بدأ الناخبون القبارصة الاحد الادلاء باصواتهم لانتخاب رئيس جديد بعد حملة انتخابية حامية تركزت على خطة انقاذ الجزيرة العضو في الاتحاد الاوروبي من الافلاس. ويعتبر نيكوس اناستاسيادس (66 عاما) زعيم حزب التجمع الديموقراطي (ديسي) اليميني المعارض الاوفر حظا للفوز بهذه الانتخابات.
ويرى خبراء انه قد يفوز حتى من الدورة الاولى ويتجنب خوض دورة ثانية الاسبوع المقبل اذا حصل على نسبة 50% من اصوات الناخبين القبارصة البالغ عددهم قرابة 550 الف شخص.
ويحظى بدعم حزب ديكو (وسط-يمين) في السباق الى الرئاسة الذي ركز وخلافا للانتخابات السابقة، على الازمة الاقتصادية وليس على ازمة انقسام الجزيرة.
وفتحت مراكز الاقتراع ابوابها عند الساعة 07,00 (05,00 تغ) وتقفل عند الساعة 18,00 (16,00 تغ)، في حين يتوقع صدور نتائج الاقتراع قرابة الساعة 20,30 (18,30 تغ).
وقال اناستاسيادس في اخر تجمع انتخابي له "اطلب منكم منحي ولاية قوية" مضيفا "الفوز من الدورة الاولى هو ما تحتاجه هذه البلاد ولذلك اعتبارا من الاثنين يمكنني ان ابدأ بمعالجة ازمة الديون".
وفي مواجهة زعيم المعارضة الذي ابدى تصميمه على الحصول على خطة انقاذ دولية حتى لو كان ثمن ذلك خطة تقشف كبيرة، عدد من المرشحين ابرزهم وزير الصحة السابق ستافروس مالاس (45 عاما) المستقل المدعوم من حزب اكيل الشيوعي الحاكم.
ويعتبر اناستاسيادس الذي يتقدم على مالاس بنسبة 20% في استطلاعات الرأي كشخصية يمكن للاتحاد الاوروبي التعامل معها في حين ان موقفه بالنسبة لانهاء انقسام قبرص اكثر مرونة من منافسيه.
والمهمة الاكثر الحاحا للرئيس المقبل مع بدء ولايته من خمس سنوات ستكون الاتفاق على بنود خطة الترويكا الدائنة لانقاذ مصارف الجزيرة وانعاش الاقتصاد.
وتقدر قبرص التي تتفاوض حاليا مع صندوق النقد الدولي والاتحاد الاوروبي والبنك المركزي الاوروبي، انها تحتاج الى 17 مليار يورو منها 10 مليارات لتعويم مصارفها المكشوفة على الديون اليونانية.
اما مالاس الواثق من تقدمه على وزير الخارجية السابق المرشح جورج ليليكاس (52 عاما) والوصول الى دورة ثانية الاحد المقبل فيدعو الى اجراءات تقشف اكثر ليونة.
وكان الرئيس الشيوعي المنتهية ولايته ديميتريس كريستوفياس الذي لم يترشح لولاية ثانية طلب خطة انقاذ في حزيران/يونيو لكن المفاوضات تتعثر.
فقد اختارت قبرص حتى الان خطة تقشف قاسية، لكن الرئيس رفض المطالب التي تدعوه الى الخصخصة، واعاد فتح مفاوضات مع روسيا للحصول على قرض بقمية 2,5 مليار يورو.
وبموازاة ذلك، يعاني الاقتصاد تقشفا كبيرا من دون اي افق لانتعاش قبل 2015، وتضاعف معدل البطالة خلال عامين ليصل الى 14,7%.
على الصعيد السياسي، تتوقع المجموعة الدولية ايضا من الرئيس القبرصي المقبل ان يستانف مفاوضات السلام المجمدة للتوصل الى حل لانقسام الجزيرة.
وكان اناستاسيادس دعم خطة الامين العام السابق للامم المتحدة كوفي انان لاعادة توحيد الجزيرة التي عرضت على استفتاء في العام 2004 ورفضتها غالبية القبارصة اليونانيين، ما ادى الى انضمام قبرص مقسومة الى الاتحاد الاوروبي.
وقبرص مقسومة منذ 1974 حين اجتاحت القوات التركية شطرها الشمالي ردا على انقلاب نفذه قوميون قبارصة يونانيين بايعاز من اثينا وهدفه الحاق الجزيرة باليونان.
ومالاس، الوزير السابق، قد يدفع ثمن الربط بينه وبين الحكومة الحالية التي لا تحظى بشعبية، وقال الجمعة "اتعهد بكل صدق ان اشكل حكومة وحدة وطنية يمكنها مواجهة تحدي الدخول في عصر جديد".
اما ليليكاس فهو المرشح الوحيد بين ابرز ثلاثة مرشحين، الذي يعارض المساعدة الدولية، معتبرا انها ستغرق البلاد في مزيد من الكساد. وهو يعول على الغاز المكتشف قبالة السواحل القبرصية لانعاش الاقتصاد حتى لو ان استثماره يحتاج الى سنوات.
كما انه يعارض بشدة انضمام تركيا الى الاتحاد الاوروبي قائلا ان ذلك يجب الا يتم طالما ان الازمة القبرصية لم تحل.