لأول مرة منذ40 عاما, تشهد الانتخابات الرئاسية القبرصية المقرر اجراؤها اليوم في الجزء الجنوبي من البلاد, الذي يحتاج إلي الإنقاذ المالي قضية جديدة غير التي اعتادتها في الانتخابات السابقة, حيث طغت الأزمة الاقتصادية علي الجهود الرامية إلي توحيد البلاد المقسمة عرقيا اثر اجتياح الجيش التركي الثلث الشمالي للبلاد في1974 ردا علي انقلاب نفذه قبارصة يونانيون مدعومون من النظام العسكري في اثينا بغرض ضم الجزيرة الي اليونان. يتنافس في الانتخابات الرئاسية11 مرشحا الرئيس الحالي ديمتيريس كريستوفياس ليس واحدا منهم لفشله بتوحيد البلاد, ولكن المنافسة الحقيقية تنحصر بين3 هم نيكوس اناستاسياديس البالغ من العمر68 عاما زعيم حزب ديسي المعارض الرئيسي وستافروس مالاس البالغ45 عاما وزير الصحة السابق في حكومة كريستوفياس مرشح حزب اكيل الشيوعي ويورجوس ليليكاس52 عاما وشغل منصب وزير الخارجية في عهد بابادوبولوس تاسوس الرئيس الراحل, ويحق ل545 ألف قبرصي التصويت في الانتخابات الحالية. وقالت شبكة فوكس نيوز الإخبارية الأمريكية إن انا ستاسياديس علي الرغم من كبر سنه الا انه المرشح الأوفر حظا, ومع انه لا يتمتع بجاذبية كبيرة الا ان البعض ينظر إليه علي أنه شخصية استقطابية, استغل ببراعة استياء الرأي العام من تعامل الحكومة المنتهية ولايتها للاقتصاد وكذلك الأحداث التي أدت إلي انفجار هائل من الذخائر الايرانية المصادرة في عام2011 وادت لمقتل13 شخصا ودمرت محطة الكهرباء الرئيسية في البلاد. ويواجه الفائز في الانتخابات الرئاسية العديد من الازمات الاقتصادية خاصة مع استعانة البلاد بأموال التعويضات من المؤسسات شبه الرسمية لدفع رواتب الموظفين, مما يستوجب عليه ان تكون لديه خطة انقاذ عاجلة وهو بالفعل الأمر الذي ركز عليه انا ستاسياديس حيث قال انه يجب ان يفوز من الجولة الأولي ليتفرغ من اليوم التالي للتفاوض حول القرض الدولي, خاصة و أن زعماء منطقة اليورو لن يجتمعوا لاتخاذ قرار بشأن حزمة إنقاذ لقبرص قبل النصف الأخير من مارس, وهو الأمر الذي يضطره لبذل مجهود مضاعف لإقناع المتشككين في منطقة اليورو في أن بلاده شريك موثوق به و يستحق المساعدة. ونقلت عن أستاذ بجامعة العلوم السياسية ان قبرص ليس لديها خيار سوي التوقيع علي اتفاق الإنقاذ كما ان الإفلاس لن يكون بديلا, خاصة و ان البلد التي تمثل15% من اقتصاد منطقة اليورو لا تحتاج سوي22.84 مليار دولار لإعادة انعاش اقتصادها والحفاظ علي بنوكها التي دمرت تحت وطأة الديون اليونانية.