تباينت الاراء حول غياب افراد الشرطة عن بعض المرافق العامة مثل مترو الانفاق والمصالح والمنشآت الحكومية بجانب اختفاء دور دوريات الشرطة التي تجوب الشوارع حيث أنكر المسئولون الواقع الذي نعيشه يوميا وما يرويه المواطنون من غياب للامن والامان وانحصار دور رجال الشرطة داخل الاقسام فقط. في البداية يري اللواء احمد عاصم خبير مروري ان فوضي الشارع المصري واقع لا ينكره احد وجميع الظواهر السلبية من عنف وسرقات للسيارات ومخالفات مرورية وقطع للطرق تأتي جميعها في إطار من التراجع الامني الملحوظ, مشيرا الي ان الشرطة المصرية في طريقها الي التعافي ولكن بخطوات غير ملحوظة. واكد انه لابد من وقفة حازمة مع جميع الوزارات والادارات والهيئات بالدولة للقضاء علي فوضي الشارع المصري ولا يجب ان نلقي المسئولية علي كاهل جهاز الشرطة فقط وإنما يجب ان تتعاون المحليات وجميع الجهات المعنية معها بالاضافة الي عودة المواطن المصري للالتزام بالاخلاقيات والاداب العامة للخروج من هذا النفق المظلم. واشار الي انه لا مبرر علي الاطلاق لأي من المسئولين في الدولة لهذا التخاذل الواضح في اداء شرطة المرافق قائلا يجب ألا نرفع شماعة المرحلة الانتقالية وغياب الاستقرار داخل دولاب السلبية. واضاف انه مطلوب الان من جميع الجهات والاجهزة الحكومية وغير الحكومية التلاحم الجاد مع الجماهير حتي تعود الثقة من جديد في جهاز الشرطة وتتغير الصورة من فوضي الي ايجابية, مؤكدا ان المرور مثله كمثل اي مرفق اخر من مرافق الدولة يعاني من الاهمال والقصور عن اداء الخدمة المطلوبة للمواطنين. واكد ان قطع الطرق واللجوء الي العنف في كثير من الاحيان يأتي في إطار اسباب متعددة لا تتعلق بالناحية السياسية فقط ولكنها مرتبطة بالخدمات التي يريدها المواطن ولا يجدها, مشيرا الي ان الاحساس بالمواطن وتقديم جميع الخدمات من شأنه ان يؤدي الي الهدوء والاستقرار في الشارع المصري. من جانب اخر قال مصدر مسئول بإدارة مرور القاهرة ان رجال المرور موجودون في الشوارع ويقومون بأداء واجباتهم علي اكمل وجه بالاضافة الي وجود العديد من الحملات المرورية علي فترات متقاربة, مشيرا الي ان التظاهرات والوقفات الاحتجاجية تؤثر بشكل مباشر علي الحركة المرورية ويصعب علي رجل المرور استرجاعها مرة اخري. واضاف ان السلوك غير السوي لبعض المواطنين هو السبب الرئيسي وراء التكدسات والازدحامات المرورية حيث ان رجل المرور يعمل في كل الظروف الجوية لصالح المواطن ويقابل هذا العمل بعد ذلك بالتعدي عليه والاهانة من المواطنين, مؤكدا ان الاجدي الان هو تعاون المواطنين مع رجال المرور لأداء اعمالهم. وقال سلامة حسين المتحدث باسم افراد شرطة مترو الانفاق ان رجال الشرطة موجودون في كل محطات المترو لفترات تصل الي24 ساعة ويتم تحرير محاضر للمخالفين بالاضافة الي تحصيل غرامات فورية من الباعة الجائلين داخل المحطات. واضاف ان دور شرطة المترو غير واضح بسبب إخلاء سبيل المخالفين من النيابة المختصة بعد تحويل المحاضر اليها دون تنفيذ عقوبات رادعة مما يفتح المجال امام المخالفات المتعددة لعدم وجود تشريع قانوني. واكد ان شرطة المترو كثيرا ما طالبت بتسليح افرادها للتعامل مع اعمال البلطجة وخاصة بعد نشوب خلافات متعددة بين البلطجية والباعة الجائلين داخل محطات المترو ولكن كل المطالب جاءت دون جدوي. وأوضح أحد أفراد الشرطة بإحدي المحطات- ان الشرطة موجودة داخل المحطات ولكنها متخوفة من التعامل او الاحتكاك مع المواطنين لتجنب حدوث مشاجرات, مشيرا الي ان تدخل الشرطة يكون في حالة حدوث مشكلات بين الركاب او الباعة الجائلين ولكن حملات التفتيش والكشف عن المخالفات التي تأتي من اقسام الشرطة وتتراوح مابين10 الي15 شرطيا متوقفة. واشار الي اختفاء التعاون بين المواطنين وجهاز الشرطة داخل المحطات لإحكام السيطرة علي المخالفين