منذ عام1912 انطلقت عجلة التعدين الصناعي في الجزء الأوسط من الصحراء الشرقية في نطاق مدينتي القصير وسفاجا من خلال شركة مصرية إيطالية تركز نشاطها في صحراء القصير وأخري مصرية إنجليزية عملت بنطاق سفاجا و تركز نشاطهما في استخراج وتصدير خامات الفوسفات كإحدي أهم الثروات العديدة التي تحويها بواطن الصحراء الشرقية يومها كان ميناءا القصير وسفاجا البحريان هما المنفذان لتصدير هذه الخامات للخارج ويومها عزف المصريون العاملون بهذا القطاع سيمفونية رائعة في هذا المجال وتحولت تلك المناطق إلي جانب توفيرها الآلاف من فرص العمل لأبناء الصعيد لأماكن للتوطين الاجتماعي حيث نزحت الأسر لتقيم مع عوائلها من العاملين بأماكن الإنتاج. ولكن مع ظهور شبح الخصخصة وفي1996 تمت تصفية هاتين الشركتين وخرج غالبية العمال إلي المعاش المبكر. يقول محمد عبده حمدان أحد أبناء مدينة القصير الذي عاصر هذا النشاط إن انطلاق عجلة استغلال خامات الفوسفات وتصديره منذ عام1912 في منطقتي سفاجا والقصير تمثل حقبة ذهبية لهاتين المدينتين حيث وفر هذا النشاط حين ذاك آلافا من فرص العمل لأبناء الصعيد بصفة خاصة والذين وفدوا بأسرهم حيث توفر لهم العمل والمسكن وكل سبل الحياة وكان العمل في هذه المناطق يشبه خلية النحل في داخل المناجم التي كانت منتشرة في مناطق تسمي البيضا وحمضات والنخيل والعطيان وأبو تندب وأم الحويطات وغيرها في منطقتي مينائي القصير وسفاجا البحريين حيث كانت تتم عملية الشحن والتصدير. ويضيف أنه في مثل هذه الظروف الاقتصادية التي تمر بها مصر لابد من نظرة جادة لقطاع التعدين وتصنيع الخامات الموجودة بنطاق الصحراء الشرقية في أماكن إنتاجها دون تصديرها كمواد خام وأنه ليس منطقيا أن تخلو محافظة البحر الأحمر التي تمتد لمسافة1080 كيلو متر وتتربع علي مساحة119 ألف كيلو متر مربع من أي مصانع ويتساءل لماذا لا يقام مصنع للأسمنت في ظل توافر خاماته بشكل كبير لدرجة أن مصنعي أسمنت قنا وأسيوط يحصلان علي خامات الجبس والحجر الجيري وأكسيد الحديد والتي تدخل في هذه الصناعة من نطاق محافظة البحر الأحمر والمنطقة مهيأة لإقامة أكثر من مصنع لإنتاج الأسمدة ومصانع أخري لإنتاج الرخام والجرانيت والحديد والتنتالم الذي يدخل في تصنيع الالكترونيات وهياكل الطائرات وهذه الصناعات قادرة علي تعظيم الإقتصاد القومي المصري وخلق فرص عمل جديدة لأبناء الوطن وخاصة أن المحافظة تتمتع بمزايا عديدة تشجع علي إقامة توطين صناعي بها أهمها وجود الموانئ البحرية التي يمكن أن تستخدم في تصدير المنتجات كما أنها ترتبط بعدة طرق عرضية وطريق دولي يربطها بالسودان. أما المحافظ محمد كامل فيؤكد أن المحافظة بالتنسيق مع الأجهزة الوزارية المختصة عن قطاع التعدين تخطط لخلق عملية توطين صناعي في المناطق التي تحتوي علي ثروات طبيعية تعدينية أو مواد بناء وأن هذه الخطة تهدف إلي إنشاء منطقتين صناعيتين كبيرتين الأولي بصحراء مدينة رأس غارب وخصصت لها مساحة3 آلاف فدان والثانية في القطاع الأوسط للمحافظة وأن المحافظة ترحب بأي مستثمر جاد يرغب في إقامة أي مشروعات تعتمد علي الخامات الطبيعية وأن المحافظة قامت مؤخرا بتوقيع بروتوكول مع هيئة الأوقاف المصرية لإقامة عدة مشروعات منها مشروعات تتعلق بالصناعة مثل إنشاء مصنع لإنتاج الرخام وآخر لإنتاج الزجاج.