قبل9 أشهر من احتفاله بالعام الثالث والخمسين من العمر.. بدأت كرة القدم تبتسم في وجه ربيع ياسين وأصبح اسمه علامة مسجلة للنجاح في عهد ما بعد ثورة25 يناير.. ولعبت الأقدار دور البطولة المطلقة أن يكون ربيع ياسين صاحب أول لقب قاري للمنتخبات المصرية بعد أكثر من عامين بعد الثورة ويكون هو البطل الأوحد للكرة المصرية. ربيع ياسين اسم كبير كلاعب كرة.. واسم ظلم في عالم التدريب.. فقط كانوا يتحدثون عن دماثة خلقه وأدبه الجم دون التطرق إلي موهبته كمدرب لم يملك يوما شبكة علاقات لايجاد فرصة عمل في مجال الدوري الممتاز, بعد اعتزاله الكرة أو شخصية متلونة يمكن أن تنافق المسئولين في ناديه السابق الأهلي ليحصل علي حق طبيعي للعمل كمدرب والحصول علي فرصة في النادي القاهري الكبير بعد تاريخه الحافل كلاعب كرة في النادي. ربيع ياسين في الجزائر كتب التاريخ عندما قاد المنتخب للفوز ببطولة كأس الأمم الإفريقية للشباب تحت21 عاما, فأصبح ثاني شخصية في تاريخ مصر بعد محمود الجوهري يحصد اللقب لاعبا ثم مدربا, فالجوهري فاز بالكأس الإفريقية لاعبا عام1957 ثم مديرا فنيا عام1998 في بوركينا فاسو ولكن علي صعيد الكبار فيما حقق ربيع ياسين اللقب الكبير لاعبا عام1986 برفقة المنتخب الأول ثم مديرا فنيا لمنتخب الشباب عام.2013 ثمن الشهامة.. الخروج من جنة الأهلي ولم يحصل ربيع ياسين علي فرصة واحدة للعمل داخل الجهاز الفني للفريق الأهلاوي الأول انتقاما منه علي مساندته لزميله طاهر أبوزيد في انتخابات عضوية مجلس إدارة النادي عام1996 ثم انتخابات عام2000 في المقابل حاز من هم أقل تاريخا في النادي علي فرصة العمل في الأجهزة الفنية خاصة في الألفية الثالثة سواء لمن هم من جيل ربيع ياسين أمثال حسام البدري الذي نال مقاعد المدرب والمدرب العام ومدير الكرة والمدير الفني وضياء السيد الذي عمل مدربا في جهاز بونفرير الهولندي وسنوات كمدير فني لفريق الشباب, أو من هم أصغر سنا من ربيع ياسين ووجدوا فرصا في العمل بالأهلي مثل هادي خشبة الذي يعد الرجل الأول في قطاع الكرة بالنادي وسيد عبدالحفيظ مدير الكرة.. أما علي الصعيد الفني فهناك ياسر رضوان وأحمد أيوب. اسطورة الجبهة اليسري تاريخ ربيع ياسين كلاعب كرة حافل بالانجازات التي تجعل منه أحد أساطير الكرة في مصر فهو علي الصعيد الفردي يعد أفضل ظهير أيسر انجبته الكرة المصرية علي الإطلاق بفضل مشواره الحافل بالانجازات مع الأهلي والمنتخب الوطني في الفترة بين عامي1992,1981 فمع الأهلي نجح ربيع ياسين في كتابة العصر الذهبي لحقبة الثمانينيات مع الجيل الفائز بأول5 بطولات إفريقية في تاريخ النادي القاهري الكبير بالحصول علي دوري أبطال إفريقيا عامي1987,1982 ثم الفوز ببطولة كأس الأدية الإفريقية لأبطال الكأس3 مرات متتالية أعوام1986,1985,1984 وهو أول انجاز لفريق مصري يحقق لقبا قاريا3 مرات متتالية ويعد رقما قياسيا لايزال مسجلا حتي الآن, بالإضافة إلي الفوز بأكثر من10 بطولات محلية ما بين الدوري الممتاز وكأس مصر وكان لقب بطل كأس مصر عام1992 هو آخر ألقاب ربيع ياسين كلاعب بعد الفوز علي الزمالك بهدفين مقابل هدف في المباراة النهائية ليعلن بعدها صالح سليم رئيس الأهلي وقتها عن قراره الشهير بإبعاد ربيع ياسين برفقة طاهر أبوزيد ومحمود صالح وعلاء ميهوب..