سهير طاهر : هو الفيلسوف والفقيه والصوفي المتمكن من تعاليم دينه المتعمق فيه لتوصيل رسالة الإسلام دون أي مغالاة أو تشدد, أبو حامد محمد بن محمد بن أحمد الغزالي, ولد بمدينة طوس سنة450 ه-1058 م, أخذ أبو حامد في بداية أمره بطوس علي أحمد الراذكاني, ثم انتقل إلي نيسابور واختلف في دروس إمام الحرمين أبي المعالي الجويني, وأخذ عنه مذهب الأشعري. خرج من نيسابور إلي العسكر, ولقي نظام الملك وزير الملك شاه السلجوقي, فأكرمه وأسند إليه التدريس بمدرسته النظامية ببغداد سنة484 ه-1091 م, فأعجب به أهل العراق, وارتفعت منزلته بينهم, حتي صار له شأن و شهرة علي مسامع الناس. وفي كتاب أعلام الإسلام ورد أن الإمام أبوحامد الغزالي كان واحدا ممن حملوا علي كاهلهم مهمة البعد عن التطرف وتصحيح ما يأتي بشبهة إلي الدين الإسلامي, جاءت اجتهاداته في مواجهة الأساليب التي تؤثر علي الإسلام بشكل سلبي.فمن أهم ما يميزه أنه حيادي يكره التطرف والتشدد, وكانت عقيدته أن أسهل طريق للإقناع هو الموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي أحسن, كما علمنا رسول الله صلي الله عليه وسلم. لذلك كان واحدا من أعلام الإسلام ذوي العقول الراجحة لإيضاح مخاطر التطرف علي الدين الإسلامي وأوضاع المسلمين. اهتم الإمام أبو حامد بتنقية أساليب الدعوة والميل للاعتدال وتقديم الحجج القوية علي المتشددين وهو ما سجله في كتابه( المنقذ من الضلال). وكتابه( إحياء علوم الدين), فقد اهتم برصد ما يدور حوله من مذاهب دينية واتجاهات فلسفية, وتصدي لها بالنقد. وجمع بين الصوفية في صفاء العبادة وشفافية الوجدان وعمق الإيمان, وبين النزعة العقلية العلمية في النظر إلي أمور الدين والدنيا. وفي نقده للفلاسفة أثبت الإمام أبو حامد مخالفات كثيرة علي الإسلام. وكشف عن أباطيل مضللة, وفضح دسائس للمغرضين والمهاجمين للدين, بعد أن درس مذاهبهم وعرف حقيقة أفكارهم. وأراد من الرد عليهم تحجيم خطرهم. كان أبو حامد الغزالي يأخذ بالتصوف أخذ عالم, فلم يقع فيما وقع فيه غيره من المتصوفة من دعوي وحدة الوجود ونحوها من الدعاوي, لأنه كان عالما فقيها قبل أن يكون صوفيا.