قليلون أولئك الذين عاشوا حياتهم في ظلال القرآن الكريم يتتبعون أسراره ويحاولون تدبر معانيه ويجاهدون في الوصول الي تفسير آياته ومعانيه ولكن تبقي حلاوته وطلاوته علوا في المقام والمقامة لايعلو عليه إنسان. كان فقيها وأصوليا وفيلسوفا, وكان صوفي الطريقة, شافعي الفقه سني المذهب وأحد أهم أعلام عصره وأحد أشهر علماء المسلمين في التاريخ, هو أبو حامد محمد الغزالي الطوسي النيسابوري الصوفي الشافعي الأشعري ولد عام450 ه1058 م لقب ب حجة الإسلام, وزين الدين, وشرف الأئمة, وحجة الدين, والعالم الأوحد, ومفتي الأمة, وبركة الأنام, وإمام أئمة الدين ولد وعاش في طوس, وكان والده يعمل بصناعة الغزل فاشتهر بهذا الاسم وكان والده رجلا صالحا لا يأكل إلا من كسب يده.. ثم انتقل إلي نيسابور شمال شرق ايران وعندما بلغ عمره34 سنة رحل إلي بغداد مدرسا في المدرسة النظامية في عهد الدولة العباسية. بدأ طلبه للعلم في صباه عام465 ه, فأخذ الفقه في طوس علي يد الشيخ أحمد الراذكاني, ثم رحل إلي جرجان وطلب العلم علي يد الشيخ الإسماعيلي وتلقي علم أصول الفقه وعلم الكلام علي يد أبي المعالي الجويني إمام الحرمين كان الشيخ ابي حامد الغزالي احد مؤسسي المدرسة الأشعرية السنية في علم الكلام وهي مدرسة إسلامية سنية نسبة إلي ابي حسن الأشعري واتبع منهاجها في العقيدة عدد كبير من فقهاء أهل السنة والحديث أمثال النووي والعز بن عبدالسلام والسيوطي, وبرز في عدة علوم مثل الفلسفة, والفقه الشافعي, وعلم الكلام, والتصوف, والمنطق وترك عشرات الكتب في تلك المجالات. وكان منهجه في تفسير القرآن الكريم بالحديث النبوي الشريف وبأقوال الصحابة والتابعين واعتبر الغزالي أول عالم ديني يقوم بالتحليل العلمي للفلسفة, وأول عالم ديني يصنف في علومهم التجريبية النافعة, ويعترف بصحة بعضها, وله العديد من المؤلفات مثل رسالة في ذكر آداب النبي وأخلاقه ومعجزاته, والحكمة في مخلوقات الله, وأحياء علوم الدين, وأسرار المخلوقات, وفي مدارج معرفة النفس, وأسرار الحج, وجوهر القرآن ودرره, وكتاب قواعد العقائد, وميزان العمل ومقاصد الفلاسفة, ومحك النظر مشكاة الانوار وغيرها. كان للشيخ الغزالي الافضلية في الطرق العلمية لتربية الأبناء وإصلاح الأخلاق, فكان بذلك مفكرا ومربيا ومصلحا اجتماعيا في آن معا, فهو يري أن الأخلاق ترجع إلي النفس لا إلي الجسد, فالخلق عنده هيئة ثابتة في النفس تدفع الإنسان للقيام بالأفعال الأخلاقية بسهولة ويسر دون الحاجة إلي التفكير الطويل ومن تلاميذه أبو النصر أحمد بن عبدالله بن عبدالرحمن الخمقدي أبو منصور محمد بن إسماعيل بن الحسين العطاري. رابط دائم :