وكان ربيع وقتها في الحادية والثلاثين من العمر واختار اعتزال الكرة رافضا ارتداء قيمص آخر بخلاف الأهلي ويحترف بعدها مجال العمل في التدريب. وبرفقة المنتخب الوطني يملك ربيع ياسين كل الانجازات وهو أحد القلائل ممن نجحوا في الجمع بين الفوز ببطولة كأس الأمم الإفريقية عام1986 ثم الميدالية الذهبية لدورة الألعاب الإفريقية عام1987 وأخيرا الصعود إلي نهائيات كأس العالم في إيطاليا عام1990 والمشاركة أساسيا في3 مباريات أمام هولندا وإيرلندا وانجلترا.. قبل أن ينهي مشواره الدولي والمحلي مع الكرة عام1992 وهو علي منصة التتويج. أستاذ اكتشاف المواهب خلال30 عاما احترف ربيع ياسين مجال العمل كمدير فني قضي أغلب فترات حياته في عالم دوري القسم الثاني كلاعب لعدة فرق أبرزها أسوانوطنطا, ولم يحصل ربيع ياسين علي فرصته في العمل داخل المنتخبات سوي عام2006 عندما أسندا إليه مهمة تكوين منتخب الشباب مواليد عام1989 لخوض منافسات كأس الأمم الإفريقية وكأس العالم للشباب عام2009 وبالفعل قضي ربيع ياسين عاما كاملا في مرحلة التعرف علي الوجوه الشابة وبناء الفريق, واكتشف عددا من المواهب أمثال معاذ الحناوي ومحمود توبة ثنائي مصر المقاصة, وأحمد شكري وشهاب الدين أحمد وسعد الدين سمير ثلاثي الأهلي, وحسام حسن المحترف في رايزسبورت التركي حاليا, وعلي لطفي ومحمد أبوجبل ثنائي حراسة المرمي في إنبي. 2008.. نهاية وبداية في عام2008 فوجئ الجميع بمجلس إدارة اتحاد الكرة برئاسة سمير زاهر وقبل أكثر من عام علي المونديال يقرر التعاقد مع التشيكي ميروسلاف سكوب لتولي منصب المدير الفني وتراجع ربيع ياسين إلي منصب المدرب العام, ثم تطورت الأحداث وطلب سكوب إبعاد المدرب العام, وتم اتخاذ القرار في الجبلاية وكاد ربيع ياسين يودع عالم المنتخبات بدون فرصة حقيقية لولا تعيينه مديرا فنيا لمنتخب لم يكن موجودا علي الساحة وهو منتخب مواليد1993 وإعداده لأمم إفريقيا2013 في الجزائر. تقبل ربيع ياسين البحث عن مواهب في الخامسة عشرة وقتها ولم يلجأ إلي دوري القطاعات وذهب إلي النجوع والقري وغيرها بحثا عن المواهب, وجرب علي مدار عام كامل أكثر من100 لاعب بالإضافة إلي متابعة مباريات فرق الشباب ولم يصبح لمنتخب1993 هيكلا أساسيا سوي في أواخر عام2010 لتندلع الثورةفي25 يناير2011 ويتجمد النشاط لفترة ثم يتجمد لعام كامل بعد أحداث مجزرة بورسعيد في1 فبراير2012 وما بينهما بدأ اتحاد الكرة سياسية التقشف المالي فأصبح ربيع ياسين أقل مدير فني لمنتخب مصر حصول علي الاحتكاك القوي خارج مصر وسعي لتنظيم دعوات لاقامة مباريات ودية مع فرق دوري القسم الثاني والثالث خلال رحلة الإعداد لخوض التصفيات المؤهلة إلي نهائيات كأس الأمم الإفريقية تحت21 عاما وخاض عشرات المباريات مع فرق مالية كفر الزيات والنصر والمصرية للاتصالات وبهتيم وبنها وأسوان وغيرها من فرق القسم الثاني التي لم يجد أمامه سواها للإعداد. نجح في الحصول علي بطاقة الصعود إلي نهائيات كأس الأمم الإفريقية وتخطي عقبتي كينيا والكونغو خلال مشوار التصفيات الصعب, وتكرر سيناريو التقشف من جديد في ظل توقف النشاط محليا, ووجد ربيع ياسين صعوبة بالغة للخروج من القاهرة وإقامة معسكرات إفريقية كان أبرزها في غانا وتونس في محاولة للاحتكاك بالمنتخبات حتي جاءت ساعة السفر إلي الجزائر لخوض منافسات البطولة القارية. انكار الذات سر النجاح هناك ايجابيات لا حصر لها تحسب لربيع ياسين خلال عمله كمدير فني لمنتخب الشباب ترجمتها انجازه بالفوز ببطولة كأس الأمم