتماعية والاقتصادية التي قد تضعها علي طريق الديمقراطية. والسؤال المطروح: أين الأممالمتحدة من عمليات التطهير التي تمارس ضد المسلمين؟ ولماذا الصمت إزاء الابادة الجماعية التي يتعرض لها المسلمون؟ فقد يعيش مسلمو ميانمار البالغ عددهم5 ملايين حياة مأساوية إذ يشهدون اعتداءات طائفية ممنهجة لم تستثن النساء أو الأطفال الذين تسفك دماؤهم وتحرق أجسادهم دون ذنب. وقالت صحيفة الجارديان البريطانية, إن أقلية الروهينجيا المسلمة تعاني تمييزا عنصريا يتمثل في عمليات قتل وحشي وتنكيل وحرق جثث الموتي, وغيرها من الأمور التي تقشعر لها الأبدان, ورغم ذلك يلقي البوذيون بالاتهامات علي المسلمين بزعمهم أنهم يسعون إلي طمس هوية ميانمار وفرض هوية جديدة. وأضافت أن ما يثير التساؤلات حول الموقف الأوروبي الذي يكافئ ميانمار بدلا من فرض عقوبات عليها جراء تورطها في تعذيب وإبادة المسلمين, أين الاصلاحات التي تمكنت ميانمار من إجرائها وسط أعمال العنف التي تملأ شوارعها بدماء المسلمين؟. وكان علي الاتحاد الأوروبي أن يصدر قرارا ولو بإدانة العنف الممنهج الذي يمارس ضد أقلية جريمتها الوحيدة أنها تنتمي للإسلام, لكنه لم يفعل حتي الآن. وزادت موجة العداء من قبل المتشددين البوذيين بشكل يتجاوز الخطوط الحمراء, إذ بدت ولاية راخين وكأنها مكان لمعاقبة المسلمين, إذ يستهدف البوذيون منازلهم ومساجدهم وأماكن تجمعهم ويدمرون ويحرقون كل ما له معالم إسلامية في البلاد, وذلك بعد اجبارهم أكثر من150 ألفا من المسلمين علي النزوح بعد أن اجتاحت عمليات القتل الجنوب.