بالاضافة الي وجود تعديات بالقول والفعل علي بعض رجال الشرطة. وقال اللواء نبيل العشري مدير النجدة بمحافظة القاهرة ان دوريات الشرطة تتحرك بناء علي تلقي البلاغات وليس بشكل عشوائي, مؤكدا وجود دوريات شرطة تجوب شوارع العاصمة وتمر علي المنشآت الهامة والبنوك والمصارف ولكنها لا تلاحظ للمواطنين نظرا لأنها تتحرك لمسافات كبيرة وبالتالي تري علي فترات متباعدة. واضاف انه توجد نحو90 دورية شرطة علي مستوي محافظة القاهرة توزع في الطرقات ومداخل المدن الجديدة وتقاطعات الطرق وحول المنشآت الحكومية, مشيرا الي تلاشي دور هذه الدوريات في مناطق الازدحام والتظاهرات لتجنب الاعتداء علي سيارات وافراد الشرطة. من جانبه اكد اللواء هاني عبد اللطيف مدير الاعلام والعلاقات العامة بوزارة الداخلية وجود الشرطة بشكل واضح في محطات المترو وامام المؤسسات الحكومية والبنوك بالاضافة لوجود دوريات الشرطة في العديد من الطرقات ووجود حملات مرورية متفرقة, موضحا دور جهاز الشرطة في حماية مصر من الدخول في فوضي عارمة. من ناحيته قال اللواء جمال ابو ذكري خبير امني ان جهاز الشرطة حاليا مقيد ولا يملك مجرد الدفاع عن نفسه فكيف يتسني له الدفاع عن الآخرين وخاصة مع حظر استخدام الاسلحة او التعامل بعنف مع البلطجية ومثيري الشغب حتي مع محاولات اقتحام اقسام الشرطة والتي يبيح فيها القانون استخدام الاسلحة النارية, مؤكدا ان كل هذه العوامل كانت السبب الرئيسي وراء شعور رجال الشرطة بالاهانة والضعف وبالتالي التخاذل عن اداء دورهم. واشار اللواء طارق خضر استاذ ورئيس قسم القانون الدستوري بأكاديمية الشرطة الي انه من الملاحظ وجود حالة من الانفلات السلوكي والاخلاقي لدي بعض المواطنين الي جانب وجود قصور امني ملحوظ من قبل جهاز الشرطة في التعامل مع الاحداث في الشارع المصري. واكد ضرورة تفعيل دور الادارة العامة لشرطة النقل والمواصلات وتنظيم دوريات شرطة تجوب شوارع مصر بالاضافة الي مطالبة وسائل الاعلام بالابتعاد عن محاولات اسقاط جهاز الشرطة بالتركيز علي السلبيات فقط والتغاضي عن الانجازات. وفي جولة ل الاهرام المسائي لإستطلاع اراء المواطنين حول وجود شرطة المرافق علي هيئة دوريات شرطة او افراد امن في محطات المترو او رجال المرور قال رمضان مصطفي محام انه يصعب قيام الشرطة بدورها في الوقت الحالي لغياب التعاون بين المواطنين وجهاز الشرطة مؤكدا ان شرطة المترو تعتبر جزء من المنظومة الامنية العامة ولا مبرر لغيابها عن اداء عملها. من ناحيتها قالت سماح عمر ربه منزل ان دور الشرطة داخل محطات المترو مختف تماما ويظهر ذلك في انتشار الباعة الجائلين داخل عربات المترو بالاضافة الي ركوب بعض الشباب بين عربات المترو بشكل يهدد حياتهم بالخطر وداخل عربات النساء وعند الابلاغ عن هذه التجاوزات يكون الرد ربنا يسهل. واوضحت نهال سيد مهندسة كمبيوتر ان الشرطة موجودة ظاهريا ولكن دون انجاز يذكر او مجرد حتي القيام بالاعمال الموكلة اليهم, مشيرة الي ان رجال المرور يقتصر عملهم علي الساعات الاولي من النهار فقط ويغيبون عن المشهد في ساعات الازدحام والاختناقات المرورية. واتفق معها احمد حسين موظف بإحدي الشركات في وجود افراد الشرطة ولكن دون القيام بواجباتهم وذلك بسبب المشاحنات الموجودة بين الشعب وجهاز الشرطة بعد احداث ثورة25 يناير واصبحت هناك تخوفات من التعامل المباشر مع المواطنين. واكد امجد كمال- مهندس بأحد المصانع ان الغالبية العظمي من رجال المرور عبارة عن شرائح مجندة لا تجيد التعامل مع الاختناقات المرورية وغير مؤهلين للتعامل مع المواطنين وبالتالي نجد قصورا ملحوظا في اداء رجال المرور. واشار جلال سلام استاذ جامعي الي تقلص وجود افراد الشرطة في الشوارع بالاضافة الي ضعف الرغبة في اداء واجباتهم بعد ثورة يناير نظرا لضياع هيبة جهاز الشرطة امام المواطنين.