الإفريقية. وأبرز الايجابيات فرض سياسة الفريق هو النجم ونجاحه في السيطرة علي عدد من المواهب الشابة أصبحوا نجوما ولمعت أسمائها قبل المشاركة برفقة المنتخب مثل رامي ربيعة ومحمود حسن تريزيجيه ثنائي الأهلي الفائز بدوري أبطال إفريقيا وكلاهما شارك في بطولة كأس العالم للأندية وأيضا صالح جمعة لاعب الوسط في إنبي والذي يلعب في الدوري الممتاز منذ3 أعوام وشارك من قبل مع منتخب الشباب في مونديال كولومبيا عام2011 وكذلك شارك مع المنتخب الأوليمبي في دورة الألعاب الأوليمبية عام2012 في العاصمة الانجليزية لندن وأخيرا أحمد حسن كوكا هداف فريق ريوآفي البرتغالي وهو أيضا له تجربة سابقة في مونديال2011 في كولومبيا وأصبح المنتخب لا يتوقف علي نجم في تشكيلته وهو ما ظهر عندما سافر كوكا من الجزائر عائدا إلي البرتغال بعد نهاية الدور الأول للمشاركة مع فريقه وفقا للاتفاق المبرم بين مدرب ريوافي ومدرب المنتخب علي وجود كوكا في الدور الأول فقط لبطولة كأس الأمم الإفريقية وهو اتفاق يأتي بعد ورطة استدعاء المنتخب الأول لكوكا للعب معه فطلب النادي البرتغالي تحديد هوية المنتخب الذي سيلعب له كوكا. لا خيار ولا فاقوس ويحسب لربيع ياسين أيضا التعامل بحزم وقوة مع أي أخطاء يرتكبها لاعب مهما كانت حاجة المنتخب له وهو سر من أسرار نجاحه.. فرض الانضباط في المنتخب عبر سياسة الثواب والعقاب فهو صاحب قرار ابعاد عمرو وردة لاعب وسط مهاجم الأهلي وأحد أبرز المواهب الصاعدة بسبب واقعة تونس الشهيرة, ولم ينتظر ربيع ياسين حتي عودة المنتخب من تونس في معسكره الأخير أو حاجته إلي اللاعب وقرر ترحيله بالإضافة إلي الإطاحة به من القائمة المشاركة في كأس الأمم الإفريقية, ونجح ربيع ياسين في ضبط ترمومتر الثقة لدي لاعبيه خاصة من أصبحوا يملكون أسماء معروفة في كرة القدم, ولعب دورا معنويا في إعادتهم للتواضع داخل الملعب وهناك حالات نجحت مثل أحمد حسن كوكا الذي جلس بديلا في التصفيات عندما ظهرت عليه بدايات التعالي علي زملائه. وكانت هناك عدالة في اختيارات ربيع ياسين للقائمة فلم يظهر لاعبا من بين المستبعدين وأشهرهم عمرو وردة لاعب الأهلي أو محمود وحيد ظهر أيسر إنبي والإسماعيلي ليعترض علي إبعاد المدير الفني له من التشكيلة. وتلك العدالة فرضت نفسها أيضا خلال ابتعاده عن المجاملات أو النظر لهوية النادي علي حساب المنتخب, فلم يحتكر لاعبو الأهلي والزمالك قائمة المنتخب سواء في التصفيات أو المباريات الرسمية وتبرز أسماء في قائمة ربيع ياسين من دوري القسم الثاني وتحديدا الثنائي ياسر إبراهيم وإبراهيم الحداد لاعبي المنصورة, وهناك أسماء من خارج القطبين في التشكيل الأساسي أمثال مسعد عوض حارس مرمي الإسماعيلي والكارس الأساسي للمنتخب بالإضافة إلي أسامة إبراهيم وأحمد رفعت ومحمود عبدالمنعم كهربة ثلاثي إنبي ومحمود المتولي لاعب الإسماعيلي وأحمد سمير لاعب الداخلية. وهناك لاعبون في المنتخب يشاركون قبل أن ينضموا إلي الأهلي مثل حسام غالي الصغير الذي كان يلعب في طنطا قبل انتقاله إلي الأهلي قبل أسابيع قليلة. الطيور المهاجرة تحت السيطرة ويحسب لربيع ياسين أيضا عدم غلقه الباب أمام عينيه فقط والاهتمام بالترشيحات التي أنهالت عليه وتحديدا في ملف استدعاء أبناء المهاجرين ممن يلعبون في أوروبا ويحملون أصولا مصرية ولديهم فرص في اللعب لمنتخبات أوروبية وأبرزهم علي الإطلاق أمير عادل الشهير باسم