تعتبر أسيوط من المحافظات ذات الطبيعة الأمنية الخاصة حيث ترتفع بها معدلات الجريمة خاصة الثأر , وكانت تعد منبعا للتطرف والإرهاب, لذا اعتبرها بعض الخبراء والسياسيين ترمومترا للأداء الأمني في مصر, كما أنها كانت ومازالت أكاديمية لإعداد قادة وزارة الداخلية وخير دليل علي ذلك خروج اثنين من وزراء الداخلية الأكفاء من رحم المحافظة وهما اللواءان أحمد جمال الوزير السابق ومحمد إبراهيم الوزير الحالي, وذلك في عهد الرئيس محمد مرسي, هذا فضلا عن الوزراء ذكي بدر وعبدالحليم موسي وحسن الألفي في عهد الرئيس المخلوع. ولذلك قام الأهرام المسائي بإجراء حوار مفتوح مع القيادة الأمنية الأولي بالمحافظة اللواء أبو القاسم أبو ضيف مدير الأمن الذي تحدث بصراحة ووضوح وإلي نص الحوار: * كيف استعدت المحافظة لتأمين فعاليات الاحتفال بذكري25 يناير؟ ** قال المدير: محافظة أسيوط من المحافظات الأمنية ذات الوعي السياسي العالي ويمتاز أهلها بالرقي والتحضر ويضعون أمامهم مقولة الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية, لذا تم التحرك سريعا بدعوة جميع الأحزاب والقوي السياسية والمدنية وتم التأكيد علي سلمية التظاهرات وإتاحة الفرصة أمام الجميع للتعبير عن رأيه دون حدوث مشادات أو اشتباكات تضر بالحالة الأمنية والاستقرار الذي تعيشه أسيوط منذ اندلاع الثورة في2011, وأكدنا للجميع اننا نقف علي مسافة واحدة من جميع التيارات والأحزاب السياسة. * هل هناك تخوف أن يحدث شيء وما هي خطة التأمين؟ ** لقد وضعنا كل الاحتمالات والسيناريوهات اللازمة للتصدي لأي محاولة قد تؤدي إلي زعزعة أمن المواطن أو تخريب للمنشآت ولذلك وضعنا خطة للتأمين تستهدف نشر قوات الأمن في جميع مراكز وقري المحافظة وأمام المنشآت الحيوية والمقار الحزبية وكذلك سيتم عمل أطواف أمنية وسيارات متجولة لملاحظة الحالة الأمنية وعدم إتاحة الفرصة أمام البلطجية لتهييج الأوضاع وحتي نفوت عليهم فرصة ممارسة نشاطهم الإجرامي كما سيتم تأمين المقار الحزبية لمنع إشعال النيران بها كما حدث خلال الفترة الماضية بالمحافظات الأخري خاصة وان هذه المقار تقع داخل الكتلة السكنية وإحراقها يمكن أن يطول منازل ومحال المواطنين الأبرياء. * يتحدث البعض عن وجود انفلات أمني بالقري خصوصا قري البداري والمعابدة ؟ ** الانفلات الأمني هو أمر طبيعي حدث عقب الثورة وخاصة بتلك القري ذات العصبيات القبلية والعائلات ولكن أجهزة الأمن لم تقف عاجزة حيث بادرت بتوجيه الضربات الأمنية الموجعة للخارجين علي القانون وتم شن حملة أمنية مكبرة علي البداري بعد قيام أهالي عزبة عطية بفرض حظر التجوال علي القرية وقطع الكهرباء والماء وسقوط العديد من الضحايا ما بين قتلي ومصابين وعلي الفور تم التحرك واقتحام القرية وضبط الخارجين علي القانون ومثيري الفوضي والأسلحة المتنوعة وكذلك الأمر حدث بالمعابدة ويأتي ذلك ضمن الخطة الموضوعة التي تستهدف جميع البؤر الإجرامية وآخرها قرية عرب الكلابات. * ردد البعض أن أجهزة الأمن لم تكن مستعدة لحملة الكلابات ولم يرتد أفراد الحملة واقي الرصاص وفوجئت بالهجوم الشرس من المطاريد ؟ **هذا الكلام غير صحيح, فحملة عرب الكلابات رغم فداحة الخسائر بها تعد من انجح الحملات الأمنية التي شنتها قوات الأمن أخيرا وكانت تضم20 مجموعة قتالية نجحت في القضاء علي البؤرة الإجرامية المستفحلة بقتل8 متهمين محكوم عليهم بالإعدام والمؤبد والأشغال الشاقة وضبط10 آخرين وبحوزتهم أسلحة متنوعة ومدفع رشاش, وفيما يخص واقي الرصاص فالمجموعات القتالية كانت مجهزة بالكامل, ولكن نظرا للهجوم الشرس وقرب مسافة التعامل واستخدام المجرمين لمدفع رشاش جرينوف يصل مداه إلي3 كم فلقد اخترقت الطلقات الواقي وقتلت الضابطين وأصابت ضابطا آخر ومجندا, وفي نهاية الأمر سيطرت القوات الأمنية علي القرية بالكامل واستعادت السيطرة عليها وسط أفراح الأهالي. *علمنا أن قوات الأمن المركزي كانت في طريقها لإبادة القرية انتقاما لشهدائها؟ ** نعم سيطرت مشاعر الحزن والغضب علي قطاع الأمن المركزي عقب استشهاد الضابطين وإصابة الثالث وكذلك مجند بدون أي ذنب حقيقي اقترفوه, فعلي الفور وبدون تفكير حشدوا كل قوتهم واستعدوا لعمل هجوم شرس علي قرية عرب الكلابات لإبادتها بالكامل انتقاما لزملائهم وملاحقة بعض العناصر الإجرامية التي لاذت بالفرار في الجبل المتآخم للقرية, ولكن أمرت علي الفور بوقف التحرك لمنع حدوث مذبحة حقيقية لا يعلمها إلا الله وتمت تهدئة القوات والتأكيد أن الحملة حققت المستهدف منها ولا يعقل ان نعتدي علي الأبرياء وبالفعل استجاب الجميع وتداركوا خطورة الوضع والمذبحة التي كانت من الممكن أن تحدث. *لماذا تعد أسيوط بوابة السلاح للصعيد؟ ** بالفعل تعد محافظة أسيوط من المحافظات المحورية التي تتوسط الصعيد وترتبط بمدقات ترابية مع السودان درب الأربعين, وليبيا, وتستغل في التهريب لذا أطلق عليها البعض أنها بوابة السلاح للصعيد ولذلك وضعنا خطة محكمة لإغلاق مداخل ومخارج المحافظة حيث تقوم الأكمنة المرورية الثابتة في شمال وجنوب المحافظة بعمل تفتيشات يومية وفرض رقابة صارمة علي السيارات ويتم ضبطها بالفعل, هذا فضلا عن نشر عدد أكمنة ثابتة ومتحركة عند مداخل ومخارج أسيوط الجانبية وخاصة المدقات الترابية وتسفر هذه الأكمنة عن ضبط كميات كبيرة من السلاح المهرب قبل ترويجها في الصعيد والقري والنجوع. *بماذا تفسر انتشار الأسلحة النارية في قري أسيوط.. وفشل مبادرة التسليم؟ ** لا أحد يستطيع أن ينكر انتشار الأسلحة وبكثرة في القري والنجوع وحتي في المدينة فالصعيد مدجج بالسلاح, والصعايدة تسيطر عليهم شهوة اقتناء الأسلحة, وهذه هي المشكلة التي نعاني منها حيث ثبت في عقول وأذهان أهالي الصعيد أن القوة والأمان يستمدان من وجود السلاح في المنزل هذا فضلا عن انتشار جرائم الثأر وكذلك تدني أسعار السلاح المهرب من قبل ليبيا والسودان وكل هذا في النهاية أدي إلي فشل مبادرة تسليم السلاح, فللأسف حتي الآن لم يتقدم احد من المواطنين لتسليم سلاحه الآلي بالرغم من تأكيد استبداله برخصة سلاح لمن يقوم بالتسليم لذا نعتمد علي حملات المداهمة وجمع السلاح. * يردد البعض بأن السلاح الذي يمتلكه المجرمون يفوق تسليح الشرطة؟ **هذا أمر حقيقي حيث يمتلك مجند قوات الأمن المركزي سلاحا آليا ونفاجأ خلال المواجهات بأن العناصر الإجرامية يمتلكون أسلحة متطورة مثل مدفع رشاش جرينوف, آر بي جيه, ومدفع متعدد الطلقات, وغيرها من الأنواع الحديثة التي يتم ضبطها والتي انتشرت بالصعيد أخيرا حتي إن بعض العائلات تسارع باقتناء تلك الأسلحة بعدما بات السلاح الآلي بعد الثورة سلاح الغلابة ورغم ذلك الفارق في التسليح فنحن نضرب بيد من حديد وجميع حملاتنا الأمنية توجت بالنجاح وحققت المستهدف منها رغم شراسة العدو. * ما هي حقيقة عثور الشرطة علي دانات مدافع وقنابل في قرية العصارة ؟ ** ترددت في الآونة الأخيرة شائعة انتشار القنابل في أيدي المواطنين وهذه الشائعة ربما تكون صحيحة وربما تكون باطلة في ظل عمليات التهريب المستمرة والأسلحة المتطورة التي نشاهدها, ولكن حتي الآن لم نضبط أي قنابل خلال الحملات الأمنية, ولكن ما زاد من قوة تلك الشائعة هو عثور أجهزة الأمن علي عدد32 دانة مدفع بقرية العصارة حيث انفجرت إحداها بمخزن للخردة وتحركت قوات الأمن لتعثر علي عدد11 دانة مدفع وبعد عمل مسح شامل للقرية تم ضبط32 دانة مدفع وتم التحفظ عليها. * ما أغرب المواقف التي واجهتكم خلال ضبط وملاحقة المجرمين وقضايا القتل؟ ** لقد واجهنا جريمة من أغرب الجرائم التي شاهدتها في حياتي حيث تلقينا بلاغا بجريمة قتل وتم التحفظ علي الجثة واستدعاء الطبيب الشرعي وفي اثناء عملية التشريح عجز الطبيب عن تحديد نوع المقذوف أو الطلقة التي أودت بحياة القتيل, مؤكدا أن الطلقة لسلاح ناري غريب لم يشاهده من قبل وتوصلت التحريات إلي الجاني والسلاح المستخدم وكانت المفاجأة في العثور علي سلاح ناري متطور لم نشهده من قبل يعمل بالكهرباء وحاول أفراد الشرطة تشغيله ولكنهم عجزوا فاستعنا بالمتهم الذي شرح طريقة تشغيله وتم التحفظ عليه لتكشف تلك الواقعة عن مدي تطور السلاح المهرب للصعيد. * انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة خطف الأطفال وطلب فدية.. ماذا فعلتم؟ ** بالفعل استغل بعض الخارجين علي القانون حالة الانفلات الأمني في فترة ما وبدأوا في عمل تشكيلات عصابية فيما بينهم تخصصت في خطف الأطفال وطلب فدية من والديهم وتركزت معظم حالات الخطف في مركزي منفلوط وديروط وكانت المشكلة الرئيسية هي امتناع بعض الأهالي عن الإبلاغ بتلك الوقائع وتوصلت تحريات المباحث إلي تلك التشكيلات وتم ضبطها وكانت المفاجأة في إحدي هذه القضايا حضور والد أحد الأطفال المختطفين وبرفقته محام لتقديم بلاغ ضد الشرطة لوقف الإجراءات ضد الخاطفين الذين كانوا محتجزين بالفعل بعض القبض عليهم وذلك خوفا منهم ولذلك نناشد اهالي الضحايا المخطوفين بأن يسارعوا في إبلاغنا بالجريمة حتي يساعدونا في القبض علي الجناة لتقديمهم الي العدالة. * هناك اتهام متبادل بالتقصير ما بين المحافظة والأمن في إزالة الإشغالات بالشوارع؟ ** نحن نقوم بواجبنا علي أكمل وجه من خلال الحملات اليومية من شرطة المرافق ومباحث التموين بقيادة لواءات الشرطة ويتم رفع الإشغالات بالكامل من الشوارع ولكن عدم وجود أسواق ثابتة يؤدي إلي عودتهم في اليوم الذي يليه وافتراشهم للطرقات وإعاقة حركة المرور لذا يجري حاليا التنسيق مع المحافظة لتوفير أسواق بديلة لتجميع هؤلاء الباعة وفور الانتهاء منها ستنتهي هذه الظاهرة. * تعاني عاصمة الصعيد من عدم وجود مركز لإصدار بطاقات الرقم القومي؟ ** بالفعل رغم امتلاك محافظة أسيوط لمبني سجل مدني علي مستوي عال تم افتتاحه أخيرا إلا أنه يفتقد لوجود وحدة استخراج بطاقات الرقم القومي الموجودة بمحافظة سوهاج فقط والتي تتجه لها محافظات الصعيد لذا تمت مخاطبة المسئولين بالوزارة وتم إرسال لجنة لمعاينة المكان المخصص للوحدة وسيتم عمل وحدة متكاملة ستنهي المعاناة وطول الانتظار الذي يواجهه أهالي أسيوط في استخراج البطاقات وسيوفر ذلك المسافة علي باقي محافظات الصعيد مثل الوادي الجديد والمنيا والتي تضطر لإرسال استمارات البطاقات لاستخراجها من سوهاج.