لم يعد التقاعس الأمني مقبولا في أسوان بعد استمرار حالة الفوضي وعدم الانضباط في المراكز المختلفة والشوارع, الأمر الذي دفع المواطنين للمطالبة بتغيير الجهاز الأمني الحالي وعلي رأسه مدير الأمن. ونتيجة للانفلات الأمني وعدم التدخل في حل المشاكل بالإجراءات القانونية الرادعة تتصاعد الأحداث كل فترة وآخرها مايحدث حاليا في نجع الشيخ علي بمركز أسوان من مصادمات أسفرت عن مقتل شاب وإصابة ضابط شرطة وشابين آخرين,كما قامت شركة غاز مصر بوقف أعمالها داخل المحافظة بسبب سرقة المعدات والتعرض للعمال دون حماية كافية, هذا بخلاف الفوضي غير المسبوقة في الشوارع جراء سير السيارات بلا لوحات معدنية وعكس الاتجاه وكوارث الموتوسيكلات في مواكب الأفراح وغير الأفراح علي مرأي ومسمع من رجال المرور. وفي الوقت الذي أعلن فيه حزب الحرية والعدالة بأسوان علي لسان أمينه العام وقف التعامل مع مدير الأمن ومقاطعته, قال اللواء بكري النجار مدير أمن أسوان إنه يحترم جميع الآراء ومكتبه مفتوح أمام جميع الأطياف, وإنه شخصيا لم ينم إلي علمه هذه التصريحات. يقول ضياء الدين خيري من قيادات مركز أسوان: كنت شاهد عيان علي أحداث نجع الشيخ علي التي اثبتت التسيب الأمني المتعمد, وعدم التدخل والوجود الفعال, وبصراحةلم يعد ذلك أمرا محتملا,خاصة وأن هذا الإهمال يؤدي إلي مزيد من المصادمات بين الأهالي لأتفه الأسباب وقال خيري إنه لايجد مبررا لذلك سوي أن الشرطة تريد تأديب الشعب وتخليص الحسابات القديمة بانتفاضة الشباب ضد الظلم والفساد. وطالب ضياء اللواء أحمد جمال الدين وزير الداخلية بإجراء تغييرات فورية للقيادات الأمنية بالمحافظة,التي علي حد قوله اثبتت فشلها الذريع في التعامل مع جميع الأحداث التي مرت بأسوان خلال الفترة الماضية وأبرزها عدم توفير الحماية الكافية للمحافظ المستقيل اللواء مصطفي السيد والوقوف موقف المتفرجين أمام قيام بعض المعتصمين وبعدد لا يتجاوز10 أفراد بغلق الشارع الرئيسي المؤدي للديوان العام بالإضافة للفوضي المرورية العارمة في الشوارع دون رقابة, وعدم الاستجابة لنجدة المواطنين, وانتشار بيع المخدرات في أهم مناطق المحافظة علنا. ويضيف المهندس محمد عبدالله عضو مجلس إدارة نادي أسوان الرياضي كاشفا عن تعرض ناديه للاقتحام من بعض الشباب, علي خلفية منع أمن النادي دخولهم لعدم اشتراكهم بالنادي, فقاموا بترويع السيدات والأطفال بالشوم والسنج والمطاوي, وعندما قمنا باستدعاء الشرطة وصلت متأخرة بعد ساعة من الحدث وهروب الشباب. وأكد عبدالله أن هذه الحالة ليست الأولي ولن تكون الأخيرة في ظل تعمد الأمن عدم التدخل والوقوفموقف المتفرج, وهذه الأحداث قد تؤدي إلي حرب بين القبائل. وكشف المهندس خالد رسلان مدير عام شركة غاز مصر المسئولة عن توصيل الغاز الطبيعي لمدينة أسوان عن توقف أعمال الشركة تماما, بسبب عدم توفير الحماية الأمنية الكافية للعمال, وتعرض المعدات للنهب, وقال: حررت أكثر من محضر وللأسف فإن جميع المحاضر ترسل للنيابة العامة بدون تحريات جادة أو دلائل. وقال رسلان إنه في أشد الأسف مما يحدث من انفلات أمني داخل محافظة أسوان السياحية, لافتا إلي أن شركته التي توقفت عن العمل بقرار مجلس الإدارة قامت بتوصيل12 ألف تعاقد منزلي بالمدينة, من المستهدف وصوله إلي50 ألف تعاقد, كما أن هناك مشكلة وأزمة تلوح في الأفق, بسبب وجود نحو4 آلاف متعاقد في انتظار دخول الغاز إلي مساكنهم ومعظمهم بطريق السادات. ويطالب رسلان وزير الداخلية بالتدخل, بأن تكون قيادات مديرية أمن أسوان قوية وقادرة علي مواجهة الإنفلات الأخلاقي والتسيب الذي أصبح أمرا غير مقبول. من جانبه عاد محمد عبد الفتاح الكرار أمين حزب الحرية والعدالة بأسوان ليؤكد مقاطعة حزبة لأي حوار مع مدير أمن أسوان اللواء بكري النجار, وقال الكرار إننا نعبر عن رغبة شعب أسوان ونطالب بتغيير المدير وعدد من قياداته بعد فشلهم علي حد قوله في التعامل مع الأحداث, والتقاعس في حماية محافظ أسوان المستقيل الذي لم يكن سيئا حتي يطالب البعض برحيله. من جانبهعلق اللواء بكري النجار مدير أمن أسوان علي مايثار قائلا إنه يحترم جميع الآراء, والشارع الأسواني بخير وآمن تماما ولا يوجد أي تسيب بالمديرية قياسا بمديريات أخري. وقال مدير الأمن إن الإحصائيات التي لديه تكفي للرد علي أي اتهامات توجه لرجاله بالتقاعس, حيث حققنا نجاحا كبيرا في تنفيذ يرنامج المائة يوم ونجحنا في ضبط أكثر من50 سلاحا بدون تراخيص والمئات من الهاربين من تنفيذ الأحكام, بالإضافة إلي ضبط نحو طن من البانجو قبل غزوه أسواق المحافظة. وأكد النجار أن رجاله يعملون ليل نهار ويطبقون صحيح القانون, فالعودة كما يقول للنظام السابق مستحيلة, وأوضح أن الأمن لايستطيع ضرب وتعذيب المواطنين, وأن عودته أي الإنضباط الأمني لن تكون بنسبة100%, وإلا كنا سنعيش في المدينة الفاضلة, فنحن نعمل لوجه الله ولصالح الوطن. وحول تصريحات أمين حزب الحرية والعدالة بأسوان قال: إنه يحترم ويتعامل مع جميع الأطياف ومكتبه مفتوح أمام الجميع.