تحتل الإسماعيلية المرتبة الأولي في تهريب المواد البترولية عن طريق المعابر المائية من الضفة الغربية للشرقية لقناة السويس تمهيدا لبيعها في السوق السوداء لعصابات الأنفاق الحدودية مع قطاع غزة التي تحقق أرباحا مالية طائلة من وراء السولار والبنزين المدعم الذي يتأثر اقتصاد البلاد باختفائه وتحدث الأزمات الخانقة التي تشهدها محطات الوقود في مختلف محافظات مصر في الوقت الحالي. ورغم جهود رجال مباحث التموين وأجهزة الرقابة التموينية في ضبط المئات من المخالفات إلا أن التهريب مستمر في شتي صوره ومنها إخفاء أطنان من المواد البترولية في جراكن بلاستيكية ووضعها في سيارات تحمل محصول البرسيم بخلاف تزوير أوراق رسمية تفيد بنقل البنزين والسولار من الشركات لمحطات الوقود في شمال سيناء, وحتي نقف علي الحقيقة الكاملة التقينا عددا من شرائح المجتمع وتحدثوا بصراحة عن هذه المشكلة. في البداية, يقول صلاح فؤاد-محاسب- يسكن في حي الشيخ زايد: إنه يعمل في إحدي شركات القطاع الخاص بالمنطقة الاستثمارية التي تبعد عن مسكنه نحو8 كيلو مترات ويضطر للوقوف لفترات طويلة للحصول علي بنزين80 من محطات الوقود الكائنة في محيط محل إقامته وهذا يؤثر سلبا علي التزامه في مواعيد العمل وحتي يتلافي ذلك يضطر عند عودته لمنزله وهو منهك للتوجه لمحطة البنزين لكي يمون سيارته وهذا بالطبع يستغرق وقتا يحرمه من الراحة وقضاء احتياجات أسرته ولابد للمسئولين أن يضعوا لهذه الأزمة التي تتفاقم بين الحين والآخر. ويضيف عبد السلام محمود-أعمال حرة- يقيم في منطقة المحطة الجديدة دائرة حي أول أن مشكلة نقص الوقود تكمن في انعدام ضمير بعض أصحاب محطات البنزين الذين يفضلون تهريب السولار المدعم لبيعه في السوق السوداء بأضعاف ثمنه للتربح من ورائه وقد شاهدت بنفسي الطرق والحيل التي يستخدمونها وتوجهت للإبلاغ عنهم لكن لايزال الوضع السيئ مستمرا ونحن ضحايا مافيا الوقود المهرب لقطاع غزة عن طريق محافظة شمال سيناء. ويشير شاكر محفوظ مهندس مدني- يسكن في أرض الجمعيات بحي ثالث إلي أنه من السهل علي أجهزة الدولة ملاحقة مهربي المواد البترولية وذلك بتكثيف الرقابة الأمنية علي المناطق التي يتم فيها تجميع السولار والبنزين والقضاء عليهم مع تكليف رجال مباحث التموين ومفتشي الرقابة التموينية بالوجود في محطات الوقود علي مدار الساعة ومرافقة سيارات الشركات المسئولة عن توزيع الوقود علي محطات البنزين حتي يتثني لنا وضع حد للأزمة الراهنة التي تهدد اقتصادنا وتؤدي لرفع أسعار جميع السلع في وقت نحن في أشد الحاجة للاستقرار داخل جبهتنا الداخلية في ظل الأحداث السياسية المتقلبة. ويوضح مصطفي المحلاوي مدرس- يسكن في القنطرة شرق أن تهريب الوقود يتم بصورة منظمة عن طريق كوبري السلام ومعدية السيارات أعلي المجري الملاحي للقناة بكميات كبيرة ولا يستطيع رجال حرس الحدود ضبط المهربين في ظل اهتمامهم بقضايا المخدرات ولابد من إحكام الرقابة علي المعابر المائية وتفتيش السيارات بدقة وتغليظ عقوبة المخالفين وللأسف المشكلة لم تنته مادامت الأنفاق الحدودية مفتوحة علي مصرعيها والمطلوب غلقها إذا أراد المسئولون القضاء علي أزمة الوقود في مصر. ويؤكد مجدي سلامة- سائق- أن الزحام الشديد علي محطات البنزين حاليا ليس بجديد ولاترتبط الأزمة بفصل الشتاء والمشكلة موجودة في العامين الأخيرين وطوابير السيارات أصبحت تغلق الشوارع الرئيسية والأحوال باتت مزرية ويجب علي الأجهزة المعنية في الدولة أن تبحث لنا عن حل سريع للقضاء علي إخفاء السولار المدعم وإعادة بيعه في السوق السوداء لأن التزام الصمت وكثرة الحديث عن هذه الأزمة يولد شعورا بالغضب لدي المواطنين ونحن فئة السائقين الذين نعمل علي الخطوط القصيرة والطويلة داخل المحافظة وخارجها نعاني من نقص المواد البترولية ويضطر البعض منا لرفع تعريفة الركوب لأنه يشتري السولار والبنزين بأزيد من السعر. ومن جانبه أكد المهندس صابر أمين وكيل مديرية التموين بالإسماعيلية أن حصة المحافظة من السولار860 ألف لتر يوميا وهي لا تغطي الاحتياجات عكس بنزين80 والذي يبلغ كميته220 ألف لتر يكاد يكفي مطالب قائدي السيارات الملاكي والأجرة والنقل. وقال أنه لا توجد مشاكل في بنزين90 و92 داخل76 محطة وقود منتشرة في مراكز, ومدن الإسماعيلية والتي تخضع لرقابة مكثفة من رجال مباحث التموين, ومفتشي الرقابة التموينية وهناك تقرير يومي يتم رفعه للجنة الوقود برئاسة الجمهورية ووزارة التنمية المحلية. أضاف أنه خلال الأسبوعين الأخيرين تم تحرير30 محضرا لمحطات البنزين أغلقنا منها7 لمدة15 يوما بقرار من المحافظ لردع المخالفين وتم توزيع حصصهم علي باقي المحطات المجاورة حتي لا يحدث اختناق في احتياجات أصحاب السيارات من المواد البترولية. وأشار وكيل مديرية التموين بالإسماعيلية إلي أنه تم ضبط120 ألف لتر سولار مدعم و99 ألف لتر بنزين80 خلال حملات مكثفة جرت في نطاق محطات تحصيل الرسوم والمعابر المائية أعلي المجري الملاحي لقناة السويس آخرها سيارة تحمل53.5 طن بنزين مدعم علي كوبري السلام. وأوضح أنه مسموح لسيارات النقل تعبئة300 لتر سولار والميكروباص60 لترا فقط ومن يضبط بكمية أزيد من ذلك يحرر له محضر علي الفور والمشكلة تكمن في الحيل التي يلجأ لها أصحاب السيارات وهي كثيرة ومتعددة وتدل علي انعدام ضمير المتلاعبين بقوت الشعب.