اليكسندر صانع ألعاب فريق ايندهوفن الهولندي للشباب والملقب برونالدينهو الدنمارك, حيث كان يلعب في الدنمارك قبل انتقاله إلي انيدهوفن ونجح ربيع ياسين في اقناع اللاعب بالانضمام إلي منتخب الشباب وكان من بين قائمة ال21 لاعبا المشاركين في بطولة كأس أمم إفريقيا, ولم يجامل رونالدينهو المصري علي حساب زملائه وكان بديلا يلجأ له ربيع ياسين وفقا لسير أحداث اللقاء ولم يشركه أساسيا في ظل افتقاده التجانس الكامل مع زملائه ويجهزه لبطولة كأس العالم المقبلة في تركيا. ويستعد ربيع ياسين لمفاجأة أخري في المونديال المقبل تتمثل في استدعاء عبدالله ياسين صانع ألعاب فريق باريس سان جيرمان الفرنسي الذي لعب برفقة منتخب فرنسا تحت17 عاما من قبل وهو لاعب موهوب حال ضيق الوقت وإنهاء أمور إدارية في انضمام اللاعب إلي المنتخب والمثير أن عبدالله ياسين مطلوب أيضا للعب برفقة منتخب فرنسا في مونديال تركيا المقبل. العلامة الكاملة في الجزائر وربيع ياسين المدير الفني يملك تجربة ناجحة بكل المقاييس ووفقا للغة النتائج والأرقام برفقة منتخب الشباب, ونجح ربيع ياسين خلال مشواره كمدير فني للمنتخب في الوصول إلي منصة التتويج عن جدارة واستحقاق, فهو لم يخسر أي مباراة رسمية منذ تولية المهمة وحتي إحراز لقب بطولة إفريقيا وخاض معه المنتخب9 مباريات منها7 مواجهات خارج مصر وتشير النتائج إلي تحقيق الفوز في6 مباريات والتعادل في3 مباريات ولم يخسر أي مباراة وسجل المنتخب في هذه المباريات12 هدفا بمعدل13 هدفا في المباراة الواحدة فيما اهتزت شباكه3 مرات فقط. وبدأ ربيع ياسين المشوار الرسمي عبر تصفيات صعبة التقي فيها منتخب كينيا في الدور الأول للتصفيات, وتعادلا بدون أهداف في لقاء القاهرة ولم يخاف ربيع ياسين وأكد وقتها أنه أمر طبيعي وسيحسم في جولة الإياب. ونجح بالفعل وفاز المنتخب علي نظيره الكيني بثلاثة أهداف دون رد سجلها صالح جمعة وعمر بسام وأحمد رفعت, وفي الدور الثاني التقي المنتخب نظيره الإنجولي وفاز ذهابا بهدفين مقابل هدف في القاهرة, ثم تعادل سلبيا في لواندا ليحصد تأشية الصعود لأمم إفريقيا. وخاض المنتخب مشواره في بطولة كأس الأمم الإفريقية ضمن مجموعة الموت التي ضمت الجزائر البلد المضيف وغانا وبنين, وفاز في أول مباراة علي غانا بهدفين لهدف سجلهما صالح جمعة ومحمود حمد ثم فاز علي الجزائر بهدف مقابل لاشيء سجله رامي ربيعة قبل أن يفوز علي بنين بهدف مقابل لاشيء في ختام الدور الأول سجله محمود عبدالمنعم كهربة وكان متخب الشباب هو أول المتأهلين إلي بطولة كأس العالم للشباب بالإضافة إلي أنه أصبح المنتخب الوحيد الذي حقق الفوز في جميع مباريات الدور الأول من عمر البطولة. ثم نجح في الفوز علي نيجيريا حامل اللقب بهدفين مقابل لاشيء في الدور قبل النهائي سجلهما محمود عبدالمنعم كهربة ليحصد تأشيرة الصعود إلي المباراة النهائية ثم الفوز علي غانا بركلات الترجيح بعد انتهاء الوقت الأصلي والإضافي بالتعادل1/1 وسجل هدفه صالح جمعة. وخلال البطولة كان المنتخب هو الأفضل علي صعيد الكرة الجماهية وتميز أدائه بالانضباط وهو ما كان سببا في التتويج بالإضافة إلي حصول أبناء المدير الفني علي جميع الجوائز الفردية وهي فوز صالح جمعة بجائزة أفضل لاعب في البطولة وكذلك اختيار اللجنة الفنية لمسعد عوض أفضل حارس مرمي في البطولة, وأخيرا فوز محمود عبدالمنعم كهربة بلقب هداف البطولة برصيد3 أهداف.