وفي مدينة أسوان وحسب مايقول عبده متولي تاجر توجد مناطق تبدو وكأنها ترفع لافتة ممنوع الدخول لرجال المرور ومنها طريق السماد وتحديدا عند كوبري السيل والمزلقان الجديد, فللأسف تعتبر هذه المنطقة قنبلة موقوتة وجاهزة للانفجار في أي وقت بسبب المشاحنات التي تحدث علي مدار اليوم بين السائقين, إما من أجل تحميل الركاب أو بسبب السير في الإتجاه العكسي, أو علي خلفية تزاحم النقل الثقيل الذي يحول هذا الجزء إلي سوق عكاظ باختلاط الحابل بالنابل, والأمر كله من الممكن, حله في تكليف عدد من رجال المرور بالتنظيم وتسير الحركة ومن هنا فهو يطالب بأن يكون هناك أفراد ثابتون مثلما كان يحدث قبل الثورة, خاصة وأن الدولة تدفع رواتب لجميع موظفيها ومن بينهم رجال الأمن, وقال نحن لانطلب المستحيل. ويوضح طه محمد علي موظف ومن سكان منطقة السيل أن أقصر طريق لعودة الهيبة لرجال الشرطة هو المرور, هذا إن أرادوا هم العودة, أما بهذه الحال التي يبدو أنها ستستمر كثيرا فإنه لاجدوي من المطالبة بعودة الأمن, حيث يبدو ذلك وكأننا ننفخ في قربة مقطوعة. وعن منطقة السيل إلي شوارع أسوان الرئيسية ومنها كورنيش النيل وأبطال التحرير, وعنها وكما يقول وائل محمود أعمال حرة نتحدث بلا حرج, فمثلا توجد محطة وقود في منتصف شارع أبطال التحرير الرئيسي, وبمجر وصول البنزين إليها, يحتاج المارة وقائدو السيارات لخريطة جوجل للمرور من هذا الشارع بسلام, بينما لايوجد فرد واحد من رجال المرور لتنظيم الحركة فقط, ناهيك عن الفوضي والزحام في وقت انصراف المدارس الكثيرة بالمنطقة, ويضيف قائلا إن مشاهد غزو التوك توك والموتوسيكلات التي تسير بلا لوحات معدنية أصبحت أمورا مألوفة في الشارع الأسواني, حتي في الأحياء الرئيسية, وهو ما ينذر بخطورة إجرامية متكررة في حالة استمراره وغياب الرقابة المرورية والشرطية. من جانبه ناشد اللواء مصطفي السيد محافظ أسوان المواطنين بالتعاون مع رجل المرور من أجل أن يكون هناك نظام وانضباط في الشارع, وقال إن المحافظة تسعي دائما لدعم إدارة المرور التي تعمل قدر طاقتها بالوجود في الميادين والشوارع, وهي الأن في حاجة ملحة لإعادة الثقة المفقودة مابينها وبين المواطن, وأكد أنه يتلقي كل فترة تقريرا عن إحصائيات مجهود الإدارة, ويري أن هناك تحسنا ملحوظا في الأداء بشكل عام وقد بدأ ذلك من خلال توعية المواطنين بالالتزام بالقانون والتعاون مع الإدارة والحفاظ علي نظام الشارع من خلال ملصقات توضع علي السيارات المخالفة للتنبيه والتحذير. وكأن رجال المرور في أسوان يعيدون ذكريات التمثيل المشرف لمنتخبنا الوطني لكرة القدم بعد أن أصبحوا بلا طموح أو حتي مجرد محاولة لإعادة هيبتهم التي نالت منها توابع ثورة25 يناير. فالزائر لأسوان يبكي حالها كما يبكي علي حال معظم شوارع محافظات مصر, فلا نظام ولا انضباط في ظل الفوضي وسياسة لي الذراع التي أصبحت هي الحاكم بأمره في الشارع الأسواني في مناطق معروفة للجميع. وإذا ما التمسنا العذر لرجال الشرطة الذين يبذلون ما في وسعهم من أجل أن يتعافي هذا الجهاز الأمني, إلا إنه من غير المعقول أن أن يكونوا مجرد شهود علي مايجري أمامهم من انفلات, بينما المواطن لايطلب منهم وتحديدا من رجال المرور سوي تنظيم الحركة المرورية في الشوارع, ومواجهة بلطجة الوقوف بالصفوف في عرض الشارع, والسير في عكس الاتجاهات, وهو مايحدث وللأسف من أناس يطلق عليهم مجازا صفوة المجتمع.